الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الجزيرة» والبغاء السياسى

فريدة النقاش

2014 / 4 / 17
الصحافة والاعلام


دعتني قناة الجزيرة بإلحاح أكثر من مرة لأتحدث في بعض الموضوعات السياسية ورفضت بسبب موقفها الزائف وغير الموضوعي مما يحدث في مصر بعد الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو 2013، إذ لعبت القناة علي الوصف بالانقلاب العسكري الذي اطلقته جماعات اليمين الديني علي الموجة الثانية من ثورة 25 يناير التي انحازت لها القوات المسلحة، وعادت وانحازت للملايين الثلاثين الذين خرجوا من الثلاثين من يونيو رافعين شعار يسقط حكم المرشد، مصر دولة مدنية مش ولاية إخوانية، واستطاعت الجزيرة متعاونة مع هذا اليمين الديني والدعم التركي والأمريكي له أن تعمم وصف الثورة بالانقلاب. عادت قناة الجزيرة وطلبت مني أن اذهب إلي الدوحة وابقي فيها لأي وقت وبأي شروط أفرضها وأقول ما أشاء مع وعد بعدم التدخل فيما أقول.ورفضت مجددا وقلت لمحدثي لن أكون محللا لكل الجرائم السياسية والأخلاقية التي ترتكبها قناة الجزيرة ضد الشعب المصري والمرحلة الانتقالية الصعبة التي يمر بها ومناصرتها لعمليات التزييف الواسعة التي تقوم بها قطر لصالح التحالف الإقليمي والعالمي المتواطئ مع اليمين الديني في مصر، وفي القلب منه جماعة الإخوان الإرهابية وتمجيد الجرائم التي ترتكبها في حق الشعب المصري. أخذت أتابع – قليلا- أحاديث وحوارات بعض الصحفيين المصريين الذين ذهبوا إلي «الدوحة» وأقاموا هناك وتحولوا إلي أبواق عالية الصوت لصالح حكام قطر ضد الشعب المصري وخريطة المستقبل التي واصل هذا الشعب العبقري انجاز مراحلها في قلب النيران بدءا بإتمام الدستور والاستفتاء عليه مع الموافقة بأغلبية كاسحة ومشاركة كبيرة، ثم الاستعداد للانتخابات الرئاسية.لم أتذكر اسم الزميل الذي وضع كتابا ممتعا ومؤلما في الوقت نفسه عن البغاء الصحفي. تتبع الكاتب مواقف عدد من الصحفيين والكتاب «الكبار» وكشف لنا كيف أنهم بايعوا كل مستبد، وأيدوا كل نظام بدءا من العهد الملكي مرورا بجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، واستطيع أنا أن اضيف إليه اسماء هؤلاء المثقفين والساسة والكتاب الذين ذهبوا إلي الرئيس محمد مرسي، وقدموا له فروض الولاء في فندق فيرمونت، وكان بينهم كتاب وساسة يعرفون جيدا أن جماعة الإخوان كانت قد اغتصبت حكم مصر، وأنا استخدم تعبير الاغتصاب عامدة متعمدة لأن ما تكشف عن اساليب الاخوان بدءا من استخدام المطابع الأميرية لتزوير بطاقات تصويت لصالح «مرسي» إلي محاصرة عدد من القري المسيحية لمنعها من التصويت، وصولا لإنفاق ملايين الجنيهات لشراء أصوات الفقراء ليست إلا غيضا من فيض كما يقال، ولهذا كله فإن ما فعلوه كان اغتصابا للسلطة وهو ما يعرفه جيدا هؤلاء الساسة والكتاب الذين اسهموا بفعلتهم هذه في تزييف وعي قطاعات من المصريين طالما كانوا قد حظوا بالمصداقية في نظرها، ولا نستطيع أن نلتمس لهم الاعذار بحجة أنهم ربما لم يكونوا يعرفون تاريخ الإخوان، لأن هذه حجة عليهم لأنهم مثقفون. وعلي كل الأحوال فقد اثبت الإخوان في عام واحد من حكمهم أنهم فاشلون وفاشيون بكل معايير الفشل والفاشية. وكان تقدم الشعب المصري بالتعاون مع جيشه للخلاص منهم عملا عبقريا وجبارا. يتصور أمثال هؤلاء المثقفين الذين يمارسون البغاء المقنع أن ذاكرة التاريخ مثقوبة، وأن المصريين ينسون بسرعة، ولديهم خصال التسامح والغفران.. ولكن لا يدرك مثل هؤلاء أي ضرر وأذي تلحقه ممارساتهم الانتهازية من أجل المصالح الشخصية الصغيرة بحركة الشعب المصري نحو المستقبل، لأن مثل هذه الممارسات تعمل علي تعطيل هذه الحركة وإنتاج مبررات سياسية وفكرية لهذا التعطيل الناتج عن تزييف وعي القطاعات التي تمنحهم الثقة وتصدقهم وهم أي هؤلاء البسطاء لا يملكون من الأدوات المعرفية ما يمكنهم من كشف الحيل والتلاعب وفرز الشخصي من العام، ومع ذلك تأتي اللحظات الحاسمة التي تنفجر فيها الثورات حيث يكون بوسع الجماهير التي يتحول وعيها العفوي إلي وعي فاعل أن تحاسب هؤلاء الذين خانوا أحلامها من أجل اهدافهم الصغيرة وحساباتهم الخاصة وتسببوا في إطالة عمر نظم الفساد والاستبداد، وعملوا علي تجميل الوجوه القبيحة، وما فعله البعض مع «جمال مبارك» ومشروع أمه وابيه لتوريثه حكم مصر سوف يبقي سبة في وجه هؤلاء المثقفين والساسة الذين يلتف بعضهم الآن حول «السيسي»، وهم يحاولون أن يغسلوا «عار» ممارساتهم القديمة.

للبغاء السياسي شأنه شأن البغاء الصحفي وجوه كثيرة ومنها ما يمارسه هؤلاء الذين أدمنوا أضواء وأموال قناة الجزيرة، وما يمارسه آخرون تنقلوا من بلاط سلطان إلي بلاط سلطان آخر حتي لو تنقاضت سياسات واختيارات السلاطين. وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح إذ يبقي البغاء بغاء حتي لو غلفوه بتحليل سياسي «رصين» إذ أنهم يعتبرون معارفهم وخبراتهم سلعة يمنحونها لمن يدفع أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محضر تحريات حول وقائع دعاره سياسيه
مراقب ( 2014 / 4 / 17 - 11:20 )
في نهايه التسعينات وقع خلاف حاد داخل تنظيم سري لايتجاوز عدد اعضاءه الثلاثمائه فرد يطلق علي نفسه اسم الحزب الشيوعي المصري وكان ان قام احد الاعضاء المؤسسين لهذا التنظيم بنشر الغسيل القذر عي صفحات دوريه مصريه وهي مجله الاهرام العربي واتهم بعض زملائه بسرقه ماليه التنظيم واشار الي تضخم حساباتهم بالبنوك وكان من بين من وجه اليهم الاتهامات ف.ن وزوجها ح.ع وايضا من قيادات التنظيم ر.س وايضا ص .ع
بعض افراد االمجموعه المتهمه بالسرقه يديرون الان جريده حزب التجمع التي تمارس الان احط اشكال التطبيل والنفاق للعسكر وللسيسي وسارعوا مع حزبهم الي تاييد ترشحه لمنصب الرئاسه حتي قبل ان يعلن عن برنامجه وهل يتفق مع توجهات الحزب ام لا
ونفس المجموعه قامت بالتواطؤ مع نظام مبارك قبل انتخابات برلمان 2010 لافساد مقاطعه القوي السياسيه للانتخابات التي زورت بالكامل وقاموا بالاتفاق مع ملياردير الحزب الحاكم وقتها وامين تنظيمه احمد عز علي الدفع بحزبهم(التجمع)لدخول الانتخابات مقابل تمرير 5 كراسي للحزب من تحت الترابيزه وبالتزوير ايضا
ومن الامثال الشعبيه المصريه:قالوا للقرد اتبرقعي قالت انا وشي واخد علي الفضيحه


2 - الجزيرة
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 4 / 17 - 14:38 )
لقد إستطاع الحظ أن يلعب دوره في نقل عصابة الإخوان الى السلطة بسبب وجود شفيق وهو رمز من عهد مبارك . هذا هو السبب الأساسي الذي جعل الشعب يصوت على المسخ مرسي حتى لا يعطي صوته لشفيق كواحد من رموز النظام الساقط . لكن الشعب كان يعرف أن هذه العصابة لا تصلح لقيادة عربة قمامة فمابالك بقيادة مصر الدولة الكبيرة والعظيمة في الوطن العربي .
لكن الدرس الذي أعطاه هذا الشعب العظيم للعالم بأسره هو خروجه بثلاثين مليون كشخص واحد ليقول يسقط حكم المرشد . واختار هذا الجيش العظيم مثل شعبه أن يتصرف بحنكة وروية وذكاء سليم ويعطي مهلة للتفاهم لكن العصابة كانت تعرف أن السلطة فلتت من يدها وصناديق الإقتراع سوف تلوح بها بعيدا عن قيادة البلاد . ودخلت العصابة في هستيريا محمومة لتقدف بتابعيها إلى أتون الفوضى والإرهاب وحركت خلايا عصاباتها في سيناء ومنهم أولائك الذين أطلق سراحهم مرسي حينما كان على رأس السلطة لكن الجيش إستعمل الليونة لحقن دماء المصريين لكن الإرهابيين لم يقفوا أو يفكروا في مصالح البلد التي تعلو حتما فوق مصالحهم . فكان على الجيش أن يقوم بواجبه تلبية للشعب الذي استنجد به .


3 - الجزيرة
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 4 / 17 - 14:40 )
وتم تصحيح ما كان يريد الإرهاب إفساده وأصبحت الآن مصر في مأمن . وهذا ما أفقد قطر عقلها لأنها بما لديها من سيولة مالية كانت تظن نفسها سوف تتزعم العالم العربي وحين تسلم مصر من العصابة فإنها لا محالة سوف تسترد دورها في زعامة العالم العربي . وقد إفتضح أمر قطر وأمر الجزيرة وأمر كل الإسلامويين الذين لا يتقبلون أي تغيير لأنهم المستفيدون الوحيدون من هذا العفن الذي عم العرب على أيدي زعماء فاسدين .


4 - الجزيرة فازت بجائزة ابن رشد للفكر الحر
عبد الله اغونان ( 2014 / 4 / 18 - 00:44 )

يمكن التأريخ للاعلام بماقبل الجزرة ومابعدها

الجزيرة ثورة في علم الاعلام ومدرسة

ذات مصداقية تسمح بالرأي والرأي الاخر

قنوات الانقلاب المصري نسخة واحدة

لنقارن الجزيرة مباشر ودريم2 أش جاب لجاب

للحكم على الانقلاب ننتظر قليلا حتى تتم المهزلة وقد بدت المأساة لكل ذي عينين


5 - دولة حديثة ومجتمع مدني
صباح كنجي ( 2014 / 4 / 18 - 06:13 )
يستخدم الكثير من المثقفين مصطلح الدولة المدنية للتعبير عن المجتمع المدني في خلط واضح بين الدولة والمجتمع وبقية المؤسسات منها الحكومة والسلطة .. لا يوجد في المفهوم السياسي دولة مدنية ودولة غير مدنية كأن تكون عسكرية .. المدنية صفة تنسب للمجتمع وليس للدولة وان كان هناك تداخلا بين مهام ووظيفة الدولة والحكومة احياناً يبقى الفصل ضروري بين الدولة والمجتمع كفهومين لهذا يكون من الافضل استخدام مفهوم الدولة الحديثة والمجتمع المدني .. تحية لفيريدة النقاش على كتاباتها الراقية
صباح كنجي

اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة