الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لننقذ أرواح أبنائنا الجنود، لنوقف نزيف الدم

شاكر الناصري

2014 / 4 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


كلنا ضد الإرهاب وضد "داعش" والقاعدة وما يتصل بهما من جماعات إرهابية وعشائرية مسلحة خارجة على القانون في الأنبار والعراق عموما.

منذ عدة أشهر أطلقت السلطات العراقية حملة عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من صحراء الأنبار قاعدة ومنطلقا لتنفيذ أعمالها الإرهابية في مدن العراق الأخرى وتستبيح دماء وأمن العراقيين وحولت حياتهم الى جحيم متواصل.

لكن مسارات الحرب المعلنة تحولت واتخذت وجهة أخرى بعد أن تركت قطعات الجيش وأجهزة الأمن المرافقة لها صحراء الانبار وتوجهت صوب المدن مما جعل الأوضاع في هذه المدينة تتجه صوب التصعيد الخطير حيث تمكنت الجماعات الإرهابية والقوى العشائرية المناوئة للحكومة من احكام قبضتها على الفلوجة وباقي مناطق الانبار ففتحت العديد من جبهات القتال، فاصبحنا امام وضع مربك (مع داعش ضد الحكومة، ضد داعش وضد الحكومة، مع الحكومة ضد داعش ولكن بشروط ) ليساهم هذا التداخل في تعقيد الوضع السياسي المعقد أصلاً في العراق ولنستعيد نغمة الحرب الطائفية من جديد.

تطورات الحرب دفعت بالسلطات العراقية للقيام بإرسال قطعات عسكرية لا تمتلك الجاهزية القتالية ولم تدخل في مواجهات عسكرية سابقة وهذه الخطوة أوقعت خسائر كثيرة في صفوف الجيش ودفعت بالكثير من الجنود للهروب من ساحة المعركة. شوارع مدن العراق وجدرانها تشهد على حجم الخسائر التي تحدثها هذه الحرب .

أخبار الحرب التي تصل من الانبار والفلوجة شحيحة لكن ما يرشح منها يثير القلق. مواقع الجيش الذي يحيط بالفلوجة تتعرض لهجمات انتحارية وقصف متواصل بالهاونات أو بواسطة القناصة مما يزيد من حجم الخسائر التي يتم التعتيم عليها من قبل السلطات والأجهزة المختصة- إن كانت من جانب الجيش أم من جانب المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن- في الوقت الذي تواصل فيه الجماعات الارهابية تحكيم مواقعها وفتح جبهات جديدة وتزايد قدراتها لمهاجمة المدن الأخرى بعد تزايد قدراتها العسكرية التي باتت تستعرضها في شوارع الفلوجة والرمادي وتمكنت من استعادت السيطرة على الكثير من المواقع والاحياء التي خسرتها لصالح الجيش في وقت سابق. وبدأت في استخدام اساليب جديدة مثل التحكم بالمياة في السدود الموجودة في الانبار.

القرار السياسي الحاسم في هذه الحرب، مواصلة الحرب وحسمها أو إيقافها، غائب أو مغيب تماما وهذا ما يزيد الشكوك بتحول هذه الحرب الى اداة انتخابية لتصدير شخص معين امام جمهور الناخبين في العراق أو لتكريس سلطة رئيس الوزراء واحكام قبضته على الدولة ومؤسساتها المختلفة. حالة الارتباك واضحة في ردود افعال قطعات الجيش على هجمات "داعش" وهذه الحالة تعطي الدافع المعنوي لداعش لاتخاذ خطوات اكثر جرأة في مواجهة الجيش يساعدها في ذلك افتقاد السلطات العراقية صاحبة القرار في هذه الحرب لقدرة العمل على ايجاد السبل والاليات الكفيلة بإنهاء الحرب وحسمها لمواجهة الخسائر الكبيرة التي تخلفها، ادارة عمليات عسكرية وحربية كفوءة وبعيدة عن الولاء الحزبي والطائفي على سبيل المثال.

أصبحت قضية حسم هذه الحرب وانهاء وجود داعش واخواتها من الجماعات الإرهابية، من القضايا المستعصية التي تتسبب في استنزاف المزيد من الدماء والخسائر الكبيرة التي تزيد من متاعب العراقيين المتواصلة.

من يموت ويقتل في ساحات الحرب هم شبابنا وأبناؤنا الذين دفعتهم البطالة للتطوع في صفوف الجيش بعد أن غابت عنهم آمال الحصول على وظيفة أو فرصة عمل تبعدهم عن مخاطر لعبة الحرب والموت. لأن السلطة الحاكمة في العراق لم تمنحهم فرصة الاختيار لكنها تمكنت من استغلال بطالتهم من خلال تجنيدهم في هذه الحرب.

يتوجب علينا العمل من أجل حماية أرواحهم ودمائهم وأن يعودوا الى أهلهم وعوائلهم بسلام وأمان وعدم الإكتفاء بموقف المتفرج أو الناقد. السلطات المختصة في العراق مطالبة بتوضيح الموقف العسكري ومسارات الحرب ضد داعش والجماعات المسلحة الاخرى في الأنبار والفلوجة وامكانيات حسم هذه الحرب من عدمه والبحث في خيارات الحل السياسي السلمي لحل الأزمات وإنهاء وجود الجماعات الإرهابية وفوضى السلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الارهاب تعبير عن ريعية الدولة وفشل سياساتها
طلال الربيعي ( 2014 / 4 / 17 - 17:38 )
الصديق العزيز شاكر
اود ان اضيف بان شعار البعض من اليسار بانشاء دولة مدنية هو شعار لا محل له من الاعراب. فالعراق دولة ريعية. فهم يضعون الحصان قبل العربة. فهل توجد في العالم قاطبة دولة ريعية ومدنية في نفس الوقت؟ واين هي هذه الدولة؟ الريعية والمدنية او دولة المؤسسات قطبان متعاكسان لا يمكن ابدا التوفيق بينهما. دولة ريعية كالعراق لا بد ان تكون دولة فاشلة, دعنا عن ريعيتها من عدمه.
الارهاب هو صورة من صور ريعية الدولة, حيث يدفع الشباب الى الانتساب الى قوى الجيش والامن لعدم وجود صناعة وزراعة. و لتبرير وجود الجيش تقوم السلطة بتغذية الارهاب ومن ثم الادعاء بالحاجة الى المزيد من الرجال والاسلحة وتصبح حلقة مفرغة, تهدف ايضا الى الادعاء بوطنية زائفة بحجة مكافحة الارهاب التي قامت هي بخلقه بنفسها سياسيا واقتصاديا وطائفيا, والذي لا تستطيع السلطة ابدا العيش بدونه.
وبذلك تصبح كل مؤسسات الدولة مثل الحكومة والبرلمان مؤسسات طفيلية ونفعية تتقاتل البشر من اجل كراسيها لادامة اللعبة وخداع الناس بوجود -ديموقراطية-, وان كانت ديموقراطية شكلية لا تفرق حرفا واحدا عن ابشع ديكتاتورية.
مع وافر مودتي

اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب