الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وايران والحضن الامريكي

حمزة الكرعاوي

2014 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كانت وسائل الاعلام العالمية والامريكية تحديدا ، تبث بثا مباشرا لعملية ( السلام ) بين السادات وإسرائيل ، ظهرت صورة في التلفزيونات يظهر فيها هنري كيسنجر ، وتذهب الكاميرا الى رجلين وحذاءين مقابل وجه كيسنجر عراب السياسة الدولية ، واذا به بندر بن سلطان ، السفير السعودي في واشنطن ، فشاهد العالم كيف ان الرجل ( ماخذ راحته ) ومرتاح امام شخصية كيسنجر .
وبعد وصول جورج بوش الابن الى البيت الابيض ، ظهرت نفس الصورة وهي ان بندر بن سلطان جالس على كنبة وواضع رجله على الاخرى ، ويقف فوق راسه الرئيس الامريكي كتلميذ .
في الحقيقة ان السعودية لديها شراكة حقيقية مع الشركات النفطية السبعة ( الاخوات السبعة ) وهي تساهم في صنع القرار بعض الاحيان ، وكل رئيس امريكي جمهوري يدشن رئاسته بزيارة السعودية ، ويختتمها في السعودية ، ولايوجد اي رئيس امريكي جمهوري الا ولديه شركة نفط .
وكلما أفلست شركة امريكية تعوضها السعودية ، وكذلك الشركات الاوربية ، حيث ذهب وزير الخارجية الفرنسي الى المغرب للقاء ولي العهد السعودي ( الملك الحالي ) وطلب منه 120 مليون دولار لانقاذ شركة فرنسية من الافلاس .
وفي السنة الاخيرة من ولاية جورج بوش الابن ، طلب من السعودية 11 مليار دولار لانقاذ صناعة السيارات الامريكية ، وكانت السعودية منزعجة من النفوذ الايراني في العراق ، فتم تأجيل القرض او المنحة ، وأعطيت لاوباما كهدية من السعودية لامريكا .
ودور السعودية وقربها من امريكا واضح ، وكذلك علاقاتها على أحسن وجه ، فتنبه الايرانيون لذلك ، وفكروا بإعادة دورهم في المنطقة كشرطي ، وهو قديم منذ عهد الشاه ، لكنه كان أقرب للبريطانيين .
اصاب الفتور العلاقات الامريكية الايرانية في عهد الخميني ، وان كان من تحت الطاولة ، وفضيحة ايران جيت كشفت التعامل الامريكي الايراني السري ، وبعد فاة الخميني ، تحركت القيادة الايرانية بقوة لسحب البسطاء من تحت السعودية ، وإعادة إحياء الدور القديم ، والصراع بين السعودية وايران هو من يمثل المصالح الامريكية في المنطقة ، وتتأرجح الادارات الامريكية بين سياسة الاحتواء وعدمها بخصوص ايران .
في عقد التسعينيات اطلق هنكتن فكرة ( صراع الحضارات ) وان الشرق شرق والغرب غرب ، فلا يلتقيان ، ومقابل ذلك أطلق فيلسوف ايران محمد خاتمي ( حوار الحضارات ) ، ومحمد خاتمي هذا داهية من دواهي ايران وهذا العصر ، فضحت ولاية الفقيه الايرانية بخاتمي لصالح نجاد ( صاحب التصريحات النارية ) ، مما اصاب السياسة الايرانية بمقتل ، ولم تتنبه ايران الى هذا الخلل الا بعد ان خرب نجاد دنيا ايران كلها .
إنخدع الكثيرون بفكرة محمد خاتمي ( حوار الحضارات ) وانها ضد او تتقاطع مع صرع الحضارات ، وفي الحقيقة هي نفسها ، والذي يقصده خاتمي ، أنك تستطيع ان تتغلغل من خلال عقائد الشعوب ، وتتلاعب عليها بطريقة ناعمة .
صراع بين ايران والسعودية على خدمة طرف ثالث وهو امريكا ، صراع قاسم سليماني وبندر بن سلطان ، ايران قالت : لولا ايران لما تمكنت امريكا من احتلال افغانستان والعراق ، والسعودية قالت : بندر لن احلق لحيتي حتى ارى الجيوش الامريكية في بغداد ، ومولت احتلال العراق ، ودفعت فاتورة العمليات العسكرية في كل حروب امريكا في المنطقة .
الايرانيون بعد وصول حسن روحاني الى رئاسة ايران ، قالوا للامريكان : نعم أن السعودية حليفتكم ، والمهم لديكم مصالحكم ، ونحن قادرون على تأمين مصالحكم ومصالحنا ، ونعرض عليكم خدماتنا ، ولدينا القوة على الارض ، حزب الله في لبنان وسوريا والاحزاب الشيعية في العراق ، وشيعة البحرين ، والحوثيين ومليشيات اخرى في الصومال ودول افريقية أخرى ، ونحن اقوى من حليفكم القديم الضعيف السعودي .
وذكروهم بخدماتهم في العراق بعد صدام حسين ، وايران هي التي جعلت احتلال امريكا للعراق بدون ثمن ومجاني ، وجماعتها يخدمون في المنطقة الخضراء ، ويبدو ان الامريكان قسموا الادوار بينهم ، وجعلوا هذا ضد ذاك ، وذاك ضد هذا ، في منطق تبني الشيء ونقيضه ، حتى يقال للسعودية ان ايران خطر عليكم ، ولايران ان المد الوهابي خطر عليكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا