الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتقت إلى صلواتك

امال طعمه

2014 / 4 / 14
الادب والفن



كانت أمي تقف على شرفة منزلنا ..ترفع يديها الى السماء وتصلي ..تدعو من أجلنا جميعا كنت أسأل نفسي: هل تجد نفسها أقرب الى الله في هذا المكان ؟

كانت تنهض من نومها قبل الفجر تفتح الإنجيل ( الكتاب المقدس) وتصلي..
بعض الأحيان تقرأ المزامير
واحيانا أخرى اشعياء..
كانت تحب أن تقرأ فقرات معينة ثم تبدأ بالطلبات!!

عندما كنت أذهب لزيارتها صباحا كانت تدعوني الى الصلاة!
يللا يا آمال نصلي ..جيبي الإنجيل.
..الإنجيل الذي لون غلافه ازرق كان المفضل عندها..
في نفس الوقت كانت تضع انجيلا مفتوحا في غرفة الضيوف ..وقنديل زيت!
كان الإنجيل محورا لحياتها..

تطلب مني قراءة المزامير التي لاتحفظها ..ودائما كانت تحب أن تقرأ الإصحاح الأول من انجيل يوحنا ! كانت هناك طقوس صلوية خاصة بها!
ثم تطلب مني أن أصلي معها من أجل أخوتي وأبي وأقاربي ومن أجل مريض ما او أحد طلب منها الصلاة !
كانت تتصل بي وتقول لي صليلي لأجل ..!
حتى وأنا في الغربة بعيدة عنها ، دوما كانت تطلب مني أن أصلي من أجل كذا وكذا!
وكل مرة تسمع فيها أحدنا يشكو ولو شكوى بسيطة كانت تصلي وتطلب مني أن أصلي معها!كنت رفيقة أمي في الصلوات!
الصلوات كانت جزءا من حياتها .. حضور قداس الأحد ..والوقوف طيلة القداس
مشاهدة قنوات تبث صلوات ووعظات!لكن أمي لم تكن متزمتة كانت مرحة تحب الحياة وتدمدم أغانيها مع الصلوات!


كانت تجول البيت وفي يدها المبخرة تبخر كل غرفة فيه وتقف أمام الأيقونات وتبخر وتطلب بصمت! كنا نشتكي دائما من الرائحة ونتسائل عن جدوى البخور حقا! ولم نكن ندرك حقا ان البخور هو حب!!
كانت دائما تدعو وتقول ياعدرا يا أم القدرا!
وتدمدم بعض الترانيم ..لما يسوع يجي تعمل إيه يا خاطي..
تصلي الأبانا على رؤوسنا في وقت الضيق.. فينجلي الهم ..هل انجلى بقوة الصلاة أم بقوة محبتها؟!
كانت تحب أن تسجد.. تركع.. وكنت اتأملها بعض الأحيان لأجد خشوعا رهيبا.وإيمانا كبيرا وقلبا أكبر !
صلواتها..كانت محبة..صلواتها لله..طلباتها كلها ..من أجلنا.

الأن في منزلنا ..لا رائحة بخور..ولا صلوات على الشرفة في حضن الليل !
ولا شخص يطلب مني الصلاة مثلها !
الإنجيل مازال مفتوحا والقنديل أمامه ..البخور في الخزانة..شرفة منزلنا مازالت كما هي!
والأيقونات مازالت في مكانها ..المبخرة موضوعة في مكانها على أحد الرفوف.. الإنجيل الأزرق بجانب الوسادة!
لم يتغير شيء! لكن أين صلاتك يا أمي؟ ..لم أعد أسمع تمتمات ترانيمك ودعواتك ولم أعد اشتم رائحة بخور ..ولم أعد أسمع خطى أقدامك في الليل وأنت تسيرين نحو معبدك على شرفة بيتنا!
أين طلباتك ودعواتك ؟أين سجودك؟أين كل ذلك الحب؟!
اشتقت أن تطلب مني أن أصلي لأي كان!لم أعد أتثاقل من كثرة الطلبات ولم يعد أحد يطلب مني أن أصلي مثلما كنت تطلبين مني !

اشتقت الى حبك!اشتقت الى قلبك الذي كان يصلي !هل تريدين ان أصلي اليوم وهل تريدين أن أقرأ المزامير لك؟!
اشتقت الى صلواتك يا أمي!!




همسة في ذكراك الثالثة -التي مرت قبل أيام – كانت هذه احدى ذكرياتي الحلوة عنك، لك صلوات قلبي مثل ما كانت صلوات قلبك دوما لنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حزن و فرح معا .. و لكن
حازم (عاشق للحرية) ( 2014 / 4 / 14 - 23:20 )
تحياتى مجددا

و شكرا على ردك على تعليقى فى مقالك الماضى, و بالتوفيق فى مشاغلك

عزائى لكى فى إشتياقك لوالدتك و لكل إنسان تفتقدينه
و عيد سعيد (هذا الشهر موسم اعياد)

حزن و فرح...عزاء فى ذكرى رحيل و تهنئة بعيد ما...معا فى نفس الوقت ...و لكن تلك هى الحياة احيانا (فرح و حزن,,المهم ان نستطيع نجعل الفرح كميته اكبر من الحزن)


2 - استاذة امال , اريد فقط تسجيل حضوري
بشارة ( 2014 / 4 / 15 - 00:48 )
ليست هنالك كلمات سوى ان كلماتك اثرت في واثارت ذكريات عزيزة على قلبي
والدتك الله يرحمها كانت كنز ما زال بريقة بضيء ذكرياتك ويزين كلماتك

وبمناسبة الاعياد اطيب التمنيات لك ولعائلتك الكريمة ولكل شرقنا الحزين


3 - صباح الخير يا حازم
امال طعمه ( 2014 / 4 / 15 - 08:02 )
شكرا على مشاركتك مشاعري التي سطرتها في المقال ،جزء من حنين لما كان، دوما الانسان يفتقد ما قد ذهب الى غير رجعة حتى الاشياء البسيطة جدا تبدو عظيمة حين نتذكرها
شكرا على تهنئتك بالعيد
اعتقد ان الانسان قادر ان يحول كل لحظة الى فرح اذا اراد حقا
لا يجب الاستسلام لمشاعر الحزن والضيق
هنالك من الكثير من الاشياء الجميلة التي تبعث على السرور ، حتى ما نفتقده وراح الى غير رجعة الذكريات الجميلة التي طبعت في خيالاتنا للأبد ، تبعث على الفرح
امنياتي بالفرح لك وللجميع


4 - استاذ بشارة
امال طعمه ( 2014 / 4 / 15 - 08:07 )
شكرا لك على المشاركة والاهتمام
واتمنى لك وللجميع اوقاتا سعيدة بمناسبة الاعياد المجيدة


5 - لها الرحمة
جهاد علاونه ( 2014 / 9 / 23 - 13:27 )
الله يرحم والدينا ووالديك,صلي من اجلي انا ايضا,انا محتاج للصلاة في هذا الوقت العصيب,انا في ظروف سيئة لا يعلم بها الا الله انا محتاج للدعاء وللصلاة من أناس طيبين من أمثالك..


6 - شكرا
امال طعمه ( 2014 / 9 / 24 - 17:13 )
اتمنى ان يزول عنك الهم صلواتي من اجلك ،استاذ جهاد شكرا لمشاعرك

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟