الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحيرة كانت من أقوى الاسباب (26)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2014 / 4 / 13
الادب والفن


إستمراراً لكرونولوجيا صعود (حسين أحمد الرضي) في الحزب الشيوعي العراقي.
تساءلت إحدى متابعات مقالاتي عن معلومة وردت في الحلقة السابقة فيما إذا كان كريم أحمد قد عمل ستة سنوات كراعٍ للحيوانات أو بدأَ بهذا العمل وهو بهذا السن المبكر بعد أن توفى والده وهل يمكن تحديد عدد الأعوام التي إمتهن خلالها هذا العمل؟ كما وأبدتْ تقديرها لقدرات وكفاح هذا الطفل المحروم من الوالدين في بيئة إجتماعية غريب عنها ، وإصراره على متابعة الدراسة كطريق رائع، من بين طرق أخرى، لتحقيق تطالعاته وأمانيه المشروعة رغم قساوة حياته ونكدها!
علىّ أن أشكر هذه السيدة لإهتمامها بقراءة المقال بدقة وتساؤولها عن معلومة وردت في مقالي السابق، حيث جاءت مبهمة وغير محددة المعني، أقرُ بأنها كانت هفوة مني حيث لم أكن موفقاً في أن أوضح بأن الطفل كريم أحمد قد بدأ عمله كراعي للنعاج، بعد وفاة والده، عمره ستة سنوات أما عن المدة التي استمر خلالها بهذا العمل يمكن تقديرها بين سنتين وثلاث سنوات لأنه يذكر فى ص 20 من مذكراته المترجمة بأنه بعد وفاة جدته جاءإلى مدينة أربيل مع بقية إخوانه عندها لم يكن قد تجاوز التاسعة من عمره وبعدها عاد إخوانه الثلاثة إلى الريف وبقى هو في أربيل. ولكن هذه المعلومة فيها بعض التعارض مع ما ذكره في الصفحة 21 من نفس الكتاب حيث يذكر بأن جدتها أبقته في أربيل وعادتْ مع بقية الأولاد إلى الريف قبل وفاتها.
المنحى الذي أثارت به هذه السيدة تساؤولها أنف الذكر حفّزني أن أتريث قليلاً في توجيه إهتمامي نحو ما جاء في المذكرات عن مرحلة بغداد لتقفي أثار الشاب كريم أحمد وهو طالب في معهد إعداد المعلميين الريفيين في الروستمية - بغداد، والبقاء في مدينة أربيل محاولاً تخُيل الظروف التي عاشها كريم أحمد كطفل يتيم (فاقد الوالدين) لمدة عقد كامل من عمره، خلال التأمل في عددٍ من المشاهد المبتورة التي لمحْنَا إليها في الحلقة الماضية.
لا أستطيع تحديد الدوافع التى حدت بالقيادي الشيوعي كريم أحمد لإبقاء تفاصيل مرحلة، إستغرقت ما يقارب عشرة أعوام، من أهم مراحل مسيرته النضالية في تصورى، فيها الكثير من المعاني والمدلولات الإنسانية العميقة إلى جانب تهيئة الفرص للقارئ التعرف على سمات المجتمع الذي عاش بين أحضانة بدون قريب، خلف الستار، بإستثناء تلميحه بشكل عابر إلى الخوف والهواجس التي رافقته إلى أن حصل على الموافقة التي لم يكن يتوقعها للذهاب الى المدرسة، والعقبات الكأداء التي إعترضت سبيل دراسته وجهوده المضنية للتغلب عليها.
التجاهل الكلي لهذه الحقبة من حياة كريم أحمد من قبل كريم أحمد بشخصه لا تعود سببه إلى الضعف الذي يصيب الذاكرة عند تقدم الإنسان بالعمر على قدر فهمي، لأن كاتب المذكرات أشار إلى كلمة يوم الخميس الذي ألقاه بطلب من المعلم شاكر شيشاني، وكتاب كليلة ودمنة المصور الذي تلقاه من معلمه عبدالله الزهاوي مع ذكر التفاصيل التي رافقت الحادثتين بدقة، ولا الى عدم توفر الوقت والمجال لأنه لو كتب عن تجربته الشخصية ومشاهداته في تلك الحقبة بقدر كتابته عن جلال الطالباني منذ أن إلتقاه لأول مرة عندما كان جلال في الإبتدائية وكريم أحمد معلم الرياضة في كويسنجق مروراً بذكر أخباره ولقاءات لا ترقى أهميتها إلى ماكان يستطيع القيام به القيادي الشيوعي كريم أحمد لتحليل الواقع الإقتصادي والإجتماعي والصراعات التي كانت قائمة على هدي الفلسفة الماركسية التى يتقنها بدون شكك، أو أنار الطريق لمن ينوي التصدي لمثل هذه المهمة في المستقبل.
على كل حال لا نستطيع من جانبنا تحديد الدوافع التى حدى بكريم أحمد الداود لكي لا يضع معلومات أوفر عن هذه الحقبة من حياته أمام قراء مذكراته وأبقاها خلف الستار لربما إلى الأبد! 
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_