الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض اربيل الدولي التاسع للكتاب ..عناوين عديدة وأمسيات ثقافية وفنية

طه رشيد

2014 / 4 / 13
الادب والفن


اختتم يوم امس السبت معرض اربيل التاسع للكتاب ( 2 ـ 12 / 2014 ) الذي ساهم فيه عدد كبير من دور النشر العراقية عربية وكردية، بالاضافة لدور نشر عربية والتي جاءت من مختلف البلدان العربية.
وقد سبق افتتح المعرض رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني وبحضور شخصيات ثقافية وادبية مرموقة وفي مقدمتهم رئيس مؤسسة المدى فخري كريم، تلك المؤسسة التي يعود لها الفضل الاكبر في اقامة وديمومة هذا المعرض. وبحضور محافظ اربيل والكاتب المصري المعروف جابر عصفور وجمع غفير من المثقفين. وقد ساهمت حكومة الاقليم بتقديم تسهيلات لوجستية للقادمين من خارج الاقليم ،خاصة وان اربيل تحتفل هذا العام باعتبارها عاصمة السياحة العربية . وكرس الافتتاح تخليدا لذكرى الشاعر الراحل شيركو بيكه س، وقد عرض فلم قصير عن اسد الجبل ( شيركو بيكه س)من انتاج شركة المدى.
كان المعرض طيلة ايامه مزدحما بالزبائن ومن مختلف الاعمار وكان حضورا مميزا للشباب في هذا المعرض. وخيرا فعلت وزارة التربية في الاقليم بتنسيقها مع ادارة المعرض لقيام زيارات مبرمجة لطلبة المدارس. وهي مبادرة تدفع الطالب للبحث عن المعرفة خارج الكتاب المدرسي وتساعده للتعود على القراءة والمطالعة وعلى اقتناء الكتاب .
"سوبر ماركت" الكتاب
للمرة الاولى اشاهد الزائرين وهم يتبضعون وكانهم في "سوبر ماركت" حيث هيئت دار المدى لهم عربات التسوق لوضع كتبهم المشتراة فيها . كان منظرا يدعو للغبطة وانت ترى الصغار او الكبار وهم يدفعون بعرباتهم الملئى بالكتب بغض النظر عن نوعية هذه الكتب . المهم ان يقرأ المرء ما يستهويه .
كانت الاف العناوين موزعة في اجنحة المعرض بمختلف الشؤون ومن مختلف الاتجاهات الافكار . لم يقتصر المعرض على الكتب الادبية او التاريخية والاسلامية، بل تعداه حتى لبعض الاختصاصات العلمية كالهندسة والطب .. لقد كان وجبة غذاء ثقافية كاملة الدسم ومتكاملة.
تواجهك في مدخل المعرض دار المدى بحلتها الجديدة حيث بوابتها التي شيدت من الكتب .. كان تصميما رائعا، جذب العديد من الزوار لالتقاط صور تذكارية مع هذه البوابة المفتوحة على العلم والثقافة. ولم يفت المدى ان تضع ملصقا كبيرا للفنان الذي رحل مؤخرا في باريس محمد سعيد الصكار والذي ساهم بتصميم وخط العديد من اغلفة كتب " المدى" .
ازيد من 250 دار نشر
تجاوز عدد دور النشر المساهمة اكثر من 250 دار بالاضافة لمساهمات عراقية متميزة: هيئة تراث السيد الشهيد الصدر. مجلس الوزراء/المجمع العلمي العراقي. ديوان الوقف السني. دائرة البحوث والدراسات/ مجلس النواب .. جسد معرض اربيل التعايش الثقافي المشترك بين مكونات الشعب العراقي المختلفة اثنيا وعرقيا، لكنها المتقاربة روحيا وانسانيا .
كان المعرض فعالية ثقافية حقيقية اذ لم يكتف بعرض الكتب بل اقيم عدد كبير من الندوات لمختلف الموضوعات بالاضافة للاماسي الفنية.
كاتب وكتاب ومحاضرات متنوعة
الندوات توزعت على موضوعات متنوعة عديدة، فبالاضافة لندوات تخصصت بقراءة بعض الكتب بحضور المؤلف كما حدث مع كتاب "الاسلمة السياسية في العراق" لمؤلفه الدكتور فارس كمال نظمي والذي قدمه الاعلامي سرمد الطائي ،وكتاب "فلاسفة التانوير والاسلام " للدكتورحسين الهنداوي، وقراءة في كتاب " مارلبورو بغداد" للكاتب نجم والي ،كانت هناك ندوات لموضوعات عامة مثل " العراق بين 1914و2014 " والتي ساهم فيها كل من د.شيرزاد النجار. د.حيدر سعيد. د.رشيد الخيون وادار الندوة الدكتور هشام داود. وجلسة عن الادارات المحلية اللامركزية. وكانت هناك جلسات لاستذكار المعماري محمد مكية بمناسبة بلوغه مائة عام واخرى عن الفنان الراحل محمد سعيد الصكار وثالثة لتخليد ذكرى الاديب فلك الدين كاكائي ..
اما الفعاليات الفنية التي كان يحضرها جمهور غفير فقد تخصصت احداها باحياء ذكرى الفنانة زهور حسين بمناسبة مرور خمسون عاما على رحيلها، وقد احيت هذه الامسية الغنائية فرقة عشتار للسيدات. بينما احيا الفنان عامر توفيق بصوته العذب وبمصاحبة فرقة المقامات البغدادية ذكرى مرور 25 عاما على رحيل مطرب المقام العراقي الفنان محمد القبانجي .
وقد حاولنا اثناء تواجدنا في المعرض تسجيل اراء بعض المساهمين وبعض الزوار فكانت لنا هذه الباقة الطيبة من الاراء :
المعرض " واحة " واتصال للضفتين

الكاتب والمفكر رشيد الخيون علق على هذه الاماسي قائلا : تكررت زياراتي للمعرض، الذي يشكل "واحة" واتصال مباشر مع الضفة الاخرى العراق, فالاقبال متنوع وممتاز الى حد كبير. حضرت بشغف هذا العام وبتقدير للقائمين على النشاط الثقافي والفني وتحديدا احياء ذكرى زهور حسين بمناسبة مرور 50 عام على رحيلها، اسمي " زهور" سيدة الغناء الريفي والمقام، وصاحبة الصوت المميز، هذه المطربة التي اخذ منها الناس الكثيرولم يسجل عليها مفسدة مال ودم".
"الكتابان العربي والكردي" كلاهما يكمل الآخر
اما مديرالمعهد الفرنسي للشرق الادنى/ قسم العراق الدكتور هشام داود فقد قال عن المعرض:" التطور الحاصل في معرض اربيل التاسع للكتاب، امتاز بحسن التنظيم حيث استفاد من تراكم التجربة التي انعكست في التنظيم اولا . ولابد من الاشارة لتوفر مصداقية المعرض وعلاقتها بدور النشر العربية من شمال افريقيا الى دول الخليج، فاصبحت معارض المدى احدى المحطات السنوية الاساسية لدور النشر.
الناس لم تأت للنزهة والتفرج، بل لاقتناء الكتب والاطلاع على آخر الاصدرات. صحيح ان نسبة القراءة في العراق لا تضاهي حالته في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولكن هناك نسبة لا يستهان بها من القراء، وهم يقرأون بشكل نقدي وهذا بحد ذاته امر صحي . المنشورات في الكردي في زيادة كبيرة، وهناك تنوع في الانتاج العربي وهذا يؤشر لدرجة كبيرة عند القارئ الواعي التفاتات تكمل احداها الاخرى وليس على العكس. وفي هذا المعرض كانت ظاهرة الندوات ذات المحاورالفكرية والتي فيها حاجة اجتماعية وثقافية. بالاضافة لمحاور كاتب وكتاب.وهناك محطة اخر وهي الوقوف على شخصيات ذات قامة كبيرة . ومحاضرات متنوعة فمثلا مرور مائة عام على الحرب العالمية الاولى . وهنا لا بد من القول بان عقلية العراقي بدأت رغم الازمة تنظر للامور اكثر صفاء . الهوية ، التاريخ، وتحمل هذا التاريخ بايجابياته وسلبياته. هذه المحطات الاساسية هي جزء من الهوية العراقية، والعراقي يقبل اليوم ان يقول الجواهري ابن العراق مثلما السياب وعلي الوردي. و يقول ايضا بان فترة البعث جزء من تاريخ العراق وينظر لها بنقدية. المثقف العراقي اكتسب هذا النضج ولم يتوجس ان يطرح على نفسه قبل غيره اسئلة قاسية رغم الازمات التي يمر بها البلد .. هذه مجتمعة اشارات تبشر بخير".
كتاب عربي في منطقة غير عربية
الاستاذ الجامعي والمترجم زيدان محسن قال لنا" هذه المرة الثالثة التي احضر فيها هذا المعرض..واجد تطورا ملحوظا كل سنة. واود ان اشير لجرأة المعرض بتقديم كتاب عربي في منطقة غير عربية، وهذا لا يمنع من وجود الكتاب الكردي بشكل كبير. المؤسسة الرسمية في الاقليم تدعم بشكل جيد المعرض وتقدم التسهيلات للقائمين والناشرين، وهذا نجاح يضاف الى مؤسسة المدى التي لا زالت مصرة على تأسيس وتأصيل ثقافة وابداع في ظل هذا الخراب".
تكاليف واسعة ومتعددة
الاديب السوري سعيد البرغوثي الذي شارك في المعرض ممثلا لدار " كنعان، قال عن المعرض :
" ابدأ بالايجابيات، اذ يتجلى التنظيم والنظافة باحسن صورهما في هذا المعرض وبشكل لافت، وهذا من شأنه ان يبعث الراحة في نفس الزائر والناشر معا. اما الناحية السلبية فكاد تجتمع عليها كل المعارض من شرق الوطن لمغربه باستثناءات طفيفة، ذلك ان الهاجس الابرز في هذه المعارض يذهب الى المردود المالي للجهة المنظمة سواء كانت رسمية ام غير رسمية. الجهات المنظمة لهذه المعارض يبدو وكإنها لا تدرك الغرض من عقدها، وهو ان تقدم الكتاب للقارئ بشروط افضل، وهذا الشرط لا يتحقق الا بتذليل العقبات المادية والمعنوية التي من شأنها ان تعطي فرصة للناشر ليقدم كتابه للقارئ بشروط افضل، لانه مع تذليل تلك العقبات سيكون بين يدي الناشر حيز اوسع لتقديم تخفيضات اكبر من السعر التقليدي للكتاب . علينا ان نتذكر بان الناشر تترتب عليه تكاليف واسعة ومتعددة لعرض كتبه في المعارض .. فهناك نفقات الشحن وتذاكر السفر والاقامة ثم إعادة ما تبقى، وهذه التكاليف بطبيعة الحال هي تكاليف تزيد من صعوبة إنتاج الكتاب. واي دعم يقدم من قبل الجهات التي تشرف على عقد المعارض يصب بطبيعة الحال، بمصلحة الكتاب والناشر، والاهم مصلحة القاريء، والمفترض ان يكون هذا الهدف الاساس من عقد معارض الكتاب ".
ان معرض اربيل التاسع للكتاب يبرهن مرة اخرى على اهمية الكتاب الورقي ولم يستطع التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصالات الالكترونية المتقدمة تجاوز اهمية هذا الكتاب الورقي .

عناوين ما زالت ممنوعة في بعض الدول العربية
الفنانة التشكيلية ذكرى سميسم كان لها حضورها المتميز في المعرض وكان لها انطباعها الذي اوجزته بهذه الكلمات " تابعت في السنوات السابقة المعارض التي تقيما اربيل ولاحظت تطورا في طريقة العرض وبنوعية العناوين وعددها. وكذلك سعة وحجم المعرض الذي يقام في اجنحة "بارك سامي عبد الرحمن". توفر المعروضات خيارات كثيرة تلبي حاجة المواطن من مختلف الاهواء والافكار، وبدأنا نلمس تواجد عناوين كانت ممنوعة ايام النظام السابق، وبعضها ما زال ممنوعا في بعض الدول العربية. وخاصة الكتب التي تتعرض بعمق للدين، وقسم قليل تهتم بالمواضيع الساسية، وهذه النقطة تسجل لصالح العراق المتحرر من القيود الدكتاتورية، ودخوله الحذر الى محراب الحرية. نلاحظ ايضا بان المعرض يستضيف العديد من دور النشر العربية والعالمية وبدأت تحرص هذه الدور على المشاركة السنوية. وما يخدم المعرض هذا العام كون مدينة اربيل هي عاصمة السياحة العربية لعام 2014 وهو ما وفر للمعرض جمهور اضافي. ويبدو ان المسؤولين في الاقليم قد تنبهوا لهذه النقطة مبكرا وهذا ما لمسناه في تعامل السلطات في الاقليم وتسهيل عملية دخول الزائرين سواء في المطار او في الحدود البرية ".
ان معرض اربيل التاسع للكتاب يبرهن مرة اخرى على اهمية الكتاب الورقي ولم يستطع التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصالات الالكترونية المتقدمة تجاوز اهمية هذا الكتاب الورقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعرض التاسع
اّيار ( 2014 / 4 / 13 - 15:56 )
زرت ايضا المعرض وكانت اكثر المشاركات من دور النشر الاسلامية وافتقدنا الكثير من الكتب العلمانية والسياسية وان وجدت فهي قديمة وسبق وان عرضت واين الاصدارات العراقية الجديدة واين ( دار الجواهري ) واين دور النشر اللبنانية فمثلا زرت معرض مكتبة ( الشرقية ) البيروتية فلاحظت وكأنها زقاق ضيق من حارة كبيرة وكل الموجود فيها كانت كراريس وكتب قليلة صادرة منذ سنوات ..

اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: ليس لي منافس على الساحة الفنية ولا يوجد من


.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض




.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف