الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف .. والرأي الآخر

علي قادر

2014 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



إن ظاهرة التطرف الديني من الظواهر التي شغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة ، وكثر حولها الجدل من قبل الكثير من العلماء والمفكرين من داخل صفوف التيار الديني ومن خارجه ، لقد أصبحت هذه الكلمة مصطلحاً شائعاً على ألسنة الناس وفي وسائل الإعلام وأخذت تستعمل في المقام الأول للدلالة على معارضة العرف الإجتماعي العام أو الشرعية الوضعية القائمة بأسم الدين ، أستخدم هذا المصطلح قديماً في الشرق ، وقابله بالغرب تعبير شاع إستخدامه في الأوساط الغربية وهو مصطلح الأصولية للدلالة على ظاهرة التطرف أو العودة الى النصوص المقدسة ، وإن للغربيين أعذارهم في رفض هذا الإتجاه لأن العودة الى النصوص القديمة والكتب المقدسة عندهم تعني العودة الى الجهل والخرافة ومعاداة التقدم ، نظراً لما أصاب هذه الكتب على يد الأحبار والرهبان والقساوسة من العبث والتحريف .
فاالتطرف لغة هو الوقوف على الطرف ، إذاً فهو يقابل التوسط والإعتدال . وعرفه الإسلاميون هو المغالاة أو الزيادة عما جاء في كتاب الله وسنة نبيه و يأباها جميع الأديان .
مايحدث اليوم في جميع أنحاء العالم من تطرف ديني سواء كان هذا التطرف ناتج عن حركات إسلامية أوحركات صهيونية متشددة أو حتى التي تنشأ في أقصى شمال إفريقيا ، بالطبع كل أنواع وأشكال ومسميات التطرف أو الحركات المتشددة التي تنشأ في هذا البلد أو ذاك أو حتى التي تنشأ داخل الدولة نفسها وداخل الدين الواحد نفسه هو نتيجة بذرة تزرعها الجماعات المتشددة يراد منها الخروج عن خط الإعتدال والمغالاة في تطبيق الأمور ، أعتقد بأن هذا التوجه المتعصب قد تحول الى ظاهرة وإن هذه الظاهرة ماهي إلاعلة من علل التدين فهي موغلة في القدم وعلى مستوى واسع من الإنتشار ، ففي أوربا مثلاً وبالتحديد في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية أبان فترة الستينات ظهرت حركات شبابية متطرفة كانت تمارس القتل العشوائي ورفعت شعار (تفوق الجنس الآري على الأجناس الأخرى) ، وكذلك نشبت حرب دينية بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية نتيجة ظهور جماعات متطرفة من كلا الطرفين، وأيضاً في قبرص إندلعت حرب بين الأسلام والمسيحين بقيادة القس (مكاريوس) وكان أصل الخلاف هو هل إن قبرص تابعة لتركيا أم لليونان ، وكثيرة هي حركات التطرف في مختلف أصقاع العالم كإسبانيا والصومال والفلبين ونيجيريا وغيرها من الدول .
تشهد البلاد العربية اليوم الكثيرالكثيرمن النزاعات والتسقيط السياسي بين اقطاب البلد الواحد والتي لم نعتد عليها على الأقل في العقد المنصرم ، فمن سوريا والنزاعات والحرب الهوجاء والتي أتحدى فيها أكبر محلل سياسي او استراتيجي معرفة متى تنتهي هذه المهزلة ان صحت تسميتها والضحية دائما هو المواطن البسيط ، وكذلك اليمن والتطرف الدائر في هذه الدولة البسيطة المسالمة وانتشار المليشيات المدفوعة من الخارج ، وبالتالي فأنها اليوم باتت خربة جراء همجية وتطرف الاطراف المتنازعة، الى ليبيا والتي نتوقع واتمنى ان يكون توقعنا في غير محله ، فانها ستمسي على حروب طاحنة وانتشار اصحاب العقول والسلوك التكفيري في كل مفاصل حياتها ،وكذا الحال بالنسبة للبنان والتي هي الاخرى من المحتمل ان تمسسها مايحدث في سوريا ، وانتشار الطائفية البغيضة ، الى بلدان الخليج الذين اصبحوا على شفا حفرة مما يجري في البلدان العربية ، من المواقف المتطرفة التي إذا أردنا أن نوصفها على الأقل نسميها بغير المحسوبة التي يطلقها بعض المغرضين وأصحاب الأجندات الخارجية في العراق، الذين يعملون على صب الزيت على النار والتي مع الأسف تصدر من مشايخ دين ، بإسم الدين ينادون للتطرف واللاإعتدال ، بإسم الدين يعيثون فساداً ويأججون المواقف ، نراهم يتصدرون المنصات وينادون بالطائفية المقيتة التي لم يمر وقت طويل على إنطفاءها ، بالمقابل هنالك من ينادي بالسلم الإجتماعي والتعايش السلمي ، فالمشهد أصبح اليوم معروفاً لدى الشارع العراقي ولدى المواطنين الشرفاء الذين ينادون بأسم الحرية وبأسم العدالة عن حقوقهم ، من هم أصحاب الفتن وماهي أجنداتهم ومن هو المعتدل صاحب المشروع الحق ، في ظل كل ماقيل ومايقال عن ماهية التطرف لابد من طرح فكرة مستقبلية للحد من هذه الظاهرة التي أخذت تعصف بنا ، لابد من طرح مشروع تصالحي تشترك به جميع الأطراف للحيلوله من إستفحال هذه الظاهرة والتي لاسامح الله إن عززت وجودها مستقبلا ستأكل الأخضر واليابس ، لذا فلنأخذ من الراحل نيلسون مانديلا مثالاً يحتذى به في التسامح والعدالة في مواقفه الجلية التي جعلت من جنوب أفريقيا من دولة عنصرية متشددة الى دولة يحتذى بها وتعتبر أس التسامح على الأقل في الفترة الحديثة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل