الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 24

ثامر ابراهيم الجهماني

2014 / 4 / 14
دراسات وابحاث قانونية


الفرع الثاني :
تمييز الإرهاب عن الكفاح المسلح وأعمال حركات التحرر الوطني .
إن طرح مثل هذه الاشكالية أمر غير عادي ، لأننا نؤمن بحقنا في المقاومة والكفاح المسلح ، من أجل تحرير الأرض والإنسان .
يجري خلط أو سكوت عن خلط لمفاهيم الإرهاب ، وخلط لمفهوم المقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال مع مفهوم الإرهاب ، وتصوير المقاومة إرهاباً ، أو السكوت عن التمييز . وتلك من المفارقات الأخلاقية لما يدعى " بالنظام العالمي الجديد " الذي يقوم على الإخلال بمنظومات القيم ، والسلوك ، والعلاقات ، في الوقت الذي يدعي فيه أنه يحافظ عليها !!!(81) .
وصف الإرهاب في العرف الدولي بأنه >(82) . لذلك نحن نتساءل هل أن الأعمال الوطنية التي كان يقوم بها بعض الجزائريين ضد المدنيين الفرنسيين دون تمييز أو الأعمال الوطنية في مقاومة الاحتلال " الإسرائيلي " من قبل القوى الوطنية اللبنانية ، ونضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه القومية ، فهل حقاً تكيف على أساس أنها إرهاب ؟ .
وتبعاً لما تقدم وللاجابة على السؤال المطروح آنفاً لا بد من دراسة مفهوم حركات التحرر وشرعية المقاومة وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، حتى نصل إلى تمييزها عن الإرهاب . لذلك سنبدأ أولاً بمفهوم حركات التحرر الوطني ، وثانياً : شرعية المقاومة ، وثالثاً : تمييز أعمال حركات التحرر عن الإرهاب .
أولاً : مفهوم حركات التحرر الوطني .
يتجنب الكثير من الكتّاب إعطاء تعريف " للمقومة الشعبية المسلحة " ، ورغم ذلك نجد جانباً من الفقه السوفييتي ( سابقاً ) ومنذ وقت مبكر أعطاها المفهوم الواسع ، حيث يعبرون عنها في بعض الكتابات القانونية " بحروب التحرر الوطني " (83) . كلما احتلت دولة غاصبة أرض شعب من الشعوب ، كان من حق هذا الشعب مقاومة هذا الاحتلال بجميع الوسائل المتاحة لديه حتى النصر وطرد جحافل المغتصبين عن حياض الوطن المستباح ظلماً وعدواناً . ويعترف القانون الدولي بشرعية هذه المقاومة الوطنية ، كما تعترف بها جميع الدول في العالم ، فالمقاومة المشروعة التي تقوم بها الشعوب لتحرير بلادها من نير الاحتلال القائم ، أو الدفاع عن حقها في تقرير مصيرها بنفسها ، كلها حقوق معترف بها لكل الشعوب لا ينازعها فيها منازع ، وهي بالتالي لا تتصف بأية صفة من صفات الإرهاب، ولا يمكن أن تدخل في زمرة أعمال الإرهاب لأنها عمل مشروع ومبارك . وهذا ما يمكن أن يقال عن المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية . ونقول ذات الشيء بالنسبة لمقاومة شعوب البلقان بالنار والحديد للاحتلال الهتلري البغيض لبلادها خلال الحرب العالمية الضروس ذاتها . وهذا ما يجب أن يقال عن الشعب العربي في فلسطين الذي يقاوم الاحتلال " الاسرائيلي " البغيض لبلاده . فلا يمكن أن يقال عن هذه المقاومة المشروعة القائمة من أجل تحرير البلاد من رجس الاحتلال غير المشروع أنها إرهاب (84) .
انطلاقاً من المفهوم الواسع نستطيع أن نورد مفهوم المقاومة الشعبية المسلحة حسب ما أورده الكتور صلاح الدين عامر كما يلي :> (85) . وفي دراسة للأستاذ ( س . جي . أكوكو ) حول العداء الموجه ضد حركات التحرير نجد أن عبارة حركة التحرير قد أعطيت في هذه الدراسة تفسيرات واسعة ، فهي هنا تشمل :
1- حركات التحرير فيما تبقى من جيوب الاستعمار الاستيطاني .
2- الحركات المناهضة للتمييز العنصري في ازانيا . أفريقيا الجنوبية .
3- منظمة التحرير الفلسطينية .
4- الحركات الشعبية التي تكافح الاستعمار الجديد في الدول الأفريقية المستقلة (86) . كما أن فصول ميثاق الأمم المتحدة (11-13) تزكي فكرة تقرير المصير كمبدأ قانوني ، وتتم ممارسة حق تقرير المصير في إطار التنظيم الدولي المعاصر بأحد طريقتين كلاهما قانوني ومشروع :
الأولى : الوسائل السلمية كالإستفتاء . على أن يكون الإشراف على عمليات الاستفتاء عائداً إلى الأمم المتحدة .
والثانية : استخدام القوة المسلحة بواسطة حركات التحرر الوطني (87) . بمعنى أن من حق الشعوب المقاومة المسلحة فرادى وجماعات دفاعاً عن حقوقها المسلوبة ، وعملاً على استرداد سيطرتها على ثرواتها الطبيعية وأقاليمها .
نفس الفكرة أوردتها المادة /51/ من الميثاق بالنص على حق الأعضاء باللجوء للقوة في سبيل الدفاع عن النفس حيث تقول : >(88) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و