الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيس اسود وامراة....

امتياز المغربي

2014 / 4 / 16
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


غلفاها كيس اسود امسك به رجال من بقية العائلة... ساروا بها بين الازقة حتى وصلوا الى باب المقبرة هناك ترددوا للحظات في اي جهة يسيرون... وساروا مجددا نحو اخر مساحة...هناك من اشار لهم بالانتظار حتى يتم حفر قبر لها ... بقية جثة سماح في انتظار انهاء الحفر...اعتلت الشمس فوق جثتها وبقية تسخن وتبرد بفعل البرد والحر حتى انتهى الحفار من عمله...حملها بعض الرجال برفقة الحفار حتى وضعوها في القبر واهال الحفار التراب عليها مجددا ...لم ينتظر الرجال اتمام عملية الدفن وغادروا بعد ان رموا بالكيس الاسود بجانب قبرها...
سماح قبل ان تقتل وتدخل في كيس اسود كانت ارملة تعيش من الخدمة في البيوت وتطعم ولديها كي تكفيهم حاجة الناس، واختارت العيش مع والديها بكل حب...في محيط البيت كانت تسكن بقية العائلة من الاخوة وزوجاتهم وابنائهم.
الارملة والمطلقة متهمتان غالبا في مجتمعاتنا بانهن مذنبات بشيء صنفه المجتمع كجريمة وهن يدفعن ثمن جريمة المجتمع دون حتى الوقوع فيها بالرغم من انهن بشر ولم يصنفوا على انهم ملائكة...
تبقى الارملة محط كلام المحيطين بها ولا يشعر الغالبية بما حصل لها...حالة الفقدان التي تتعرض لها...لا يفهم الاخرون بكائها والمها ووحدتها....ويضعونها في دائرة الشك حتى ولو لم تفعل شيء...تبقى علامات الاستفهمات اذا بكت او ضحكت لا يفهم الاخرون مدى بكاء قلبها على حالها...
الكثيرون ينظرون الى الارملة على انها سارقة وخاطفة لازواج من حولها من النساء...بائعة لنفسها دون ثمن... فقط هي تبحث عن الهوا والعشق في احضان الرجال ولا تريد غير ذلك....
سماح التي وضعوها في الكيس قتلت بعد ان تعرضت للضرب من رجال العائلة... ناحت...استنجدت...صرخت...سكتت...حملت في شرشف ابيض ... القي بها في صندوق احدى السيارات ولم يعرف اين كانت مسيرة رجال العائلة...
جاء الصباح برفقة بعض خطوات نسوة ورجال واطفال، كانوا يسيرون بسرعة وهلع نحو مقبرة القرية... هناك كانت سماح تأن بعد مضي سبع ساعات على القائها على احد القبور...
في المشفى اعلن وفاة الارملة...رفع رجال العائلة رؤوسهم عاليا... سماح قتلت لانها ارملة غاب اهلها عن البيت في سفر مفاجئ فاسرعت احدى النساء الى اتهامها بانها اقامة علاقة غرامية مع رجل ... فتجمع طابور العائلة ليقرر قتلها بوحشية...
قتلت سماح ووضعت في كيس اسود... ضعت فيه وهي في ثلاجة المشفى... سماح وهي داخل الكيس سألتهم لماذا قتلموني؟ ولمن تركتم اولادي؟ سماح لم تجد الجواب لان صوتها لم يخترق الكيس الاسود ودفن تحت تراب الغدر....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال