الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إله الكنعانيين وإله اليهود !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2014 / 4 / 12
القضية الفلسطينية


ربع الدولة على ما تبقى من الضفة الغربية بعد ضم المستوطنات والطرق الالتفافية وما ابتلع الجدار العازل ليست حلاً لنكبة الشعب الفلسطيني. هناك خمسة ملايين لاجيء موزعون على مخيمات البؤس والشقاء في غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان، ماذا ستعطيهم الدولة المقامة على 18 % من فلسطين التاريخية بينما أراضيهم وأملاكهم التي تم اغتصابها تقع هناك داخل حدود 48 ؟

لابد من حل جذري لمأساة اللاجئين وفق القرارات الأممية، فلسطين ليست لليهود وحدهم، وهي لم تكن يوماً أرضاً بلا شعب كما ادعت الصهيونية. العرب الكنعانيون عاشوا هنا منذ 3300 قبل الميلاد، أي قبل التاريخ اليهودي المزعوم بنحو 2400 عام .. ومملكة إسرائيل التي قامت " افتراضياً " قبل 3000 عام لم تدم سوى 70 عاماً وكانت جغرافياً تقع فيما يسمى بيهودا والسامرة ( الضفة الغربية حالياً ) ولم يكن لها أي وجود على مدن الساحل والجليل التي ظلت كنعانية حتى زمن التواجد اليهودي المزعوم في الضفة، وثمة أبحاث تؤكد بأن ما يسمى بمملكة إسرائيل هي مملكة كنعانية أصلاً، بدليل دامغ لا مجال لإنكاره وهو المقطع " إيل " الذي يضاف لأسماء المدن والأماكن الكنعانية ( إسرا – ئيل / أري – ئيل / بيت ئيل .. إلخ ) وإيل هذا هو إله الخصاب عند الكنعانيين، وحتى أسماء الملائكة الواردة في أسفار التوراة بها امتدادت للإله " إيل " مثل ( إسرافيل / ميكائيل .. إلخ ).

المشكلة الحقيقية هي الحركة الصهيونية التي اتخذت من الدين اليهودي غطاء لأهدافها الاستعمارية والاستيطانية. الصهيونية هي من ذبحت أهالي دير ياسين عام 1948، وهذه المذبحة بالذات هي ما يستند إليه الفلسطينيون الراديكاليون في تشريع قتل اليهود وفق شريعة ( العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم ). الحركة الصهيونية جعلت من كل شعوب العالم أعداء لليهود، علماً بأن اليهود عاشوا في الأندلس 700 عام بين المسلمين وكان منهم العلماء والقضاة والمهندسون بل والفقهاء، ولم نعلم أن اليهودية كدين تنص على تعاليم لذبح مدنيين أبرياء !

الصهيونية مارست التطهير العرقي عام 1948 ضد الفلسطينيين وهجرت أكثر من 500 مدينة وقرية وبلدة فيما عرف بالنكبة، علماً بأن اليهود الفلسطينيين كانوا يعيشون بأمن وسلام ولهم تجارة وصناعة، ولا يوجد من حيث المبدأ أي مانع من أن يتعايش الشعبان معاً على أرض فلسطين، على قاعدة إعطاء حق العودة لجميع اللاجئين الراغبين بالعودة إلى بلادهم التي هجروا منها، أو أجيالهم الذين تورثوا اللجوء والمعاناة والبؤس في مخيمات الأنروا.

الشعب الفلسطيني لم يقبل بوطن بديل مطلقاً، وقد أفشل مشروع التوطين في سيناء في الخمسينات كما رفض أن يكون الأردن وطناً بديلاً. الصهيونية أقنعت المهاجرين الأوروبيين بأن أرض فلسطين هي أرض بلا شعب. أي أن القوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل لا ترى شعباً قوامه 13 مليون نسمة يسمى الشعب الفلسطيني، بتراثه وحضارته وفلكلوره وتاريخه. الصهيونية تنكر وجود هذا الشعب الذي صمد أمام محاولات التهجير والقتل والمصادرة والنفي.

التعايش على الأرض الواحدة هو الحل. يقول درويش:

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ

فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.

أَيها الواقفون على عتبات البيوت!

اُخرجوا من صباحاتنا،

نطمئنَّ إلى أَننا

بَشَرٌ مثلكُمْ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|