الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قل لي من انت ... حدثني عن تاريخك ... حتى انتخبك..!

أحمد الشحماني

2014 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



جرت العادة المتوارثة ضمن سلسلة الأعراف والتقاليد العراقية (تحديدا التقاليد العراقية) عندما يتقدم شخصا لخطبة فتاة ما, يسئل والد الفتاة أو الشخص المسؤول عن الفتاة الشخص المتقدم: من اي عائلة, ماهي اخلاقه, عمله, تحصيله الدراسي, ملفه الأجتماعي, سلوكه, أبن من؟ صديق من؟ ما هو ماضيه؟ ــــــــــــــ ومن ثم يبت في الأمر . . .

في كل دول العالم المتحضرة التي تشهد الميراثون الديمقراطي للأنتخابات البرلمانية او الرئاسية سواء في بلدان العالم المتحضر كالولايات المتحدة الأمريكية (صاحبة الماركة الذهبية) في جعلنا افضل بلد ديمقراطي في القارة الآسيوية (ماشاء الله . . !!) أو سواء الانتخابات التي تجرى في بلدان اوربا ـ او حتى في الهند, أو جنوب افريقا, أو البرازيل, هنالك برامج تثقيفية للناخب واطلاله تعريفية للمرشح ـ من هوالمرشح, تاريخه, سلوكه, عمله, توجهاته, تمويله, ممارساته الشخصية بل وحتى هواياته وعلاقته العاطفية وميوله ومزاجه الشخصي وسلوكه النفسي ــــ لأنها بلا شك عوامل تقييم لابد منها. . .


ليس هنالك لغة ترغيب او ترهيب, أو استخدام طرق التوائية والتصيد في المياه الخابطة والمالحة والعكرة ضمن مفهوم الغاية تبرر الوسيلة (تباً لها تلك الغايات ان كانت الوسائل لا تتماشى مع مفهوم اخلاق الانتخابات الديمقراطية)

لغة الترغيب والترهيب والتصيد بالمياه العكرة اساليب مرفوضة لانها خارج اطار المفهوم الديمقراطي وإلا لماذا سيميت بالأنتخابات الديمقراطية . . .؟!

ايضاً في المراثون الانتخابي في المجتمعات التي تؤمن بمفهوم الديمقراطية والتحولات الديمقراطية التي تتجسد فيها مفاهيم الشفافية والنزاهة في التعامل والتعاطي مع الدعاية الانتخابية للمرشحين بشكل واضح وضمن الفترة القانونية المحددة, فليس هنالك اموال تنفق من قبل اشخاص واحزاب على موائد وهدايا وهبات وعطايا ووعود استثنائية مشبوهه تتم في الكواليس المظلمة خارج اطار القانون والدستور ـــــــــــ القوانين صارمة في معاقبة كل من يتجاوز الخطوط الحمراء كائناً من يكون. . .


الكل ينزل الى ملعب الأنتخابات يرتدون اللون الموحد (لون الديمقراطية) وان اختلفت برامجهم ورؤاهم وايديولوجياتهم وتنظيراتهم وطروحاتهم . . الجمهور يشاهد من هو صاحب البرنامج الذي يوفر له فسحة الرفاهية ويحقق مطاليب المجتمع في الأمن والأمان وانجاز الخدمات وتوفير فرص العمل لجيوش العاطلين وأشاعة أجواء العدالة الأجتماعية دون اللجوء الى لغة التمييز المناطقي والطائفي والعرقي, وايضاً الجمهور يشاهد ويدقق بعقل لبيب من هو صاحب الماضي المشرق والسلوك الرصين والسمعة الطيبة والمخلص للمجتمع والوطن وصاحب الأداء الجيد ثم يقرر . . .

اللاعب الذي شارك في المباراة الأنتخابية لميراثون البرلمان السابق ولم يسجل هدفا في مرمى البرلمان طيلة اربع سنوات عجاف من عمرالدورة البرلمانية السابقة ولم يكن اداءه يشكل منعطفاً صادقاً مع تطلعات الجمهور الذي انتخبه – كيف يمكن للجمهور ان ينتخبه؟ – واي جمهور غبي واحمق ذلك الذي يرتضي ان ينتخب برلمانياً سابقاً لم يرى منه الا صورة (الفوتو- دعائية) والبوسترات الضوئية قبيل الأنتخابات كانهُ يعمل دعاية لمسلسل تلفازي او مسرحية درامية كوميدية ثم يسدل الستار لمدة اربع سنوات عجاف آخرى لتحضير برنامج كوميدي آخر يحمل ماركة مسجلة أسمها الترشيح لأنتخابات قادمة . .!

تصفحتُ بعض الوجوه المرشحة لنيل جائزة نوبل في الانتخابات البرلمانية – أشد ما اثارني ان البعض يبتكر له سيرة ذاتية جاهزة (السيفي) يتباهى بأنه كان عضواً في الدورة السابقة وأنه (اي المرشح) ــــــ شارك في ندوات ومؤتمرات سياحة وسفر في الصين والهند وجيبوتي . . !
ـــــــ وانه ينتمي الى حزب السنجاب المتسلق(الماركة الأصلية) وأنه (اي المرشح وليس الفلتر) تناول وجبة الهامبركر الشهية قبل ثلاث سنوات مع سيادة السفير الفرنسي في المنامة . . !
وحضر حفلة زواج الأمير وليام في كنيسة وستمنستر في بريطانيا . . !
وشارك في تشجيع المنتخب الوطني في مباراته الودية في اليابان . . . وبكى على الفريق (بكاء اليتامى) عندما خسر مباريات التصفيات قبل النهائية . . . !
وأهدى زجاجة عطر كلايف كريستيان الى الفنانة الاسترالية (تينا آرينا) اثناء حضوره حفلتها الغنائية الاستعراضية في سدني . . !
وتبرع بقلادة زوجته الذهبية (يا حريمة) الى راقصة الباليه الروسية (مارينا سيميونوفا) في الذكرى اليوبيلية المئوية لها مقابل الموافقة على التقاط صوره معها . . .!
. . . . . . . . . . . . وكان اول المشيعيين لجثمان الزعيم الأفريقي الثائر نلسون مانديلا في مدينة (جوهانسبرغ . . . ) . . . .!

وفي آخر السطر من (سيرته الذاتية) يشير المرشح الى أنه سوف يؤكد تمسكه بالحفاظ على المباديء الأصيلة ومكتسبات العملية الديمقراطية في تحسين المستوى المعيشي وأيصال صوته الى الفنان كريم منصور ودعوته باحياء حفلة غنائية بكلفة 50000 دولار(بالتقسيط الممل لمدة اربع سنوات قادمة على ذمة خزينة المالية), مدة الحفلة المنصورية نسبة الى كريم منصور ستكون اسبوعين بليلها ونهارها, بعشاءها وغداءها مشترطاً على الفنان كريم منصور ان يغني (فقط) أغنية (بس تعالو . . . ) . . بس تعالو ايها الجمهور العزيز في 30 نيسان وانتخبوا مرشحكم الكريم الذي كما عرفتموه لم يبخل بماله ولم يدخر جهداً في خدمتكم . . .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل