الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وماذا بعد الزعامة
بركات العيسى
2014 / 4 / 13اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
وماذا بعد الزعامة
بركات العيسى
كل التوقعات تشير الى استبعاد المالكي وعدم ترك العراق بين يديه في محاولاته الكثيرة للولاية الثالثة ، وبقائه على سدة الحكم بقبضته الحديدية وسيوله في كل مفاصل الدولة . العراق يحتاج الى سنوات طويلة حتى يتعافى من أمراض المالكي المزمنة في جسده حتى وان تم استبعاده ؛ وهو بنفسه قال " لم أبقى في العراق أو رئيسا لحزب الدعوة إذا خسرت في الانتخابات او تم استبعادي من رئاسة الوزراء " .
المالكي هنا يبدو أنه قد فهم القصة من بدايتها حتى الحل ، ولم تكن الحبكة المريرة بجميع معانيها إلا واقعا مأساويا عاشه العراقيين خلال سنوات حكم المالكي والذي لم يفرق بينه وبين صدام حسين إلا من والاه .
الحديث عن استقطاع أرزاق الشعب الكوردي ومعونتهم من العراق والتي هي حق شرعي للكورد من خيرات العراق ،والذين حرموا منها خلال حقب طويلة ومريرة ، وكذلك استهدافه لعراقيي الوسط على اساس مذهبي لا غبار عليه ، إلا ان الثروات الطائلة التي جمعها المالكي من أموال العراق المنقولة وغير المنقولة قد تصبح ما بعد الانتخابات لسان حال الكثير من المهتمين بالعراق وثروته ، واقتصاده الهائل . المالكي لن يترك العراق دون ضرب العصفورين بحجر واحد ؛ والمال العراقي الذي يرقص بين يديه لن يتعافى من تلك الرحلة الابدية للمالكي خارج العراق ، خاصة لا يمتلك العراق اولئك المنقذين في بغداد المحصّنة ،أو ذلك السد المنيع الذي يبني العراقيين عليهم كل الآمال المخيّبة .
المرجعية وعلى راسها السيستاني وكما تم ملاحظتها من خلال خطب الجمعة الاخيرة لا ترغب ببقاء المالكي على سدة الحكم ، وكذلك الحال مع التيار الصدري والمجلس الاعلى بقيادة عمار الحكيم ، ولكن هل البديل مع تلك المنهجية القديمة ؟ .
في وقت الكل يعلم أن قدوم المالكي ، وبقائه ،وكل ممارساته لم تكن بمزاجه الشخصي ، وكل تلك القوى الدينية والمرجعيات والمنظمات ، والميليشيات ساندته ، في استهداف البنى التحتية في المثلث السني ، وتخطي ذلك الحدود باتجاه إقليم كوردستان ايضا حتى وأنه كان على علم عليم أن استهدافه للكورد من خلال كركوك لن يمر عليه دون عقاب ؛ والعقاب هنا هو البوح على اساس المجتمع الدولي ، وتدخل دول الجوار ، ومنها إيران التي يبني عليها المالكي آماله ،ويستمد منها قوته كما هو معروف في واقع العراق وعلى بساطه المتروكة للأنظار .
لعل الكثير من العراقيين العرب يفكرون بالبديل الشامل والذي لن ينجح ايضا خلال الاربع سنوات القادمة ، وهذا البديل حسب توجه الكثير من الطاقات ، والعلمانيين من الشيعة والسنة ، وقوى شبابية تحارب من أجل البديل ومنهم طلبة الجامعات وخاصة في بغداد ، وبعض من مراكز المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية ، والبديل في قاموسهم هذا هو (التيار المدني الديمقراطي) الذي يحتضن أفكار مختلفة ومنها الدينية المعتدلة ، والعلمانية الوسطية ، وكذلك أفكار تتخطى حدود الدين والعبادة .
الواقع العراقي المصاب بالتدين يقول لنا أن الأحزاب الدينية لن تتلاشى ، ولم تقعد في دكة البدلاء من خلال هذه الانتخابات ، خاصة وأن البديل لا يمتلك المال حتى لدعايته ، والذي يواجه أزمة مع الضد الكبير ومحاولة اسقاطه قبل الانتخابات .
بدلاء المالكي في الحكم خلال الفترة القادمة ليس بإمكانهم تغيير مسار عراق المَركَب 180 درجة ، والحديث هو رمزي فقط ، ولا يستند على رغبة العراقيين الشديدة لمقارعة المالكي ، خاصة وأنه الرئيس ، ورئيس الوزراء ، وأكثر من وزير ، وأكثر من مدير عام ، وقائد عسكري .
والأحزاب الدينية والتي تحاول استلام العراق من المالكي فقط ستحاول إعادة بناء الثقة المفقودة بين الوسط والجنوب ، في وقت فُهم من حكومة اقليم كوردستان أنها على استعداد دائم للحوار ،والذي من شأنه تصليح ما تم تعطيله .
إلا أن البديل الأهم من خلال ما ينتظره بعض العراقيين ؛ أن تتّحد تلك القوى الدينية مع التيار المدني الديمقراطي ،حتى وإن كان حلما ، أو مجازفة بالتقريب بين النار والحطب ، ومن خلال ذلك فحسب بإمكان العراقيين جمع القصص القديمة في الف ليلة وليلة جديدة ، والبحث عن المالكي في الصحف الغربية !.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حزب الله يكبد الجيش الإسرائيلي أكبر خسائر بشرية في هجوم واحد
.. إسرائيل تحسم قرارها بشأن الرد على إيران.. وطهران تستعد بـ10
.. هجوم مزدوج لحزب الله.. هل أصبحت مسيرات حزب الله تشكل عبئا عل
.. جيش الاحتلال يرتكب العديد من المجازر باستهداف مدارس وخيم تؤو
.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين: على نتنياهو طلب المغفرة بعدما