الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراقبة الاعلام لتعزيز الانتخابات الديمقراطية

سوزان ئاميدي

2014 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يُعد سلوك الاعلام تجاه الاحزاب السياسية والمرشحين كافة بالاضافة الى طريقة في عرض المعلومات المتعلقة بالخيارات الاقتراعية عاملا مهماً للغاية في إنجاز مرحلة الانتخابات الديمقراطية. فمن خلال مراقبة الاعلام يمكن قياس نسبة تغطية الموضوعات الانتخابية وظهور بعض الانحيازات الجديدة او غيابها ,وملاءمة التدخل الاعلامي لاتجاهات بعض المتنافسين السياسيين,فضلا عن كفاية المعلومات المنقولة الى المقترعين عبر الاخبار والرسائل السياسية المباشرة فضلاً عن برامج تزويد العامة بالمعلومات والاعلانات الهادفة الى تثقيف المقترعين.
وتهدف عملية مراقبة الاعلام الى التثبت من ضرورة وثوق المتنافسين السياسيين والشعب ككل بالاعلام والسلطات الانتخابية والحكومة المسؤولة عن تأمين انتخابات نزيهة.اما العيوب التي تشوب السلوك الاعلامي فيمكن الحد منها عبر المراقبة المستمرة لجميع وسائل الاعلام لتصحيح مسارها العملي .
وبالفعل فإن مراقبة الاعلام تهتم بخلق تفاعل حقيقي بين عدة حقوق انسانيةٍ اساسية ترتبط ببعضها بما فيها الحق بإجراء انتخابات نزيهة وحق المرشحين المتبارين بالتعبير عن رسائلهم في حملةٍ انتخابية لاستمالة جمهور الناخبين , وحق الاعلام في البحث عن المعلومات ونقلها. ولا شك في ان العملية الانتخابية لا تقتصر على دور الاعلام وحسب . وانطلاقا من ذلك فينبغي التعامل مع الاعلام على انه جزء من منظومة متكاملة تُعنى بمراقبة الانتخابات على نطاقٍ واسع.
ومن هنا يعتمد تقييم طبيعة العملية الانتخابية على عدة عوامل منها : الاطار القانوني للانتخابات, والاعتراف القانوني بالاحزاب السياسية ,واهلية الاحزاب والمرشحين للاقتراع ,وتحديد المناطق الانتخابية , ودقة بيانات المقترعين ,وحرية تحرك الحملات الانتخابية ,وحوادث العنف المتعلقة بالانتخابات , والترهيب , وشراء الاصوات , واداء الادارة الانتخابية , ونزاهة عملية الاقتراع , واحتساب الاصوات وجدولتها , واداء آليات الشكاوي عملها .
وهنا سؤال يطرح نفسه : هل الاعلام لدينا تجسد وتمثل التقييمات المذكورة ؟ .
ولا سبيل لإرساء الديمقراطية في اي دولة الا من خلال الانتخابات النزيهة , وهذا لايعني ان العملية الديمقراطية تقتصر على اليوم الانتخابي فقط . بل تعتمد ايضاً على مراقبة الاعلام والتأكيد على دوره الفعال في التثبت من نزاهة العملية السياسية وعدم حصول مايزعزع مصداقيتها .
لقد اثبتت التجارب فعالية مراقبة الاعلام لاسيما حين يحمل لواء هذه المهمة مواطنون متفانون , اخذوا على انفسهم عهداً بالعمل بمزيج من الحياد والتفان محللين البيانات التي يجمعونها بكل مايؤتون من حذرٍ وعارضين إياها بكامل المسؤولية.
وتعد مراقبة الاعلام تمريناً يتطلب براعةً فائقة ووقتاً حساساً. فيفترض استخدام مراقبين لا يدخرون جهداً ولا يتوانون عن السعي وقادة فرق لايترددون عن التحاليل الحذرة ومسؤولين يعدون تقارير المراقبة ويعرضونها مع ابداء تقييمات في وقتها لضمان الحياد والشفافية للعملية الانتخابية . فحين تثبت نتائج البحث ان الاعلام يساهم في بناء انتخابات نزيهة وديمقراطية ,فإن مراقبة الاعلام تزيد من ثقة الشعب بالوسائل الاعلامية وبقدرة الحكومة على حماية حرية التعبير والعملية الانتخابية نفسها . وتجدر الاشارة الى ان لمراقبة الاعلام وقعاً ملحوظاً على تطوير المحيط حيث يعمل الصحافيون, في سبيل تطوير سلوك الاعلام تجاه المتنافسين السياسيين وتأمين المعلومات الدقيقة والمتوازنة التي تفيد الشعب في اتخاذه الخيار السياسي الحر والواعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة