الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد حد ك- سوريا وبزوغ فجر الحرية

علي مسلم

2014 / 4 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حين تم الاعلان عن الاتحاد السياسي الديموقراطي الكردي في سوريا بين أربعة أحزاب كردية في القامشلي في نهاية عام 2012 بعد الحوارات المارثونية الشاقة التي تمت في هوليرعاصمة اقليم كردستان تحت إشراف ديوان رئاسة إقليم كردستان ارتاب المحللون السياسيون المعنيون بالشأن الكردي السوري وشككوا في سيره برتابة نحو آفاق الوحدة كما جرى التخطيط والتحضير له على ضوء ما ينتاب الحقل السياسي الكردي من تعقيدات خصوصا ما يتعلق بجوانب وتداعيات الثورة السورية ومدى جدية الموقف السياسي الكردي منه ، وبغض النظر عن تجاوز المهلة الزمنية التي أعلن عنها والتبدل الذي حصل في أحد أجنحته (حزب يكتي) إلا أنه أمكن التغلب على جملة العقبات الظاهرية والتي جاءت بمثابة الكوابح الحقيقية التي أعاقت سير عملية الوحدة لأكثر من سنة ونيف لكن في نهاية المطاف تم الإعلان عن الحزب الديموقراطي الكردستاني - سوريا عبر المؤتمر التوحيدي الذي ضم حوالي 650 مندوباً في هولير في 3/4/2014 ، بهذا الإنجاز التاريخي تكون الحركة السياسية الكردية قد تجاوزت بنجاح لأول مرة في تاريخها إحدى أهم عقد التشرذم في الواقع السياسي الكردي والذي برهن على نجاح الدبلوماسية الكردية في إقليم كردستان حيث راهن البعض كثيراً على فشلها بالإستناد على التجارب الوحدوية الهزيلة التي مرت بها الحركة الحزبية الكردية في سوريا فهل سيعقب هذا النجاح التنطيمي نجاح في المشروع السياسي التي تنطلق منها هذه التجربة المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة: مما لا شك فيه ان نجاح اي مشروع سياسي يستند بالدرجة الأولى على جدية وصدقية القائمين عليه بداية وكذلك جدية المشروع وديناميته ووضوحه بحيث يعبر بجدية عن التطلعات الآنية والمستقبلية للجمهور المستهدف من المشروع تالياً .. ولأن الحق القومي للشعب الكردي في سوريا هو الغاية والمنطلق من هذا المشروع كان لا بدا من ان يكون المشروع واضحا في تفاصيله التاريخية والآنية وتطلعاته المستقبلية فالوجود الكردي في سوريا ليس طارئاً كما هو معروف بغض النظر عن الغبن التاريخي الذي لحق به نتيجة سيطرة البعث السياسي الشوفيني على مقدرات الوطن السوري في منتصف القرن الماضي والذي رافق ولادة نواة الحزب السياسي الكردي وقتئذ هذا الحزب الذي عمد منذ البداية بالرغم من تواضع إمكاناته إلى توثيق الحق الكردي على ضوء المواثيق والشرائع الدولية التي تم اعتمادها دولياً بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1946 والاعلان عن هيئة الامم المتحدة كشخصية اممية فاعلة بدل عصبة الامم المتحدة والتي فشلت في إدارة الأزمات والنزاعات الدولية آنذاك كونها دارت مصالح الدول القوية قبيل واثناء الحرب الكونية الثانية ، فالبرغم من عدم تمكن هذا الحزب والذي انتج العديد من الاحزاب لاحقا من تحقيق التطلعات القومية لأبناء الشعب الكردي إلا أنه كان متواجداً باجنحته المتعددة على الدوام في قلب المعاناة ولم يغب عن المسرح السياسي الكردي خلال المراحل المتعاقبة بالرغم من الملاحقة الممنهجة لقادته ومحاربة نهجه القومي الأصيل خصوصا في انتفاضة 2004 والذي اثبت حينها بجدارة انه بحق ممثل للشعب الكردي في سوريا وذلك حين قاد مع مجموع الأحزاب هذه الإنتفاضة وقدموا على مذبحها كوكبة من الشهداء اللذين سيبقون بمثابة الشعلة التي ستنير درب حرية الشعب الكردي إلى الأبد .. دور الثورة السورية في تسريع عملية الوحدة وولادة الحزب ربما لا نعاكس الحقيقة حين نقول أن الثورة السورية اتاحت المجال واسعاً لشكل من السجال السياسي الكردي نتيجة الغليان الذي انتاب الشارع السوري بعمومه سلمياً معلناً بداية ربيع الحرية والذي أخذ في جانبه الكردي منحىً وحدوياً منذ البداية وفق نهج البرزاني الخالد حيث توج هذا السجال بالمؤتمر الوطني الكردي في 26/10/2011 والذي انبثق عنه المجلس الوطني الكردي كضرورة موضوعية فرضها منطق الثورة على مجمل الحقل السياسي السوري بما فيها الحقل السياسي الكردي بحيث يتم التحضير ذاتياً للتصدي لاستحقاقات المرحلة سواء بقي النظام او لم يبقى كون مترتبات ما بعد الثورة سوف تخلق بالضرورة حالة سورية جديدة يتمتع فيها كل المكونات بشكل من تحقيق الذات القومية الخاصة ضمن سورية موحدة كون الوصول إلى قوة سياسية كردية فاعلة تكون بمثابة الشرط الضروري والحاسم لخلق حالة مهياة وقادرة على قيادة الشارع السياسي الكردي في سوريا للظفر بالحق الكردي على ضوء مترتبات ما بعد الثورة بحيث تكون بمثابة حامل العبا القومي الكردي ضمن سورية نراها ديموقراطية تعددية فيدرالية موحدة لذلك كان الميلاد الجديد حدك سوريا والذي بات ينظر إلى الجغرافيا الكردية في سوريا كوحدة جغرافية متواصلة ومتكاملة بحيث تشكل إقليماً موحداً يحاذي الحدود التركية من غرب الوطن السوري لشرقها والتي تشكل جزءاً من كردستان الكبرى والذي تم تقسيمها بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وبالتالي يحق لأبناء الشعب الكردي في سوريا على ضوء ذلك تقرير مصيره ضمن سوريا ديموقراطية فيدرالية موحدة ....؟ علي مسلم – عضو اللجنة المركزية للحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا 15/4/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام