الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمةُ مرةً أخرى

عبدالله خليفة

2014 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى يبحث نشطاء الحركات والجماعات التحديثية أزمة هذه الحركات وعجزها عن بناء تحالف جبهوي تحديثي ديمقراطي علماني.
يطرحون أن الحركة المذهبية الشيعية تمثل أغلبية السكان وبالتالي التحالف معها ضرورة نضالية للتغيير.
نفس المنطق الطائفي اليميني الذي طُرح خلال ربع قرن، وسبّب لنا كل الكوارث التي يعيشها البلد.
إن الحركات الدينية تمثل ما هو وراء تاريخياً، تمثل تشكيلة منتهية، وأي تصعيد لها هو تصعيد لمسار تشكيلة كاملة، من صراع قومي عربي فارسي، إلى عودة هيمنة الذكورة المطلقة، وقوى الإقطاع السياسية الدينية التي تمثل وحدة جوهر متأزم متناقض، كل قوة ترتكز على الأخرى، إضافة لعودة الأمية الثقافية وسلسلة طويلة من التدهور الاجتماعي الاقتصادي عبر صعود الريف المتخلف وتدهور الحداثة وتفكك الشعب الخ.

سذاجة الحركات التحديثية التي تآكل فيها الفكرُ الماركسي اعتمدت على ركوب الموجة المتاحة واستغلالها في المعارضة، وبهذا فقد عملت منذ ذلك الحين على الخروج من التشكيلة الرأسمالية والعودة للإقطاع.
وهذا ما تفعله الأنظمة والحركات الدينية المختلفة، فبدلاً من بناء الدولة بناءً وطنياً علمانياً، وإنتاج تحول سياسي يستند إليه تم الاعتماد على أساس تشكيلي خاطئ جرّنا للعودة للوراء عقوداً، ولا فائدة هنا من تحولات جزئية لا تشكل المعمار الأساسي للحداثة.
لقد فقدنا الطليعة في هذا الانزلاق الخطير، وقد عرفت الحركات البرجوازية الصغيرة عموماً الذبذبة والتلاعب بين المعسكرات اليمينية واليسارية، واستخدام الجملة الثورية الفارغة بدلاً من التحليل الموضوعي وفقدت الجماعة التقدمية استقلالها الفكري التنظيمي وهي كارثة كبرى لشعبنا.
لقد فقدنا العين المبصرة للظروف والصراعات الطبقية والصراع بين الأمم، فرُحنا نتخبط في العودة المتراجعة والتي ظهرت تجلياتها بحدة وعنف، وتفجرت سلاسل من الأزمات أثبتت كابوسية الوهم التي اعتمدته هذه الجماعات الانتهازية في تخريب نضال شعبنا وجرّه لأزمة لم يخرج منها حتى الآن!
وبعد كل هذه الكوارث نسأل ماذا حققتم بمنطقكم الارتدادي؟ وأين هي الانجازات؟ وما زال حبلُ الكوارث على غارب البحر الطائفي الهائج!
لم يتم الاستفادة من التحولات الجزئية في إعادة البناء الفكري والتنظيمي للجماعات التحديثية، والقيام بنقد جذري للحركات والحياة الاجتماعية السياسية الطائفية تعري جذورها وصلاتها، وتحذر الجماهير من أخطارها وكوارثها على الحياة السياسية والاجتماعية.
وعدم القيام بذلك سبب نفس الثقافة الطائفية السياسية للتنظيمات التي توانت في محاربتها، ولم تفهم الجذور الإقطاعية القومية للمذهبيات المختلفة ومخاطرها على الشعوب.
لقد وجدت نفسها تتمزق وتتآكل وتخرج خارج التاريخ وهي التي اعتمدت على الأسس الوطنية العلمانية في الدفاع عن الأغلبية الشعبية، فروّجت لثقافة مدمرة لها، ووضعت السكاكين في يد قتلتها.
الآن بعد ربع قرن من الكوارث لا بد من نقد الذات ومحاسبتها وتحديد الأخطاء ومسببيها والعمل على تلافيها عبر جرأة ثورية وطنية تنتفض على هذه الذيلية والعجز والتخلف الفكري والشلل التنظيمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي