الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بعض دوافع أحمد الجلبي في الانضمام الى المجلس الاعلى الاسلامي في الانتخبات البرلمانية 2014؟

صادق رشيد التميمي

2014 / 4 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



قد يجادل البعض ان تصدر زعامات ذات تخصص علمي وتوجه علماني قيادة بعض الجماعات الدينية ضرورة تنحاز لصالح السؤال السياسي الانساني تحت دفع ان مثل هذه الشخصيات تساهم في تنوير هذه الجماعة الدينية وعقلنة مطالبها سياسيا اي اعادة انتاج الافكار الدينية بشكل يقصي التطرف وعزل ممارساته أولا وثانيا تحويل السؤال من سماوي الى ارضي اي المساهمة في صياغة تعريف سياسي للجماعة الدينية ينسجم والحاجات الاجتماعية للجمهور. لكن القضية ليست هكذا لان هولاء يعرفون قواعد اللعبة جيدة والتي تحتم اتفاق ذو بعد دولي ومحلي اذ تتبنى هذه الكفاءات ذو المرجعيات الغربية اللبرالية البعد الدولي عبر اعادة هيكلة الفعاليات الاقتصادية للدولة وتحديد اولوياتها الامنية بما ينسجم والضرورات المالية والاقتصادية والامنية لبعض المصالح الدولية الحيوية وبالمقابل تاخذ هذه الجماعات الدينية على عاتقها الملف المحلي اي اطلاق يدها فيما يتعلق بالقوانين المحلية التي تمركز العقائد الايدلوجية لهذه الجماعات بالشكل الذي يديم مصالحهم ويأصلها داخل الدولة والمجتمع سيما وان المركز القانوني الدولي لهذه العقائد يوفر لها نوع من الحماية تحت مسمى الخصوصية الثقافية كما يلاحظ منذو اوائل التسعينات ايضا ظهور اتجاه دولي واسع تأصل لاحقا في السياسة الدولية وهو تعزيز الهويات العرقية والنزعات الدينية باسم حماية الهوية الثقافية مرة ومرة اخرى باسم مواجهة النزعة القومية للدولة الوطنية التي تهدد بارتكاب مجازر وابادات جماعية بحق هذه الجماعات.
الجلبي شخصية موضوع جدل واسع ومتواصل ارتبط اسمه بالاحتلال الامريكي والاثار العاصفة التي رافقته كحل الجيش والاجتثاث. حاول جاهدا ان يكون رئيس وزراء لكن دون جدوى اذ طالما انزلق مجرى الاحداث بعيدا عن طموحاته فاشتعال العنف الدموي الذي حرق البلاد سرعان مابدد اوهامه كفاتح ليتوارى بعيدا عن الاضواء مركزا على نشاطه الاقتصادي ومراكمة ثروة هائلة دون ان يهمل السياسة متحينا الفرصة والظرف للتسلق مجددا واشباع غريزته باستلام دفة الحكم. في اعماقه يقين انه الافضل ليس كعالم رياضيات ومصرفي ذو علاقات دولية واسعة وسليل عائلة كانت منغمسة بالسياسة بل ايضا باعتباره صاحب الفضل في نجومية وثراء من يشتغل في حكم العراق الان. هذا اليقين دافع قوي له للمحاولة والمناوراة في الوصول الى رئاسة الوزراء.

يدرك الجلبي اهمية دور الفرد السياسي والعقائد الدينية في العراق في غنم السلطة اذ ان الديمقراطية مجرد وهم وشعار لايوجد لها أساس او تيار اجتماعي كتلوي متماسك في العراق لا الان ولابعد عشرات السنيين. الجلبي متيقن ان ثمة وهم ايدلوجي متأصل يكتسح العراق والمنطقة هذا الوهم هو القوى الوحيدة الفاعلة في موازين القوى الاجتماعية التي يجب اخذها بنظر الاعتبار فيما يتعلق بالوصول للحكم هذا اذ كان ثمة قوى اجتماعية اخرى تنافس هذا الوهم.

أن اصرار المالكي على الاحتفاظ بولاية ثالثة قطع الطريق على الجلبي في ان يكون بديلا له ضمن قائمته وضرورة البحث عن بديل يحقق غرضه سيما وان اياد علاوي غدى ممثل للكتلة السنية وان منصب رئاسة الوزراء محجوز لصالح الشيعة هذا من جهة ومن جهة اخرى ان التيار الصدري عليه خط احمر دولي في ان لايستلم رئاسة الوزراء اذ واحدة من التهم ان مليشياته متفشية في تيار مؤسساتي حكومي واسع فكيف الحال لو سقط بيدهم منصب رئيس الوزراء وبهذا لم يتبقى للجلبي الا المجلس الاعلى. ان الجلبي يعتقد ان منافسه الوحيد لن يكون باقر صولاخ لان هذا وان كان رقم واحد في القائمة الانتخابية فان الجلبي يعلم جيدا انه ورقة محروقة وان السنة يفضلوا المضي قدما في خيار العنف على ان يسلموا رئاسة الوزراء لباقر صولاغ عدوهم اللدود. كما يدرك الجلبي ان المالكي ايضا لن يكون منافسا له لان لا التيار او المجلس او الاكراد او السنة ممكن ان يتحالفوا معه مجددا. لم يتبقى الا احتمال واحد هو التنافس مع اياد علاوي على ايهما اكثر استجابة لشروط كل من التيار والكرد مقابل منصب رئاسة الوزراء وهذا ايضا مرتبط بنسبة المقاعد التي يحققها التيار من جهة وبمدى تماسك القائمة السنية في دعم تنازلات اياد علاوي من جهة اخرى.
قد يعتقد الجلبي ان اجماعا دوليا واقليميا ممكن ان يتحقق عليه للوصول الى منصب راسة الوزراء لكن هذا ايضا مرتبط بما يقدمه من تنازلات جذرية لصالح السنة العرب.من هذه اللوحة يتضح ان قواعد اللعب السياسي في العراق اصبح محكوما بقوانين ذاتية خاصة لاعلاقة لها بأصل فكرة المشروع الديمقراطي في العراق وقواعده الدستورية الافتراضية وان اي من السياسين الطامحين يعتقد انه يمتلك صك على بياض لصالح هذه المساومات.

قد يجادل احد كيف للجلبي ان يتحالف مع حزب ديني ترعرع في ايران بالضد من مبادى الديمقراطية وان مثل هذا التحالف يلخص المهزلة السياسية ويظهر الجلبي على انه قرقوز مرة اخرى وقد يجيب اخر انها الواقعية السياسية هناك واقع لايمكن انكاره ويجب التعامل معه بحرفة. لكن قد يرد اخر لاتوجد واقعية تبرر هذا الانحلال والتداعي وان التائسيس النقدي السياسي يفترض ان يرتبط بافراد كالجلبي لكن هذا لم يحصل لان الجلبي ببساطة فاسد ومهووس بطموحه الشخصي اذ ماهي دوافع اضطرارية الجلبي لمثل هذا التحالف؟ ثم لصالح اي شروط اجتماعية سيعمل الجلبي ضمن هذا التحالف اي ماهي ألاولويات؟ وهل هناك امكانية ابتداءً للحديث عن مشروع تأصيل للسياسية الاجتماعية عبر هكذا تحالفات؟ ان امتياز الجلبي يتاتى فقط من صعود الشيعة المسرح السياسي أولا وثانيا فقرهم السياسي بالمقارنة لعقله البرغماتي الذي شكل الغرب طريقة تفكيره.
ربما هناك من يرى ان الجلبي دائما يذكرنا بعقلية الحكم التي كانت سائدة في العهد الملكي اذ ان الطموح الشخصي ورفض العمل مع مجموعة سياسية ضمن اجنحة الحكم لايكون هدفها الاطاحة بالخصوم وغنم الوزراة عناصر اي تحالف لكن ايضا يعلمنا التاريخ ان تحالفات من هذا النوع سرعان ماتتفكك باعتبارها تحالفات هشة يحكمها الاستعداد الدائم للخيانة من اجل الظفر بالزعامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟