الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحيل الى الماضي ..!

نوفل كريم جهاد

2014 / 4 / 14
الادب والفن


الرحيل الى الماضي !
في يوم عادي في هذا العالم ... قبل أكثر من عشرين سنة غادر ذاك الانسان الوطن نحو الغربة ! غادر أسفا البيت والاهل والاحبة . أنه اليوم الذي ترك فيه كل ما أحبته نفسه .. نحو عالم مجهول جديد ، مجبر هو فيه أن يروض نفسه على حبه ..!
لم تكن ليلة ذلك اليوم هادئةً كغيرها من الليالي السابقة بالنسبة له . بل كانت ليلةً مضطربةً جدا تزاحمت فيها الافكار وتصارعت فيها المشاعر ! لم يستطع النوم ليلتها أبدا .. كان يعيش الشد العصبي الشديد وبشكل مثير ، حيث فكرة السفر والحرية تملئ عقل وكيان ذلك الأنسان !!!
و النفس مثقلة بالرغبة والطموح.. تقودها روح الشباب المندفع التي لا تعرف المستحيل ..! ويقول في عقله ..لا لن أكون ببساطه كأي أنسان أخر..ولد ثم عاش ..ثم مات هكذا وأنتهى .!
بل لا بد من فعل بطولي يكسر به رتابه هذه الحياة وكأنه سوف يمسك الشمس باليمين والقمر باليسار ...!!!
ولكن في هذه الحياة هناك أمور لا نفهمها بالنصح والكلام.. لا نشعر بها حين تقال وتوصف لنا من قبل الآخرين ، ولكن بالتأكيد تختلف الرؤيا ونفهم طعم الحياة عندما نعيش الواقع.. عندما نحيا الحياة كما هي..!
حيث تتكسر الأحلام واحدا تلو الأخر على صخرة الواقع الذي لايزال يقهر الأنسان ..!!
ربما هو العناد والمكابرة .. أو سذاجة القلب.. حد الغباء...!!
هكذا هي أذن لحظات الرحيل . موجعة و متناقضة, جزء في داخلك يدفعك للرحيل وجزء أخر يدعوك للبقاء .!
حين تطلع هو بوجوه العائلة . كان ينظر الى عيون الام والأب وباقي أفراد العائلة وأدرك معنى الكلام الذي تقوله تلك العيون بصمت وتتناقله السكينة بكل خشوع . كانت عيونهم تتوسله البقاء ، تتوسل بأن يلغي الرحيل اللعين هذا ولتفعل الأيام ما تشاء ..!!
كانت الحيرة تتلاعب بعواطفه والتنهدات عميقة ومؤلمة ، لكنه مع الاسف كان مدفوعا بقوة غريبة وطموحٍ شديد . فخذل الاهل وخذل نفسه وأعطى وجه للرحيل ..!
وماذا بعد..بعد الرحيل ..؟ تتساقط وتتبعثر كل لحظات الحياة ..! الا تلك اللحظات التي تركها في البيت مع العائلة حيث تنغرس في النفس مثل الجذور في الأرض..أنها الجذور..الجذور أيها الاحمق ..!!
تلك اللحظات لها قيمة وثمن غير مشتراة بالذهب أو الفضة .. لأن فيها نسمة من نسمات الروح ، وهذه الحقيقة نكتشفها مع الأسف دائما متاخرين... لأن عمق المحبة سر لا ينكشف سوى عند الفراق ..!!
لم يكن هو المخطئ الوحيد في العالم ، بل أرتكب الكثير من الخطايا ، ولكن ألعنَ خطاياه بالتأكيد هي لحظة الرحيل تلك ... !
والأن .. بعد كل سنين الغربة يتسأل ذلك الانسان عن حصيلة حياته عبر كل تلك السنين ..؟
يتسأل عن النتيجة..؟ حيث أن السؤال عن نتيجة حياة الانسان ، مرعب ومخيف .. سؤال قد يقوده لليأس او الاندحار.. لأن الكارثه الحقيقية هي أن يشعر الانسان بأن حياته هذه كانت عبثيه .. تناقصت فيها طموحاته وأحلامه بشكل مأساوي مما يؤدي الى أحتقار النفس وجَلد الذات أو الرحيل .. نعم الرحيل مرة اخرى ..لكن هذه المرة هو الرحيل الى الماضي ...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب