الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيئة التنسيق النقابية: الدخول في المأزق

عديد نصار

2014 / 4 / 17
الحركة العمالية والنقابية




يبدو أن هيئة التنسيق النقابية قد دخلت في مأزقها. وهذا متوقع تماما كونها في المحصلة النهائية تجمع مطلبي لموظفين وليست قوة سياسية نقيض لنظام سيطرة الطبقة المافيوية الحاكم، من جهة، وكون الساحة اللبنانية شبه خالية من القوى السياسية النقيض لهذا النظام التي يمكن لها أن تضغط وتدفع بالمطالب الاجتماعية صعدا باتجاه سقوف سياسية تصل الى مستوى العمل على إسقاط سيطرة تلك الطبقة.
ففي تحرك 2013 المديد الذي خاضته هيئة التنسيق النقابية دأبت قيادة تلك الهيئة على التوجه الى القواعد الاجتماعية المتضررة من السياسات الاقتصادية للنظام من خلال التواصل الدائم مع تلك القواعد عبر عشرات الجمعيات العمومية والمناقشات الدائمة التي من خلالها يتم التفاعل والتواصل واتخاذ القرارات التي تدعم وتفعل وترتقي بالنضال على الأرض، ما جعل مطلب سلسلة الرتب والرواتب للموظفين والمعلمين والساتذة مطلبا اجتماعيا عاما.
في حين أن تحرك هذه السنة اتسم بالفوقية وانعدام التواصل والتحضير على الأرض مع القواعد الاجتماعية لهيئة التنسيق، وغياب شبه كامل للجمعيات العمومية. وأكثر من ذلك، فإننا نلمس تغيرا في خطاب قيادات هيئة التنسيق لجهة التوجه الى القوى السياسية بالاستجداء والتحايا بدلا من التوجه الى القواعد بالتحريض والتوجيه والتفاعل الايجابي، ما عزز الانقسامات داخل مكونات الهيئة وأسس لتراجع كبير في القدرة على التحشيد وبالتالي على الضغط على القوى السياسية التي ارتاحت لهذا الوضع ولجأت الى المماطلة والتسويف وتوزيع الأدوار بالشكل الذي يسهم أكثر في بث الانقسامات داخل صفوف الموظفين.
لقد كان لغياب الجمعيات العمومية أثر سلبي كبير أتاح الفرصة لتلاعب القوى السياسية بالقواعد النقابية ومكنها من شرذمتها: التعليم الأساسي في مواجهة التعليم الثانوي، المتعاقدون في مواجهة الملاك، المتمرنون في وجه هيئة التنسيق ...
لذلك، نرى هذا الكم من التراجع في أعداد المشاركين بالاعتصامات "الوقتية" هذا العام في مقابل الحشود الضخمة التي كانت تصر على المشاركة شبه اليومية في تحركات العام الماضي.
إن فشل هيئة التنسيق في تحقيق إنجاز أو خرق على مستوى سلسلة الرتب والرواتب سيكون ضربة قاصمة للعمل النقابي في لبنان، كون هذه الهيئة كانت القوة النقابية الأخيرة التي عوّل عليها المواطن اللبناني عموما لتحقيق بعض المطالب الاجتماعية وفي محاربة الفساد.
نعتبر تحرك اليوم (15/4/2014) فاشلا بامتياز! ففي الوقت الذي كانت تجتمع فيه الهيئة العامة لمجلس النواب لمناقشة السلسلة والمراوغة في إقرارها، كان يفترض نزول آلاف الموظفين والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور الى الساحة والاعتصام المفتوح حتى انتهاء الجلسات. لكن الحضور كان هزيلا، ولم يدم الاعتصام إلا لأقل من ساعتين! وكأنها رسالة تنازل عن المطالب بدلا من الإصرار عليها.
وبعد فشل تحرك اليوم كان على هيئة التنسيق أن تدعو الى عقد جمعيات عمومية مفتوحة في كل المناطق والقطاعات لتقييم الموقف ولدراسة الخطوات القادمة بدلا من الدعوة الى الاعتصامات والاضرابات التي يبدو من الآن أنها لن تحقق شيئا غير التسويق لبعض القوى السياسية التي تدعي كذبا مساندتها لمطلب إقرار السلسلة.
وبهذا تكون هيئة التنسيق قد انزلقت من موقف متماسك يعبر عن الإصرار على مطالب محقة ومستحقة باتجاه لغة الاستجداء، وصولا الى السقوط بالكامل في فخ اللعبة السياسية لقوى النظام المافيوي ما يفقدها اي إمكانية على الفعل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام طلبة جامعة غنت البلجيكية تضامنا مع غزة


.. طلاب جامعات إسبانية يعتصمون منذ أسبوع دعما للفلسطينيين وضد ا




.. شركة بوينغ تكتشف مخالفات وتلاعب بين الموظفين العاملين في طرا


.. شركة بوينغ تكتشف مخالفات وتلاعب بين الموظفين العاملين في طرا




.. طلاب يعتصمون بجامعة كومبلوتنسي الإسبانية تضامناً مع الفلسطين