الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من البيروقراطية النقابية الى الفاشية (المغرب)

أحمد بيان

2014 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من البيروقراطية النقابية الى الفاشية
تعيش القيادات الفاشية داخل مختلف المركزيات النقابية (الاتحاد المغربي للشغل، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الفدرالية الديمقراطية للشغل) أسوأ أيام عمرها. فرغم الدعم والمباركة اللذين تحظى بهما من طرف النظام القائم، لم تستطع أن تخفي إجرامها في حق الطبقة العاملة المغربية وعموم الشغيلة. لقد باتت مكشوفة، ولم تعد مؤامراتها خافية على أحد (التواطؤ مع الباطرونا، إجهاض وإفشال المعارك العمالية، تزكية والسهر على تمرير المخططات الطبقية للنظام...). والدعوة الأخيرة الى مسيرة 06 أبريل 2014 من طرف الاتحاد والكنفدرالية والفدرالية وتجنيد جيش من المرتزقة المؤطرة من قبل الأجهزة القمعية، محاولة بئيسة لاسترجاع البريق المفقود. واعتقال واختطاف مناضلي حركة 20 فبراير من داخل المسيرة مخطط قمعي محبوك (مشترك) من طرف النظام والقيادات النقابية الفاشية والأحزاب السياسية الداعمة للمركزيات المذكورة. وليست المرة الأولى التي حيك فيها مثل هذا المخطط القذر، فقد تكرر أكثر من مناسبة من مناسبات فاتح ماي (تذكير لأصحاب الذاكرة المثقوبة أو لمن لا ذاكرة له)!!
إن الخطير، أن نجد من يشيد ويرتاح لبضع جمل شاردة في طيات بيان مخجل للقيادات النقابية الفاشية (09 أبريل) تدعي من خلاله إدانة الاعتقال وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين (دموع التماسيح المتأخرة، وحفظا لماء الوجه بعد موجة الاستنكار الواسعة). ونعتبر هذه الإشادة/المجاملة (تصريح يوم 14 أبريل 2014: خديجة غامري وعبد الحميد أمين وعبد الرزاق الإدريسي، أعضاء في الأمانة الوطنية "بزز" للاتحاد المغربي للشغل) تبييضا/تبرئة لذمة القيادات النقابية الفاشية وتملقا لها، خاصة واقتراب موعد "احتفالات" فاتح ماي التي تتطلع البيروقراطية الجديدة الى المشاركة فيها بشكل "وحدوي"!! وأما التعبير المحتشم عن "الاستياء من الممارسات البيروقراطية المفسدة" للاتحاد المغربي للشغل (عن التصريح المذكور)، فليس إلا درا للرماد في أعين "الديمقراطيين/ات" المنصاعين و"تطييبا" لخاطرهم و"شراء" لصمتهم وتزكيتهم، هم الذين يتحملون بدورهم كامل المسؤولية فيما تحيكه القيادات النقابية الفاشية والبيروقراطية الجديدة.. وهم الملحقون فوقيا وبيروقراطيا (لسواد أعينهم فقط) بأجهزة/هياكل نقابية وهمية وبدون أي أثر تنظيمي أو نضالي في القطاعات التي ينتمون إليها!! وعموما، ليس بهذه البساطة سنحارب البيروقراطية، خاصة واللقاءات الغامضة والتوافقات "السرية"...
ووقوفا عند تصريح أعضاء الأمانة الوطنية "بزز"، نسجل المفارقات العجيبة التالية:
- دعوة "قيادات المركزيات الثلاثة" الى "اتخاذ خطوات حازمة للوصول الى تبرئة جميع المناضلين المعتقلين والمتابعين وللعمل على متابعة المسؤولين عن تعنيفهم أثناء المسيرة واعتقالهم التعسفي" (عن التصريح المذكور). فكيف لمن أمر ودبر وسهر على اعتقالهم وتعنيفهم أن "يتخذ خطوات..."؟!! إنه العبث حقا!!
- القول بأن حوار 15 أبريل عقيم ولن يستجيب للحد الأدنى من المطالب الواردة في الملف المطلبي المشترك، وبدون مصداقية في ظل استمرار اعتقال مناضلي حركة 20 فبراير وفي غياب الالتزام بالتطبيق الفوري لكافة مقتضيات اتفاق 26 أبريل 2011، لماذا إذن عدم دعوة "قيادات المركزيات الثلاثة" لمقاطعته؟!! أم أن الأمر فيه تفادي إحراج "الحلفاء" وانتظار رضاهم!!
- "الإلحاح" على مواصلة النضال النقابي الوحدوي في أفق الإضراب العام الوطني.. إن قول الحقيقة لن يجعلنا نتوهم أننا بصدد نضال نقابي وحدوي. إن القيادات النقابية الفاشية أبعد ما يكون عن النضال النقابي الوحدوي.. كفى من التغليط!!
أما الإضراب العام الوطني، وحتى في حالة الإعلان عنه، وحتى في حالة ممارسته، فسيتم إفراغه من محتواه، ليكون شكلا ميتا (بلا روح)، وبإيعاز من النظام وحواري النظام في سياق حسابات سياسية مكشوفة..
- إن القول بإمكانية الوحدة النقابية التنظيمية في ظل القيادات الفاشية الحالية افتراء ما بعده افتراء. إن هذه الإمكانية لن تتحقق دون خوض الحرب الهوجاء في وجه هذه القيادات الفاشية وعرابيها وإسقاطها. إنه المدخل الصحيح لذلك وليس مبايعتها والتملق لها والتصفيق لها وتبييض سجلاتها وتبرئة ذمتها..
- إن من بين أهداف الرهان على القيادات النقابية الفاشية الاستفادة من "الاحتفال" المشترك يوم فاتح ماي المقبل. لكن، وحتى إذا تم ذلك في بعض المناطق المنبطحة وبالمقابل (الارتشاء السياسي والريع...)، فهل يمكن تصوره في مناطق أخرى وهي تعرف الصراعات التناحرية؟!!
أهذه دعوة لتسليم "سلاح" ما يسمى بالتوجه الديمقراطي وإعلان توبته؟!!
أهذه دعوة لتسليم سلاح حركة 20 فبراير؟!!
أهذه دعوة للخيانة والعمالة الطبقية؟!!
كلمة أخيرة:
- إن حركة 20 فبراير الأصيلة لن تتوانى في فضح القيادات النقابية الفاشية ومتملقيها، وفي إدانة موقفها المخزي الداعي الى عزل النقابات عن الحركة..
- إن التعاون مع القيادات النقابية الفاشية خط أحمر بين المناضلين والمتخاذلين (إصلاحيين كانوا أم رجعيين)..
- لقد آن الأوان لمحاكمة القيادات النقابية الفاشية المتورطة في العديد من الجرائم بالأمس واليوم، لقد آن الأوان لتنطق أمام الملأ الشياطين الخرساء (الديمقراطية) التي عايشت أبشع صور الإجرام.. (كيف مات/قتل المناضل بوعبيد حمامة وآخرون ...؟!!)..
- لقد آن الأوان أيضا لخوض المعركة الواحدة من طرف المناضلين من مختلف مواقعهم (بعد الفرز المتواصل في المرحلة الراهنة) ضد النظام وحواري النظام من قوى سياسية ونقابية..
- إن النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين (عمال، فلاحون، طلبة، معطلون، حركة 20 فبراير، جماهير شعبية...) مسؤولية المناضلين من مواقع مختلفة، بعيدا عن القيادات النقابية الفاشية (وليس بعيدا عن النقابات، أي القواعد النقابية) والقوى السياسية المتخاذلة (إصلاحية كانت أم رجعية)..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت