الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستاذ العرائس

شريف عشري

2014 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من المعروف فى الأوساط السياسية أن الغرب عامة وأمريكا على وجه الخصوص قد ساندا معظم إن لم يكن كل النظم الديكتاتورية فى العالم الثالث وف العالم العربى على وجه الخصوص ... وهذا لسبب بسيط يكمن فى انهما قد إستأنسا تلك النظم وسيراها فى طريق تحقيق مصالحهما الخاصة .... فلقد أثبتت التجربة أن النظم الديكتاتورية وبالا على شعوبها وتعد بمثابة الكلب الوفى التابع للنظم الغربية والولايات المتحدة على حد السواء ..وعموما ليس فى مصلحة لا الغرب ولا أوربا المساعدة على إقامة نظم ديمقراطية بالمعنى الحقيقى لكلمة ديمقراطية ...هذا لأن تلك الدول تعلم جيدا أن إقامة نظام ديمقراطى حقيقى فى تلك البلدان ربما يهىء المناخ لإقامة بلدان قوية خصوصا فى المجال الاقتصادى والعسكرى ويمكن لتلك البلدان فيما بعد أن تغير من ميزان القوى فى الشرق الأوسط وربما ضد مصالح أمريكا والغرب وضد الكيان الصهيونى فى المنطقة .ولكل ما سبق نلاحظ أن الانظمة الغربية ونظام الولايات المتحدة لم يألوا جهدا ولم يبخلوا لا ماديا ولا معلوماتيا عن دعم تلك الأنظمة الديكتاورية فى بلدان العالم الثالث وعلى رأسها بلدان الوطن العربى ...فالنظام الليبى السابق ونظام مبارك المخلوع والنظام الجزائرى الحالى والنظام السورى المترنح والنظام اليمنى المريض والنظام الأردنى المتلون ..الخ من تلك الأنظمة الديكتاتورية العميلة ما هم جميعا إلا مجرد كروت وأدوات فى أيدى الغرب وأمريكا يلعبا بهم وقتماشاءوا وأينما شاءوا ...لكن الأقدار قد تأتى بما لا تشتهى السفن ...فقد توحشت تلك الأنظمة واستبدت بشعوبها وأفقرتها وجعلتها تابعة ذليلة بلا شرف ولا هوية ... تنادت امريكا وتشدق لسانها عبر العالم بالديمقراطية وحقوق الانسان ...وتباهت بانها وراء تأسيس الديمقراطيات فى العالم ...لكنها فى الواقع كانت ديمقرايات شكلية أو صورية غير حقيقية ...ديمقراطيات قائمة على إنتخابات مزورة ..ديمقراطيات قائمة على مبدأ ( دعهم يقولون ..دعهم يتسلوا ...) تلك هى الديمقراطيات الشكلية التى كانت تدعمها أمريكا والتى جاءت بمبارك والحبيب بورقيبة وزين الدين بن على وعلى عبد الله صالح والقذافي ...الخ من القائمة المطولة لأباطرة الدكتاتورية فى العالم .... ولما ضاقت الشعوب ذرعا بتلك الأنظمة البالية ولماأبوا أن يستمروا فى ظل هذا المستقبل المظلم تحت سطوة قلة من الرؤوس الفاسدة مدعومة بأنظمة بالية ...قررت تلك الشعوب أن تنتفض مخالفة بكل التوقعات وخادعة لكل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية ...وفى إبان تلك الثورات نرى النظام الأمريكى والغربى على حد السواء يقف على الحياد ويميل الى حدد كبير لتلك الانظمة الديكتاتورية فى مواجهة شعوبها المضطهدة اقتصاديا وسياسيا ... فتارة تؤيد أمريكا النظام المصرى المباركي معنويا قائلة بأن هذا النظام نظاما قويا وقادر على تماسك نفسه أمام الثورة .... ومرة أخرى تدعم هذا النظام بقنابل الغاز المسيلة للدموع وذخيرة الخرطوش ومعدات مكافحة الشغب ..وتستميت الولايات المتحد ويستميد الغرب فى الدفاع ومساندة تلك الانظمة الديكتاتورية التى خلقتها وابتدعتها فى الشرق الاوسط ...تستميت فى مساندة تلك الانظمة الغبية التى كانت وبالا على شعوبعا والتى جعلت من مجتمعاتها مجتمعات مستهلكة مستوردة بدلا من ان تكون منتجة ومصدرة ... ولما لا تدافع عنها وهى الانظمة التى تخدم مصالحعها فى المنطقة .... فمن مصلحة الولايات المتحدة تعضيد تلك الانظمة لأن وجودها فى حد ذاته يقيم الصراع فيما بينها فلا تتحقق الوحدة ومن ثم يسود الضعف من جراء نجاح سياسة فرق تسد ومع تشتت وضعف دول منطقة الشرق الأوسط تتحقق المصالح الكبري الاقتصادية والسياسية لأمريكا وحلفائها من الغرب !!
ومع فشل صلاحية النظام المباركي فى خدمة المصالح الغربية والأمريكية ..تأتى أمريكا مرة أخرى ومن الباب الخلفي لكي تزرع فى مصر نظام ديكتاتوري فاشي بديل لنظام مبارك وهو النظام الإخواني البائد ..فتعقد المقابلات الخفية وتنظم خطط العمل وتدفع بالإخوان للوصول للحكم فى مصر -ودول عربية أخرى - بشتى السبل وعلى رأسها الدعم المالي والمعنوي ..الأمر الذى دعا بالكونجرس بأن يسائل أوباما عن كم الدعم المادى المهدر والمنفق على الاخوان فكان رد الأخير ان كل شيء مدون بالموازنة العامة الفيدرالية !

وجملة القول:

أولا :

ليس من مصلحة أمريكا والغرب قط أن تنشأ فى منطقة الشرق الأوسط دولة مصرية حديثة وقوية غير تابعة لهم لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا حتى ثقافيا والاسباب فى مجملها هى :-
1- أن تظل مصر دائما دولة ضعيفه اقتصاديا وبالتالى تظل على الدوام سوقا لترويج المنتجات الأمريكية اليها وليس العكس .
- أن تظل مصر تابعة ماليا لأمريكا وللغرب ( أى مستدانة لهم) وبالتالى تفقد مصر جزء كبير من سيادتها على اراضيها ...(الدين العام وما أدراك ما الدين العام وتبعاته السوداء على الاقتصاد ككل ؟).
3- ان تظل مصر تابعة ثقافيا لامريكا وبالتالى تصبح مصر بؤرة ترويج للثقافة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط فتذوب الهوية المصرية فى الهوية المتأمركة ويفقد المجتمع قيمه وأخلاقه ومن ثم يفقد أقل المقومات الأساسية لإسترداد عافيته .
4- أن تستغل أمريكا وحلف الناتو المنافذ البحرية فى مصر فى أوقات الحروب ( وهذا هدف إستراتيجى عسكرى )
5- أن تستخدم أمريكا وحلف الناتو جيش مصر كطليعة او كبش فداء فى مواجهاتها العسكرية المحتملة ضد كل من تسول له نفسه بان يلعب بمصالح امريكا فى المنطقة ولا سيما إيران .وذلك على غرار ماحدث فى حربى الخليج الأولى والثانية إزاء العراق .
لكل مايبق ولأسباب أخرى عديدة لم نذكرها ... نجد انه من المنطقى جدا ان تأتى امريكا بجماعة فاشلة تابعة ذليلة مثل جماعة الإخوان المسلمين وتستبدلها بنظام مبارك المخلوع بحيث تقريبا تؤدى نفس الدور إن لم يكن دور الجماعة فى مساعدة المصالح الأمريكية والغربية امريكا أقوى وأكثر فعالية .

ثانيا :

البعض يظن أن أوباما يعمل بدون كاتالوج والحق يقال أن أوباما يسير بكفاءة على الكتالوج المرسوم له من قبل السياسة الأمريكية والتى رسمت من عشرات بل من مئات السنوات والتي لا تتغير بالرغم من تغير رؤساء الولايات المتحدة ...فلكل رئيس دوره المحدد والمرسوم بدقة فى التوقيت المحدد .. ودور أوباما فى تلك الآونة الراهنة يقتصر فقط على محاولة استبدال نظام ديكتاتوري مباركي بنظام أشد ديكتاتورية وفاشية وهو النظام الإخواني .
فأهداف السياسة الأمريكية ثابتة مع تغير الرؤساء ويمكن إجمالها فى أهم النقاط التالية :
1- الإبقاء على ميزان القوى فى الشرق الوسط فى صالح إسرائيل وضد صالح مصر (كدولة رائدة فى المنطقة ) .
2- إفتعال الفوضى والمشاكل فى الشرق الأوسط حتى لا تقم قائمة لأى دولة عربية وخصوصا مصر .
3- العمل على بث الفرقة بين الدول العربية بزرع أنظمة ديكتاتورية فاشية ظالمة لشعوبها ومجندة (تحت الطلب) لصالح امريكا والغرب.
4- العمل على إفقار شعوب العالم الثالث المتخلف (ومنها مصر) حتى نظل تابعين اقتصاديا وسياسيا وثقافيا لأمريكا واوربا فتصبح تلك الدول ومنها مصر سوق رائجة للسلاح الأمريكى والأوربى ، ناهيك عن كونها أساسا وبالفعل سوق للخبراء الأجانب وللمنتجات الغربية والأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح