الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المجتمع القروي و تمثله للجسد المرأة
محمد ايت الحاج
2014 / 4 / 14ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
"الاربعاء شتوكة الغديرة انمو دجا اقليم ازمور "
القروي دائما له نظرته الخاصة الى كل الاشياء المحيطة به، هو دائما يعطي لها تفسيرات و تمثلات و تصورات و رموز و شفرات خاصة ، القروي يملك ثقافة تميزه على غيره حول الامور المتعلقة بالجسد النسوي ، و ليس فقط القروي وحده بل تختلف التصورات و التمثلات الاجتماعية حول ثقافة جسد المرأة في كل قرية او مجتمع ما او بيئة اجتماعية ما نجد لها تصورها الخاص عن غيرها ، و لذا سوف نحاول في هذا المقال الموجز اخد شتوكة الغديرة انمو دجا لكي نحاول تفكيك هذه الشفرات و التصورات الاجتماعية للجسد المرأة لذا هؤلاء القرويين، ثم كذلك سوف نرصد الادوار الاجتماعية التي تلعبها المرأة .
و كذلك بهدف فهم عقلية القروية و تصوره للجنس ، لكي نفهم الاشكالية من اساسها لابد لنا من التساؤل عن دور المرأة في المجتمع القروي . ماهي الادوار الاجتماعية التي تلعب المرأة في الهيكل الاجتماعي القروي ؟؟
مند القدم المرأة لها ادوار كثيرة في المجتمع لاسيما القروية منها ، لقد لعبت المرأة ادور تجعلها تستحق الاعتبار و التقدير بالرغم من الحيف الذي تعاني منه في كثير من المجتمعات بالأخص القروية التي تختزل دور المرأة في تربية الاولاد و الرعي بصفعة عامة الاشغال الشاقة " المنزلية " .
و من القرويين من يختزل ادوار المرأة في ادوار جسدية ، انه ينظر الى المرأة باعتبارها اناء تفريغ الرغبات الجنسية المتوحشة ، لا يجعل للمرأة اي اعتبار اخر في الحياة ، فهو دائما يضع المرأة في موقع الرغبة الجنسية ، لا يجعل لها مكان اخر في قاعدة الحياة بالرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في التنمية و في التربية ، ان المرأة هي نصف المجتمع الانها هي التي تهتم بكل الامور في الاسرة ، يمكن القول المرأة هي العمود الفقري للمجتمع .
لكن الفرد القروي لا يحمل هذا التصور للمرأة كما نجد عند افراد جماعة شتوكة الغديرة الذي نجد معظم شبابهم مهوسون في جسد المرأة بالجنس فقط ، و ليس وحدهم بل يمكن تعميم القاعدة على بعض المناطق في المغرب و هذه الظاهرة قديمة التجذر في المخيال الاجتماعي للمجتمع القروي ، لان المجتمع لاسيما المحافظ يعيش نوع من المحافظة المفرطة في ما يتعلق بموضوع الجنس و هذا يمكن لنا ارجاعه الى البيئة الاجتماعية و المحيط الاجتماعي الذي يفرض الحشومة و ما الى ذلك من المفاهيم المماثلة ، و لكن الاخطر اليوم هي الظواهر الشاذة التي نشاهدها في مجتمعنا القروي الذي يعيش على اقاع من التحولات الاجتماعية السريعة في كل الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها . لكن ما يهمنا الان في هذا البحث المفصل هو تسلط الضوء على الظواهر الشاذة التي يعيشها الوسط القروي المغربي و سوف نركز فيها على التصورات و التمثلات الاجتماعية للجسد المرأة في هذا المجتمع " شتوكة الغديرة ".
من خلال المنهج الأنثروبولوجي الذي اعتمدنه في بحثنا هذا المتمثل في الملاحظة بالمشاركة و المعايشة الميدانية توصلنا الى السمات التي تميز هذا المجتمع على باقي المجتمعات القروية الاخرى رغما التشابه في بعضها لكن تصورهم للجسد المرأة يختلف عندهم بحيث نجد شبابهم يركزون في المرأة على شيء واحد هو الجسد ، فهذا الاخير بالنسبة اليهم يشكل المعيار الاساسي في المرأة ، فهم ينظرون الى المرأة من خلال الجسد و ليس من خلال الادوار التي تلعبها في هذا المجتمع كأم او كمربية الى غير ذلك ، لكن يبقى الاشكال هنا هو مشكل ثقافي و هو جهلهم للأدوار التي تلعبها المرأة في نسيجهم الاقتصادي فهم لا يركزون على هذا الامر من اجل الرقي بمجتمعهم ، الذي لايزال يعيش نوع من التخلف و التهميش في مجموع من النواحي بالرغم من الادعاء الباطل الذي يدعوه البعض ، بأن المجتمعات القروية تعيش تحسن على مستوى تمثلاتهم للمرأة و ادورها الاجتماعية .
نحن لا نضرب في المجتمعات القروية و انما نضرب في السلوكيات و الظواهر الشاذة التي تجتاح جسدها و تضعفها امام التحولات الاجتماعية السريعة التي يعيشها الجسد القروي ، و اليوم المجتمع القروي يعيش ازمة اخلاقية شاذة في صمت لا يريد الافصاح عنها ، و نقصد باللازمة الاخلاقية الشاذة تلك الظواهر الاجتماعية التي يعصب على افراد المجتمع البوح بها بفعل الحشومة .
لا ننكر أهمية الحشومة في المنظومة الاخلاقية القروية و لكن في نفس الوقت لها سلبيتها الخاصة في مجتمع اليوم الذي يعش نوع من التحديث في جميع المستويات ، و هذا الشيء لا يظهر للكثير من الناس القرويين الذي يفضلون العيش في صمتهم بالرغم من المعاناة النفسية التي يعشونها مع افراد اسرتهم كالنزاع الاسري التفكك العائلي و ما الى ذلك ، لكن يبقى المشكل المطروح في الجسد القروي هو مشكل استوعاب التغيرات و التحولات الطارئة على الجسد القروي ، الذي يعيش و لازال يعيش تحولات عميقة في شتى المجالات و المستويات .
و ارجع دائما الى التحولات التي شهدتها عقلية المرأة القروية التي تبحث هي الاخرى عن التخلص من القيود التي فرضتها عليها الهيمنة الذكورية التي اختزلتها في جسدها و ليس في ادورها و فكرها ، لكن المرأة اليوم في المجتمعات القروية اليوم ترفع شعار المقاومة و التمرد على الرجل و هذا الامر واضح من خلال الجمعيات القروية و الحركات النسوية التي تدعم المرأة و تشجعها على هذا القرار الشجاع .
ايمانا منا بقدرة المرأة القروية في خلق مقاومة تكبح هيمنة الرجل و تدفع على حقوقها في الحياة و في المتعة الجنسية ، لان الرجل يحتكر كل شيء لاسيما المتعة الجنسية التي تعتبر موضوع بحثنا هذا الذي نحاول رصد فيها بعض الجوانب السلبية في عقلية الرجل القروي الذي ينظر الى المرأة كلعبة جنسية يمكن ان يلعب بها وقت ما يشاء و بطريقة يريد و كيفما يشاء ، لكن المرأة القروية بعزيمتها اليوم نشاهدها تقاوم هذا التمثل المريض في عقلية الرجل العربي بصفة عامة و القروي بصفة الذي يمكن وصفه بالرجل المريض الذي لازال يعيش امرض و يعاني بصمت .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مجزرة مروعة يرتكبها الاحتلال التركي في عين عيسى
.. مهجرات عفرين والشهباء المرتزقة ترتكب المجازر بحق السكان
.. الكاتبة العامة بجمعية اطاس حميدة السبعي
.. الناشطة النسوية سعاد رجب
.. الناشطة الحقوقية جميلة كرمومة نائبة رئيسة فدرالية رابطة حقوق