الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسواق

واثق الجلبي

2014 / 4 / 16
الادب والفن


اسواق
فتح التاريخ ذراعيه ونسف الاقفال كلها وجعل العراق اكبر سوق للموت والقتل وحالات العنف والاستنفار الطائفي واجتذب هذا السوق العديد من الداخل والخارج حتى بات العراق على رأس قائمة طويلة عريضة من العجائبيات والغرائبيات .. ولك ان تختار من هذا السوق الجانب الذي تريده ولكن الوطنية التي لا تبعد كثيرا عن متناول العين أهملها معظم المارة وخاصة أصحاب رؤوس الاموال وبعض الساسة والتجار .. العراق في زحمة معاناته اليومية ما زال ينتظر شيئا ليس من البشر بل من السماء ولهذا تجده صابرا الى الآن بمطامح طافحة بالأمل ولو أن هذا الأمل شبه ميت .. الاسلحة تجدها عند العناصر المسلحة أشد فتكا من اسلحة الجيش وهذا موجود في السوق الأسود أما السوق الأبيض فلا تجد فيه إلا أشياء لا تمت بصلة الى تجار الحروب والمخدرات وهذا لم يعد من المفارقات التي تستوقف المارة .. سوق المتعة واللذة والجنوح الى التعذيب والوحشية والطائفية عامر البنيان مكتظ بالزبائن من جميع الاعمار والاختصاصات .. أما اسواقنا المحلية التي نتبضع منها فلا شأن لها بتلك الاسواق المعبأة بأنواع الاسحلة الفتاكة .. مما يؤسف له ان المتبضعين كثيرون ولم تنفع الاساليب الوعظية ولا الزواجر والنواهي في تعطيل ماكنة القتل او غلق باب واحدة من ابواب هذا السوق الجحيمي بل نرى ان العدد يزداد وبشكل كبير مما يجعل الباحث عن الامان يشعر بالخوف والقلق على مصير أبنائه من المستقبل الذي يشعر بالتوتر والريبة كلما فكرنا فيه .. ماذا سيحدث لنا في هذا المسقبل ؟ هل نشهد تحول ابناءنا شيئا فشيئا الى ادوات قاتلة أو وحوش تجوب اسواق الحروب ؟ المشاكل في العراق تتناسل بشكل مهول فمن مشكلة واحدة تتفرع مئات المشاكل وكلها تقع داخل حيز سوق واحد من الزلازل والبراكين والانفعالات المبيتة للقضاء على الحياة بابشع صورة .. قرأنا في الاساطير والمرويات القديمة أن الارض تتقدم شيئا فشيئا الى الزوال وبطريقة مأساوية ولكنني الآن شبه متيقن أن الارض بمن فيها سيتم زوالهم على يد هذا السوق ومن يديره ويحرك دفته ولن يثنيهم عن التدمير أي أحد .. حسب ما أعتقد .. فهل نشهد نهاية هذا السوق على أيدي بانيه ؟



[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف