الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بالحوار أو بالمفاوضات الندية ؟
ناجي عقراوي
2002 / 11 / 28اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لو نفغر فاهآ لو نلوح للحرية بقمصاننا المدماة للصديق الشاعر كريم ناصر العراقيون يحبون الحوار وقدموا التضحيات الجسام من اجل تطلعاتهم ، لذا يتساءل العراقيون عن الأهداف التي تكمن وراء الضجة الإعلامية المثارة حول ذهاب نفر من المغمورين إلى بغداد ، و الجلوس في تكية عزت الدوري ، هؤلاء الأشخاص و النفر الباقي منهم في فرنسا وغيرها من الدول ، كان شعبنا يرى منذ اكثر من عقد قبعة المخابرات العراقية ظاهرة على رؤوسهم ، عندما كان قسم منهم في سوريا أو في بلدان أخرى ، هذا النفر الضال ليس لهم طعم ولا وزن بين العراقيين ، يفوح منهم رائحة العمالة منذ أن كانوا يغذون المخابرات العراقية بمعلومات عن المعارضة الوطنية ، لأن لديهم ترسبات مليئة بالحقد و الكراهية . لكن هناك وطنيون صادقون في دعوتهم تجنيب العراق الحرب ، وانهم منذ أمد انتبهوا إلى واقع العراق الرديء و المكفهر الملبد بالقتامة ، ومع هذا يقولون بأن الحرب لا يضئ إلا بصواعق قاصمة ، فإذا تحركت الأساطيل تحركت الزلازل و البراكين ، لذا يدعون إلى أن يتحول العراق إلى بلد يتنفس هواء الديمقراطية و الحريات ، وتفكيك النظام الديكتاتوري و إسقاطه بنظرية ( الاستحالة ) التدريجية . و هناك أيضا من يطالبون بصدق و إخلاص إنقاذ الوطن من براثن الديكتاتورية ، وهم على قناعة أكيدة استحالة الخلاص من الديكتاتورية دون مساعدة خارجية ، أو بالأحرى يقولون صنعوه لينهوه ، وهم أيضا حريصون كل الحرص تجنيب الشعب العراقي وبنيته التحتية من ويلات الحرب ، ويطالبون المساعدة بضرب النظام دون الوطن . بين هؤلاء و هؤلاء هناك من يرتدي نظارة سميكة يطل من خلفها إلى أمريكا ، ويريد التغيير مهما كانت التضحيات ، مقتنع بأن ضحايا النظام يفوق كثيرا ضحايا الحرب إن وقعت ، وسوف تتضاعف ضحاياه إن استمر في الحكم . في منتصف السنة الماضية عرض رئيس النظام العراقي على القيادات الكردية الحوار ، وكتبت في حينه مقالة في جريدة الزمان الغراء عدد 978 في 26/7/2001 حول ذلك العرض ، رأيت من الصواب إعادة نشرها : ___________________________________________________________ كلمة في السياسة الحوار رهن بإزالة العوائق ... وتبني الشفافية _________________________________________________________
لو نلدغ العقارب بكرات النار
أو نلقي بالحجارة ونعمر بها طريق الحديد
هل يملك صانع القرار في بغداد إرادة التغيير ؟
ناجي عقراوي
قبل أسابيع وجه الرئيس العراقي دعوة إلى القيادات الكردية لأجراء حوار حول القضية الكردية مع الحكومة المركزية ، و الأنباء الواردة من كردستان العراق تقول أن الأحزاب الكردستانية تدرس بحذر هذا العرض .
إن مبدأ التفاوض عبر التاريخ كان أمرا مرغوبا و هي الطريقة الصحيحة للوصول إلى حلول للمشاكل الملتهبة ، و للمفاوضات أية مفاوضات كانت و منها الحالة الكردية ، ظروفها و قواعدها و شروطها ، من أهمها إيجاد مناخ الثقة المتبادلة و تهيئة الأجواء السليمة بالتوقف عن الممارسات السلبية، و التي كانت آخرها إرسال النظام العراقي المتفجرات إلى اربيل مع سائق شاحنة تابعة للأمم المتحدة .
للقوى السياسية الكردية و العراقية باتجاهاتها المختلفة و للدول الإقليمية تجارب مريرة مع النظام العراقي ، و لدى كل هذه الجهات قناعات شبه مؤكدة من أن النظام الحاكم في العراق حينما يطلب التفاوض يكون ذلك لأسباب تكتيكية ، و الأكراد بجراحهم النازفة و قبلها بنتائج اتفاقية آذار ( مارس ) عام 1970 في عهد البارزاني الأب تأكد لهم بأن النظام العراقي لا يعمل في اتجاه الاعتراف بحقوق الشعب الكردي ، بل راهن دائما و يراهن على جغرافية كردستان لوأد التطلعات الكردية ، و لا يعمل من اجل استقرار المجتمع العراقي والمنطقة خلال عقود من الحكم من هذا التصور نجد أن الوضع النفسي للكثرة الصامتة من الأكراد و للكثيرين في المعارضة العراقية يجعلها غير مهيأة للتفاوض مع هذا النظام من دون وجود شروط محددة تلزمه بعدم استغلال المفاوضات لمضاعفة طاقة عضلاته و استعراضها لترويع الشعب العراقي .
إن لوم النظام العراقي الآخرين دائما بحجة وجود مؤامرة على وحدة و مستقبل العراق زاد من حده ، و تحول إلى الشك ، مما أوصل الأمور في حالات عديدة إلى طريق مسدود ، في حين اسهم النظام بممارساته بتقسيم النسيج الاجتماعي للعراقيين اكثر من الأجانب ، بل و يمكننا القول بان أحدا لم يخدم السياسة الغربية و توجهاتها مثل النظام العراقي ، هذه الحقائق لا يستوعبها بعض الأخوة في بعض الأقطار العربية فنراهم يهاجمون الاستبداد في بلدانهم و يؤيدونه بشكل غريب في العراق .
أكثرية العراقيين تتمنى العيش في منطقة كردستان العراقية التي يصفها نظام الرئيس صدام حسين بأنها جهنم ، و إذا كانت كذلك فمن مخلفات ممارساته ، مع أن أي منصف لا يسعه إلا القول أن الأجواء حاليا في كردستان افضل بكثير من السابق .
إلى ذلك فأن استقرار المجتمع العراقي و استقرار المنطقة يتطلبان إيجاد آلية لمفهوم جديد للسلطة السياسية في العراق ، يقوم على نبذ التعصب و نشر التسامح و محاربة الفساد بكل أشكاله و إطلاق الحريات و حق التعبير إطارا للتضامن الاجتماعي ، لان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، و على نظام الرئيس صدام إذا كانت مصلحة الشعب العراقي تهمه فعلا التخلص من نظرية ( السلطة أقوى من المجتمع ) التي أدت إلى قيام السلطة بضرب ميثاق العيش المشترك للعراقيين بممارسات و تدابير قاسية لوأد الأحزاب و القوى السياسية و خنقها ، و تنصيب غير مشروع لمن شاء على مقدرات العراقيين و استباحة حرما تهم و أرواحهم و أموالهم .
ما يريده أبناء الشعب العراقي وجوها جديدة ونزيهة و خطابا يحترم عقولهم ، لا إعلاما يخاطب نفسه منذ عقود من دون حصاد يذكر ، فضلا عن أن نظام الرئيس صدام ملزم بمراجعة شاملة وجهود خارقة لغفران ذنوبه وتصحيح المسار وزرع الثقة بين أطياف الشعب العراقي ، لأن هناك دماء غزيرة سالت و ممارسات ظالمة مورست ، و لا زال قائما حتى هذه اللحظة مسلسل التهجير و هدم الديار و هتك الأعراض وفقء العيون و تشويه الأجساد وقطع الألسن و الآذان و عسكرة المجتمع بدون مبررات ، لأنه خلق جيلا حاكما لا يستطيع أن يتكيف مع العالم المعاصر بحكم انه غائب عنه أصلا ، لذا لا يتقبل الذي يحدث فيه من مستجدات و تطورات ، جيل له وجه عنيف مستبد في نظرته للآخرين مستند على القسر .
و لأن العالم اصبح قرية صغيرة بفضل التقدم العلمي و أصبحت أرجاؤه المترامية مترابطة ، فان الحقائق لا يمكن تجاهلها و حجبها بالتزوير و الكبت و الإكراه ، و في عالمنا المعاصر تقلص دور الزعيم الملهم و القائد الضرورة ( ميلوسوفيتش و بينوشيه مثلا ) و البقاء هو للأصلح ( منديلا مثلا ) .
و القيادات الكردية لا تستطيع أن تضع ذراع الأكراد ثانية في قبضة نظام الرئيس صدام ، كما أن الدخول معه في المفاوضات في حالة تجاهل حقوق الشعب العراقي في العيش الكريم بعد التضحيات الجسام التي قدمها .
و أخيرا و ليس اخرا ، فأن الذي يريد جمع شمل ( أسرته ) و حل خلافات ( عائلته ) عليه قبول وجود الآخرين ، و اللعب ضمن قواعد اللعبة التي تخدم الوطن و الشعب و السلام و الاستقرار تعزيزا للعيش المشترك ، و ذلك بإعادة النظر في اصطفاف مراكز القوى القائمة في السلطة الحاكمة ، و الكف عن لعب دور اللاعب الوحيد بما يزيد من معاناة العراقيين .
فهل تمتلك الأسرة الحاكمة إرادة التغيير ، نشك في ذلك ونقول إن الأمر متروك لمن يملك لا لمن يبصر .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. انعكاسات مقتل رئيسي على السياسة الخارجية لإيران |#غرفة_الأخب
.. تحقيق للجزيرة يكشف مزيد من التفاصيل حول جرائم ميدانية نفذت ب
.. منير شفيق: وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية والدا
.. كتائب القسام تطلق صاروخا طراز -سام-7- تجاه مروحية إسرائيلية
.. خامنئي يكلف محمد مخبر بمهام إبراهيم رئيسي وتعيين علي باقري ك