الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة الخامسة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة الخامسة
مظاهرات الأول من آيار 1959 والمطالبة بالمشاركة في الحكم
في الأول من أيار نظم الحزب الشيوعي العراقي احتفالا جماهيرياً لم يشهد تاريخه مثل ذلك الحشد الجماهيري والتي قدر عدد المشاركين في المسيرة بالمليون وكان ذلك تعبيراً كونه ممثل الطبقة الطبقة العاملة العراقية وفي الوقت ذاته يعد استعراض مدني لقوة ذلك الحزب الذي مد أذرعه في جميع مفاصل التنظيمات المهنية فكانت المناسبة جامعة للطبقة العاملة والفلاحين ككل كونه يعد نفسه حزب الطبقة العاملة وكان على رأس المنظمين للاحتفال قادة الحزب الشيوعي العراقي ثم ليتردد هتاف من المتظاهرين "عاش زعيمي عبدالكريمي الحزب الشيوعي في الحكم مطلب عظيمي" دون ان يكون قد عد مسبقاً فيشير عزيز محمد بدوره الذي نظم مظاهرة للحزب الشيوعي العراقي في كركوك الشعار طرح في الشارع ولك يكن مدروساً من قبل قيادة الحزب وهي لم تمنع ترديد هذا الشعار الذي اطلق في بغداد وبالرغم من وجود اغلب قادة الحزب في الاحتفال ووجود سلام عادل بالقرب من مكان التظاهر ففي كركوك لم يكن الشعار مطروحاً ولم نطالب من القيادة برفع ذلك الشعار.
وبالرغم من مطالبة الشيوعيين الاشتراك في الحكم ومطالبتهم تعود لقوتهم على الساحة العراقية وبعد انسحاب القوى القومية من الحكومة وجد الحزب ان الوقت مناسب للمطالبة بذلك وأخذت صفحات"اتحاد الشعب" بدورها تناقش هذا المطلب والذي عدته بانه من بنات افكار الجماهير وهو ما اكده عزيز محمد بالإشارة ان مطالبتنا المشاركة في الحكم غايته تطوير النظام ومن ثم التمكن من تطبيق هدفنا الذي رددناه وهو الاشتراكية حتى وان جاءت الخطوة من قاسم بإستيزار نزيهة الدليمي لم يكن بالشيء الكثير بالنسبة للحزب بالرغم من كونها اول امرأة تتبوأ المنصب في الوطن العربي ولكنه لم يكن بمستوى طموح الحزب في اشغال منصب واحد لوزارة البلديات والأشغال.
احداث كركوك ونقطة الافتراق مع قاسم
لم تكد تنتهي أحداث الموصل حتى طفت على السطح أحداث كركوك والتي كانت نقطة النهاية لنشاط الشيوعيين في جميع الأصعدة بدأ الحزب الشيوعي يحشد جماهيره للاستعداد للاحتفالات بالذكرى الأولى لثورة 14 تموز 1958 وكانت للحزب الشيوعي العراقي مركز قوى في كركوك بالرغم من كون المدينة لم تقتصر على الشيوعيين فكان للحزب الديمقراطي الكردستاني مركز قوة وللتركمان وجود فعال وكركوك لا يمكن مقارنتها بالموصل المعروفة بميولها الدينية والقومية فكركوك تتضمن اديان وقوميات متعددة بين العرب والكرد والتركمان وهذا الخليط الغير متجانس بعد المشاحنات التي رافقت نشاط القوى الحزبية في تلك المنطقة لإظهار كل طرف بأنه يملك صنع القرار السياسي على ارض والواقع فبدأ الانقسام يدب في ذلك الخليط وهو ما اكده عزيز محمد عندما كان في كركوك ابان الأحداث بان اتصالات جرت مع القوى الاخرى لتوحيد المظاهرات والخروج بشعارات موحدة ولكن تم رفض المقترح من الكرد والتركمان فخرجت مظاهرات في صبيحة 14 تموز تمثل القوى الثلاث الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني والتركمان وعندما انطلقت مسيرتنا لم يكن في بالنا ان يحصل ما يحصل وكان المقرر ان تسير المظاهرة الى ساحة المدينة وشارك في المظاهرة العديد من النساء والأطفال وعندما كانت المسيرة تشق طريقها في شوارع المدينة وتحديداً عند دار السينما في كركوك سمعنا اطلاق للنيران على المظاهرة لا يعرف مصدر اطلاقه وكنت دائما في احمل معي مسدسي الشخصي فبالصدفة لم يكن معي لكوننا لم نقدم على تفجير الوضع وتأزمه بالرغم من معرفتنا بحساسية الوضع في كركوك خصوصاً بين الكرد والتركمان ودور شركات النفط التي أصبح وضعها في خطر بعد مطالبة الشيوعيين بضرورة تأميم الشركات النفطية فعملت جاهدة بدورها على تجنيد بعض الأشخاص لتفجير الوضع وتكون الوحيدة هيه المستفيدة وبالرغم من حدوث حالة من الفوضى في صفوف المتظاهرين لم اتمكن من السيطرة على الموقف بعد حالة الفوضى التي عمت ووجود النساء والأطفال في وسط المتظاهرين والذي قاد فيما بعد الى موجه هستيرية من العداء بين القوى المتناحرة وخصوصا الكرد والتركمان وكان ووقع عدد من الضحايا وخاصة من التركمان وألصقت بالحزب الشيوعي العراقي وبالحزب الديمقراطي الكردستاني حوادث القتل وسقط من الشيوعيين العديد من الضحايا ومن بينهم رئيس البلدية وأخوه حسين البرزنجي وهم ابرياء .
بالرغم من نفي الشيوعيين لدورهم في احداث كركوك فقدموا مذكرة الى عبدالكريم قاسم 15 تموز 1959 مؤكدين على ضرورة عدم تكرار مثل هذه الأعمال الاجرامية نرجو من سيادتكم الوقوف بحزم ضد العناصر المتآمرة وإجراء التحقيق الشامل للكشف عن كل الرؤوس وإحالة المعتدين للقضاء لينالوا عقابهم العادل .
وقادت احداث كركوك الى انفراط التأييد من قبل قاسم لينفض من حول الشيوعيين بعد خطابه الشهير في كنيسة مار يوسف مندداً بالحوادث ويشير من طرف خفي الى ان الشيوعيين هم الذين قاموا بها دون ان يسميهم بقوله لو لم اشجب هذه الأعمال في كلمتي في مار يوسف فان كرامتنا كانت ستهدر في الخارج وكانت ستثار ضجة حولنا على الصعيد الدولي.
ولم يكتفي بالتنديد بل بدأت موجة الاعتقالات تطال الشيوعيين واعتقال العديد منهم وحكم البعض منهم بالإعدام وبقوا في السجون حتى سقوط انقلاب الثامن من شباط 1963 ليعدموا على يد قادة البعث،ولكن يبدو ان قاسم وجد في احداث كركوك فرصة للتخلص من قوة الشيوعيين التي طغت قوتهم على الشارع العراقي بعد ان تمكن من اقصاء التيار القومي بعد اقصاء عبدالسلام محمد عارف في تشرين الأول 1958 ومن ثم محاكمة رشيد عالي الكيلاني الذي يلتف حوله القوميون وكانت نهايتهم بإحداث الشواف بإقصاء القادة من ذوي الميول القومية ولتكون هذه المرة موجهه للشيوعيين بعد الأقاويل التي بدأت تتردد بمحاولة الشيوعيين للانقضاض على السلطة وخصوصاً في الخامس من تموز 1959.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ