الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة أوباما و بوتين للترشّح في أنتخاباتنا

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 4 / 13
كتابات ساخرة


يوم أمس بدأ هجوم شديد اللهجة جاء كأحد فصول الحرب الباردة بين أميركا و روسيا , هو الثالث بعد عودة الأخيرة كما كانت ندّاً مؤثراً تناطح غريمتها العتيدة أميركا كما كانت تفعل سابقاً , فالأشتباك الأول بدأ مع أزمة سوريا والثاني كان مع أزمة القرم ولازال مستمراً , أما هذه المرة فالأمر تغيّر , ولانعرف بوادره , إن كان مصدره التباهي الأميركي أم الخبث الروسي , حقيقة لانعرف من أشعل تلك المعركة , ربما لها صلة بمآرب أقتصادهما , ذلك المتناقض شكلاً والمتشابه جوهراً , كان عتادها الدولار هذه المرة , ميزان الفصل بين النبلاء والأشرار في كوكبنا , تكتيكاً على شكل مساجلة مليئة بالمقارنات والتحليلات مابين راتبي الرئيسين أوباما و بوتين , أميركا تقول أن رئيسها يدفع الضرائب وساند الجمعيات الخيرية و لايملك أي مبلغ مدخّر وبذلك تفخر , لتثبت للعالم أن نظامها أكثر عدلاً من أشتراكية روسيا التي حادت عن مباديء العدل بسبب أتهامها بالمافيات والفساد الذي ينخر بها من فترة , فيما تتهم روسيا أميركا بأن رئيسها أستهلاكي أقرب الى طفيلي يأخذ أموال دافعي الضرائب من أجل مصلحته , يقسم أوباما ومعه زوجته بأن المبلغ الذي يحصلان عليه بعرق جبينهما لايكاد يكفي أبسط متطلباتهما , فهو يخمّس من الضرائب ويُدفع منه حقوق المستحقين , حتى أن الأولاد ربما يشترون ملابسهم من (البالات) نقصد الملابس المستعملة , إن أستمر الأمر هكذا .
راتب أوباما مع زوجته أربع دفاتر في الشهر وراتب فلاديمير بوتين الذي بقى وحيداً بعد طلاقه من زوجته هو أقل من دفتر , إنها والله قسمة ضيزى أذا ماعرفنا بأن الدفتر بلغتنا الدارجة يساوي عشرة آلاف دولار لاغيرها .
يتصوّر البعض أن تلك الأرقام تفضح البون الشاسع بين الزهد الأشتراكي وبين الأجحاف الرأسمالي المليء بالشكلية والمباهاة والظلم , لكنني أقول أنكم مخطئون أحبتي , فتلك الفكرة لانستوعبها و علينا أن نستبعدها , إذا ما أخذنا بالحسبان الفرق بين العيش في أمريكاً وبين العيش في روسيا للمواطن العادي , فكيف بالأمر حين يصبح هذا المواطن رئيساً مع مصاريفه الغير منتهية , وبما أننا من دول العالم الثالث لايمكننا الدخول مع المتناطحين لمناقشة الأمر ,دعونا ننهي الحديث عن الكبار لنعود الى ديارنا , ومن نحن لنبحث في تفاصيل لاتخصنا , فكما قال أحد المثقفين (من تدخّل فيما لايعنيه لقي مالايرضيه ) , تلك العبارة كثيراً ما أتخذتها خارطة طريق لأتجنب التحليق الى العالم الآخر على يد قاتل ملثم , فالأمر لايحتمل النقاش ولاصوت يعلو فوق صوت اللصوص و قطاع الطرق في بلادنا
لو أمتلكت الجرأة لتحدثت عن اللص الورع , ذلك الذي أشترى مزرعتين وثلاث مصانع للمشروبات و دفع لقاضي أربعة دفاتر ليحفظ الدعوى المرفوعه ضدّه ويترشح للأنتخابات ليفوز مجدداً بمنجم الذهب الذي تربع عليه منذ دورتان كبيستان من سنيننا الباذخة , لو كانت لدي الشجاعة لحدثتكم عن النائبة التي عادت قبل يومين من عمرة وهمية لتوزّع الهدايا التي قدرت قيمتها بثلاث دفاتر أنفقتها بحسب الحيلة الشرعية , مضحك أن تكون قيمة العباءات التي وزعت في عصريّة واحدة تضاهي راتب أوباما و تفوق راتب بوتين ذلك الدب الأمرد , لو كان الأمر بيدي ياسادتي لملأت مجلداً يفوق حكايات ألف ليلة وليلة لأفوز بجائزة الرقود الأبدي في القبر الندي , لكنني لن أفضي بكلمة عن اللصوص المئات وحواشيهم الذين يملكون ثروات لا يمكنكم حتى تصورها , أتيت هنا لسبب آخر , فبعد سماعي لأخبار معركة الرواتب بين أوباما و بوتين داهمني شعور بالشفقة على هذين الرئيسين فراتبيهما مجتمعين لا يكفيان لأقامة وليمة على شرف موظف عام عندنا , صدقوني أن عضو مجلس في ناحية لم يسمع أحدكم بها يملك أكثر منهما , ومن هذا المنبر أدعوهما وأرجوكم أن تدعوهما معي للترشح في أنتخاباتنا القادمة وأن يستعجلوا بالحصول على أستثناء من مفوضية الأنتخابات ليحفظوا للرئاسة هيبتها وقدسيتها مع ملياراتها وأعدهم بأنهم سيجنون أموالاً لا عهد لهم بها وسيضمنون مستقبل عشائرهم وسيتحولون من موظفين حكوميين الى عوائل مالكة , بل أباطرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف