الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الى اين.. الجزء (2 )

عباس متعب الناصر

2014 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


احياناً نجد انفسنا عاجزين عن ايجاد تفسيراً معيناً لما يجري في العراق وكثير من الاحيان تقف الابصار عاجزه عن تشخيص بعض الحالات والصور الضبابيه الشاخصه امامها وحتى العقول تتيه وتشت بين الواقع المطروح المرئي والمسموع وبين التضليل والتنزيف الذي اصبحت له مساحات واسعه من فضاءتنا .
لقد تعمد البعض وهم الاغلبية على ما اعتقد ومن الذين لهم مصلحة في اعادة العراق الى المربع لاول او على القليل ابقاءه يدور في حلقة مفرغه حول نفسه تعمد هولاء الى خلط الاوراق واخفاء بعض الحقائق او التعتيم عليها بفيه التقليل من المنجزات التي حققتها الحكومة في ضل اوضاع امنية في غاية الحراجه وتعطيل كل ما يصب في صالح الشعب العراقي من قوانين وتشريعات تهدف الى رفع مستوى المواطن المعاشي وايقاف عجلة التنمية وكل هذا بدوافع داخليه وخارجية باتت واضحه للعيان ولاتحتاج الى مجهر .
يمر العراق اليوم بمرحلة في غاية الدقه والحساسية وهو على ابواب انتخابات قد تغير مجرى حياته نحو الافضل او تعود به الى مستنقع الصراعات من جديد ويبقى اسير التوافقات والمحاصصه التي ذقنا منها مرارة لازالت عالقة بافواهنا ولازالت دمائنا تسيل على مذبح الحرية كل يوم برعاية هذا الطرف او ذاك .
على ما يبدوا ان بعض الكتل السياسية او الاحزاب او مسميات ما انزل الله بها من سلطان وجميعها مشاركة في الحكومة الحالية وربما ستشارك في الحكومة الجديده او التشكيله القادمة وبتغير بسيط في بعض الوجوه غير ان الزعامات لازالت هي نفسها وبنفس اسلوبها ونهجها وستراتيجتها المشوهه باقيه كالماء الراكد كلما مره عليه الزمن زاد من عفونته حتى ازكمت رائحته الانوف وعلى ما يبدوا ان تلك الكتل السياسية وباقي المسميات وبقيادتها التقليديه لم تتعض من كل التجارب التي مرت خلال الدورتين السابقتين مع علمها بان المواطن العراقي قد سبقها بالادراك والوعي والتشخيص واصبح يميز تماما من يقف مع العراق وشعبه منطلقا من هويته الوطنية العراقيه وبين من يحاول ابقاء العراق في دوامة العنف والفقر والتخلف منطلقاً من اجندات خارجيه لها مصالح مكشوفة وضاهره للعيان يدركها الداني والقاصي .
تنطلق هذه الايام الحملة الانتخابية للدوره البرلمانية القادمة وفي ضل سماء متلبده بالغيوم ومناخ سياسي متشنج يمر به وطننا الجريح ورغم تحفضنا على الطريقة البشعه التي يمارسها المرشحون وهم يضعون ملصقاتهم وصورهم ودعاياتهم الانتخابية وسط العاصمة وفي الاماكن غير المخصصه لها تحديداً والمنظر المؤلم الذي ضهرت به العاصمة بغداد جراء الانتشار العشوائي لتلك الملصقات ناهيك ان بعض المرشحين لهم ماض وتاريخ اسود يعرفه الجميع ورغم ذاك فهم يمتلكون من الوقاحه والصلافه لترشيح انفسهم مره اخرى غير مبالين بالهمس واللغظ الذي يدور حولهم جهاراً ونهاراً من خلال الصراع والتنافس غير الشريف الذي يجري بينهم والذي قاد البعض منهم الى نشر الغسيل الوسخ في العراء مما دفع البعض الاخر الى المواجهه بنفس الاسلوب من التسقيط والتشهير على شاشات بعض الفضائيات التي تصطاد بالماء العكر دون ادنى احترام لمشاعر المواطن العراقي والذي ذهب الجميع للتلاعب بعواطفه وتسخيرها لصالحة والبعض الاخر تجاهل تماماً ما يجري بالعراق واندفع بقوة لتحقيق ماربه الخاصه اولها الوصول الى قبة البرلمان ولو كان الثمن مزيد من الدماء.
ان الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي لاتفصلنا عنها سوى ايام قلائل تبدوا مخيبه للامال وغير مشجعه البته فالصراع السياسي الدائر الان اخذ طابعاً ولونا لاينسجم مع تطلعات الشعب العراقي وبرامج الكتل السياسية والتجماعات وشتى المسميات هي نفسها ولايمكن لها ان تغير من الواقع المؤلم بشيء ولم نجد برامج واطاريح جديده مخلصه ووطنيه الا عند القله وهي خجولة الى حد ما ولم ترتقي الى المستوى الملطوب او بقدر اقل مما يطمح اليه الناخب او المواطن العراقي الذي بات يهمس ويشخص ويشير الى مواطن الخلل بدقه متناهية اكثر من السياسين الذي اصابهم العمى الدائم رغم اننا تقترب رويداً رويدا من يوم الفصل الا ان الضبابية التي تطغي على المشهد السياسي والاساليب المنحرفه وغير المشروعة التي ينتهجها البعض ضد البعض الاخر من اجل التسقيط وازاحة الخصوم عن الساحة السياسية والشائعات التي تخص المشهد الامني وتطوراته والمواقف الغامض والمتباطئ من قبل الحكومة على ما يجري في الانبار والفلوجة بشكل خاص وسيطرة داعش على سد النعيمية واغلاق منافذه وتسريب المياه الفائظة الناتجه عن اغلاق البوابات الى الصحراء فكل هذه المناخات والاجواء المفعمه بالتوجس والحذر تدق ناقوس الخطر المقبل وتجعلنا نترقب الايام المقبله وهي تحمل لنا مفاجأت ربما تكون غير ساره وغير مطمئنه خصوصاً وان داعش ومن يقف خلفها من الخارج ومن يقدم لها الداعم في الداخل يندفعون جاهدين باتجاه زيادة التوتر في الايام القليله القادمة من خلال بعض العمليات الارهابية داخل العاصمة بغداد ومحيطها ولغرض جر القوات الامنية الى معركة او معارك مما يستدعي من الحكومة اعلان حالة الطوارى في بغداد حصراً والهدف واضح وصريح وهو ارجاء الانتاخابات اوافشالها على اقل تقدير وابقاء البلد في دوامة الصراعات الداخلية وهذا مطلب بعض الكتل السياسية التي اتضحت اهدافها واجنداتها من خلال دورها السلبي المعطل للعمليه السياسيه وخصوصا فيما يتعلق باقرار الموازنه لعام 2014 وكثير من القوانيين التي تصب بمصلحة المواطن ورفع مستواه المعاشي وكذلك قانون الاحزاب والبنى التحتيه والنفط والغاز وغيرها الكثير تحت ذرائع واهنه وحقوق يطالب بها هذا الطرف او ذاك بغير حق .
ربما نتائج الانتخابات القادمه ستذهل الجميع !!! لكن السؤال المطروح والملح والخارج عن السياقات هو .. متى يحدث الفرهود؟؟؟ لنا حديث اخر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا