الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (5)

علي لّطيف

2014 / 4 / 17
الادب والفن


لِجاين: مع كل الحب الذي كان لديّ, الحب الذي لم يكن كافياً.*



ألتقط التنورة
ألتقط الخرز الأسود,
هذا الشيء الذي كان يوماً يتحرك حول الجسد,
وأنعت الرب بالكاذب,
وأصرخ قائلاً أن شيئاً يتحرك كهذا
شيءٌ عرف اسمي
لا يمكن له الموت
بالمعنى الحقيقي الشائع للموت,
وألتقط فستانها الجميل,
كل جمالها قد زال,
وأخاطب كل الآلهة
آلهة اليهود, آلهة المسيح,
شظايا الأشياء الصغيرة المضيئة,
أصنام, حبوب, خبز,
الأغوار, الأخطار,
الاستسلام المحتوم,
فأران في قبريّ مجنونيّن
بلا أي حظ,
معرفة الطائر الطنان, حظ الطائر الطنان,
أميل فوق كل هذا,
أعتمد على كل هذا,
ولكنني أعلم, وفستانها على ذراعي:
أنهم لن يعيدوها لي.




حرية*



أخذ يشرب النبيذ
طيلة ليلة الثامن والعشرين, وهو يفكر فيها :
بالطريقة التي تخطو بها خطواتها
بالطريقة التي تتكلم بها
بالطريقة التي تُحب بها
بالطريقة التي أخبرته بها أشياء كانت تبدو حقيقية
لكنها لم تكن, وكان يعرف لون كل فستانٍ تملك
وأحذيتها, كان يعلم شكل وإنحناءة كل كعب
والشكل الذي تأخذه قدمها في كل حذاءٍ كذلك.

وكانت في الخارج مجدداً, عندما عاد للبيت
كانت ستعود للبيت مرة ثانية بتلك الرائحة النتنة المميزة
وقد عادت بها,
وصلت للبيت مع الثالثة صباحاً
قذرةً كخنزيرٍ يأكل الروث,
أخذ سكين اللحم
فصرخت
وتراجعت إلى أن استندت على حائط الغرفة,
مازالت جميلة بطريقة ما
بالرغم من نتانة الحب,
وعندها أنهى كأس النبيذ الذي كان في يده.

ذاك الفستان الأصفر
المفضل لديه,
وصرخت مرة ثانية

أخذ السكين
حلّ حزام سرواله
ومزق قماش سرواله أمامها
وقطع خصيتيه.

وحملهما في يديه
كحبتيّ مشمش
ورماهما في المرحاض
فظلت تصرخ,
فيما أصبحت الغرفة حمراء,

يا إلهي ! يا إلهي !
ما الذي فعلته؟

وجلس هناك وهو يضع ثلاثة مناشف
بين ساقيه
غير مهتمٍ الآن لو رحلت أو بقت
إرتدت الأصفر أو الأخضر
أو أي شيءٍ كان.

وبيدٍ تمسك
ويدٍ تحمل
صَبّ كأساً آخر من النبيذ.




فتاة بفستان قصير تقرأ الإنجيل خارج نافذتي*



الأحد, أكَلُ حبة غريب فروت
الكنيسة هناك فوق, في منطقة الروس الأرثذوكس
في جهة الغرب.

سمراء هي
من أصول شرقية,
عينان كبيرتان بنيةَ اللون
تنظران إلى أعلى قليلاً بعيداً عن الإنجيل
إنجيل أسود وأحمر اللون,
بينما تقرأ, ساقاها تتحركان, تتحركان باستمرار
تتحرك بإيقاعٍ راقصٍ بطئ
بينما تقرأ الإنجيل..

أقراط طويلة ذهبية,
سواران ذهبيان في كل يد,
يبدو أنها ترتدي طاقماً واحداً, حسب ما أظن,
القماش يعانق جسدها
الأفتح لوناً والأخف كثافةً يبدو شكل ونوع القماش,
تلتف بجسدها هنا وهناك,
ساقان طويلتان بلونٍ أصفر
يملئهما دفء الشمس.

ليس ممكناً الهرب من وجودها
لا توجد رغبة ل....

موسيقى سيمفونية تصدر من الراديو الذي لديّ
موسيقى لا يمكن لها سماعها
ولكن حركتها تتناغم كلياً
مع إيقاع السيمفونية.

سمراءُ هي, سمراءُ هي
تقرأ عن الرب,
أنا الرب.




ميلنكوليا*



تاريخ الميلنكوليا
يجمعنا كلنا.
أنا, أتلوى داخل شراشف قذرة
بينما أحدق في حيطان زرقاء
ولاشيء.
بتُ معتاداً على الميلنكوليا
فلقد أصبحت أحييها كصديق قديم لي.
الآن سأؤدي خمسة عشرة دقيقة من الأسى
على ضياع تلك الصهباء,
أقول للآلهة,
أؤديها وأشعر بغاية السوء
بغاية البؤس,
عندها أنهض
طاهراً,
على رغم أن ذلك
لم يحل أي شيء.
هذا ما أتحصل عليه
لركلي للدين على مؤخرته.
كان عليّ أن أركل تلك الصهباء على مؤخرتها
أينما يوجد عقلها وخبزها وزبدتها.
لكن, لا, لقد شعرت بالحزن
بشأن كل شيء,
ضياع تلك الصهباء
كان مجرد ضربةً أخرى
في حياةٍ طويلة من الخسارات المتكررة...

أستمع لصوت الطبول على الراديو في هذه اللحظة
وأبتسم إبتسامة عريضة متجهمة.
هناك شيء آخر خاطئ فيّ
بجانب الميلنكوليا...




اعتراف*



أنتظر الموت
كقطٍ سيقفز بعد لحظة
فوق السرير,
أنا متأسف جداً من أجلها
من أجل زوجتي,
سترى جثةً بيضاء يابسة,
ستهزها مرة,
وربما مرة ثانية :

,"هانك !"

هانك لن يرد.

ليس موتي هو ما يقلقني
بل زوجتي,
التي بقت مع هذه الكومة من اللاشيء.

مع ذلك أريدها أن تعلم
أن كل الليالي التي قضيتها
نائماً بجانبها,
حتى من النقاشات عديمة الفائدة
التي كانت فيها الأمور بيننا
رائعة جداً,
والكلمات الصعبة
التي كنت دائماً خائفاً
من قولها,
أستطيع قولها الآن:
أحبك.



نصيحة وديّة للكثير من الشباب*



سافر للتيبت.
إمتطي جملاً.
إقرأ الإنجيل.
أُصبغ حذائك بلونٍ أزرق.
رَبِّي لحيتك.
تجول حول العالم بكَنُو من ورق.
إشترك في جريدة الأحد المسائية.
أمضغ على الجهة اليُسرى من فمك فقط.
تَزّوج امرأة بساقٍ واحدة وحلق وجهك ورأسك بموس حلاقة.
وأُنقش إسمك على ذراعها.

نظف أسنانك بالغازولين.
أُرقد طوال النهار وتسلق الأشجار في الليل.
كُنّ راهباً, وإحتسي البيرة والرصاص.
إحبس أنفاسك تحت الماء وإعزف على الكمان.
أرقص شرقي أمام شموعٍ وردية.
أقتل كلبك.
رشح نفسك لمنصب العمدة.
أُسكن في برميل.
حطم رأسك بفأس صغيرة.
وأُغرس زنابقاً في المطر.

لكن لا تكتب الشعر.




الجحيم مكانٌ موحش*




كان عمره خمس وستون سنة,
زوجته ستة وستون,
وكانت تعاني من مرض الألزهايمر .

كان مصاباً بسرطان الفم.
كانوا يُجرون له العمليات,
علاج الأشعة,
علاجات أتلفت عظام فكه
التي اضطروا عندها
لربط بعضها البعض بالأسلاك.

يومياً يضع زوجته
في حفاظٍ مطاطيّ
مثل الطفل.

غير قادر على القيادة
بسبب حالته الصحية
كان يضطر أن يأخذ سيارة تاكسي
إلى المركز الطبي,
بسبب الصعوبة التي يواجهها في الكلام
كان يضطر أن يكتب الإرشادات
إلى المركز.

في آخر زيارة له للمركز الطبي
أخبروه أن عليه إجراء عملية آخرى:
جزء آخر من الخد الأيسر
وجزء آخر من اللسان.

عندما عاد إلى البيت
قام بتغيير حفاظ زوجته
وضع الوجبات الجاهزة المجمدة
لتجهز في الفرن,
شاهد أخبار المساء
وبعدها ذهب إلى غرفة النوم,
أحضر السلاح,
وضعه ما بين عينها وأذنها,
أطلق النار.

سقطت إلى جهة اليسار,
جلس فوق الأريكة
وضع السلاح في فمه,
ضغط على الزناد.

الطلقات النارية لم توقظ الجيران,
لاحقاً
رائحة الوجبات المحترقة قامت بذلك.
أتى أحدهم,
دفع الباب وفتحه,
ورأى ما حصل.

بعد وقت قصير
أتت الشرطة,
قامت بروتينها المعتاد,
ووجدت بعض الأشياء:
حساب توفير مغلق
ودفتر شيكات
برصيد 1.14 ---$---.
انتحار, استنتجت الشرطة.

بعد ثلاثة أسابيع
كان هناك مستأجرون جدد:
مهندس كمبيوتر
اسمه روس,
وزوجته أناتَنا
التي تدرس
الباليه.

كانا يبدوان كزوجٍ طموحٍ آخر
من الطبقة الوسطى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??