الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان الشورجة

محمد باني أل فالح

2014 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تمر بشوارع بغداد تستوقفك الاعداد الكبيرة من صور المرشحين المنتشرة في كل مكان على اسطح البنايات وعلى واجهات المباني ووسط الجزرات الوسطية وفي منتصف الرصيف وعلى أعمدة الكهرباء والتي تنم عن إقبال منقطع النظير على مقاعد البرلمان التي لا يحدد الجلوس عليها سوى بعض الشروط البسيطة التي سمحت لهذا الكم الهائل من المرشحين من الخوض في الانتخابات أملا بالفوز في أحد مقاعد البرلمان حيث نرى العديد من الاسماء التي تحمل ألقاب لاتمت بصلة لعمل البرلمان ومنها الحاج والشيخ والملا والسيد ومدرس الحوزة وصاحب الموكب الحسيني وغيرها من الألقاب التي ليس لها تأثير مباشر بعمل البرلمان وما تهافت أمثال هؤلاء على الترشح الى البرلمان ألا لغاية في نفس يعقوب لأن فاقد الشيء لا يعطيه وهم أناس يفتقدون الى العمل المهني والاكاديمي وكذلك التخصص في السياسة والقانون التي يصب فيها عمل البرلمان والحال هذه فما يعنيه عمل هذه الشريحة تحت قبة البرلمان أذا كان هؤلاء القوم مجردون من جميع مقومات العمل البرلماني المتخصص بشؤون التشريع والعمل السياسي وحتى القيادة حيث من الممكن أن يكون أحد أعضاء البرلمان بمنصب وزير في بعض الحالات فهل ممكن ياترى أن يكون الحاج عليوي وزير للتخطيط أو للخارجية .
أن السياق العام للمشهد الدعائي للانتخابات يطرح عدة خيارات أمام هؤلاء المرشحين حيث مقومات الثراء والجاه والمنصب حيث الانتقال من الفقر والعدم الى رواتب ضخمة وأستثمار ومقاولات ورصيد بمليارات الدنانير وقصور فارهة وخدم وحمايات وسيارات مصفحة وسفر دائم الى بيروت ودبي وأعتبار معنوي بين ذويه وفي المجتمع كعضو برلمان تمكنه من أستغلال نفوذه في العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كذلك الحال عند توليه منصب في السلطة التنفيذية الذي يمنحه قدرات واسعة في التحكم بمليارات الدولارات وصلاحيات واسعة كمسؤول في الحكومة هذه المقبلات يسيل لها لعاب الكثيرين ممن يلهثون وراء المال والجاه من فقراء وأغنياء سذج لا يمتلكون العلم والمعرفة والكفاءة في الاداء سوى بعض الكلمات الفارغة عن خدمة المجتمع التي تعلمها من بعض مرشديه وحاشيته وهو يعمل كحارس ليلي أو أمر فصيل في أحدى المليشيات .
الترشيح للبرلمان حق مكفول لكل مواطن ولكن على المرء أن يعرف مكانه وسط المجتمع وأن يعي مسؤولية القيادة وصفاتها التي تؤهل الشخص في خوض غمار الانتخابات البرلمانية رجل البرلمان يجب أن يكون مؤهلا علميا وأكاديميا وشخصية سياسية يتصل بعدة جهات ويتعامل مع كافة شرائح المجتمع ولابد له من الالمام بكافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وأن يكون ذو أطلاع واسع على تجارب الشعوب وله معرفة بالتاريخ السياسي لبلده وللدول الاقليمية على أقل تقدير ويكون على دراية بالمنظمات الدولية وعملها ومعرفة دورها وتأثيرها في الحياة السياسية لدول العالم وكذلك له إلمام بالقانون الدولي العام والخاص والاتفاقيات الدولية التي يتعامل معها العراق وفي النهاية لابد أن تكون له كارزما خاصة به تميزه عن أقرانه كائن يكون وجيها بين قومه أو قائدا مجتمعيا أو صاحب باع كبير في السياسة أو القانون أو يمتلك مقومات الخطابة من خلال حصافة الرأي وقوة الشكيمة وبلاغة الكلمات والشجاعة الأدبية وقوة تأثيره في الأخرين ومع كل ذلك لابد أن يكون نزيها ومخلصا وأمينا لبلده وأنسانا شريفا ذو أخلاق حسنة وغير محكوم عليه بجناية مخلة بالشرف أو أن يكون أحد أعضاء الحزب المنحل أو مزدوج الجنسية ولو أننا قمنا بفلترة جميع المرشحين للانتخابات الحالية وفق هذه المواصفات فأننا لن نجد من يتأهل للترشيح سوى عدد قليل منهم ويقينا فأن من يتصدى للجلوس تحت قبة البرلمان دون تلك المواصفات فأنه والحال هذه دجال أنتهازي متلون كاذب منافق ولص في وضح النهار يحاول أن يذر الرماد في العيون ليسرق أصوات الابرياء والفقراء كما يفعل بعض أيتام البعث عند الترشح للبرلمان فكيف تتفق أراء التسلط والدكتاتورية مع العدل والمساواة والديمقراطية ولو أننا قمنا بأنتخاب هؤلاء المرشحين الذين ملئت صورهم شوارع بغداد دون النظر الى تلك المواصفات فأننا لامحال سنكون أمام برلمان يجلس فيه من هب ودب ( برلمان الشورجة ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم