الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 27
ثامر ابراهيم الجهماني
2014 / 4 / 18دراسات وابحاث قانونية
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/8.jpg)
ومن نافل القول أن هناك الكثير من الأقلام لا تنفك بأن تقول أن الإسلام والدين لا يخرّج إلا الإرهابيين ، تحت تسميات كثيرة " كالأصوليين – القوى الظلامية – المتطرفين ...إلخ " دون تحديد دقيق عن من يتكلمون ، وما علاقة هؤلاء بالإسلام ؟ والفهم الخاطئ والمبتذل يؤدي بنا للسقوط في بؤرة الرديء كقول أحد المفكرين العرب : > (109) .
نشير أيضاً إلى نقطة هامة حسب رأيي وهي أن كلمة الإرهاب صارت كلمة لصيقة بالدين منذ أن أطلق (ريغان ) مشروعة ( مكافحة الإرهاب والإرهاب المضاد ). لكن الظاهر الآن أنها صارت كلمة رديفة للإسلام ؟ دون الديانة اليهودية التي زورت مثلاً .
في العاشر من أيار / مايو 1994 احتفل المركز الإسلامي ، في العاصمة الأمريكية واشنطن ، باليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة ، بحضور نائب الرئيس الأمريكي ( ألبرت غور ) ، وألقى كلمة بدأها بجملة ( السلام عليكم ) ، عبّر من خلالها عن > . ثم قال << إن الإسلام دين عظيم يدعو إلى السلام ، والعدالة ، والمحبة ، والتعايش ، والوحدة والتنوع >> (110) . ثم تجد الإعلام الأمريكي ينهال على الإسلام بالشتيمة والتحقير . فهل كانت هذه الكلمات هي حقنة تخدير للمسؤولين ؟ ربما !!!.
بالمقابل تظهر إلى الساحة دعوة تقول بأن القتل بإسم الله ، وهذا الأمر مرفوض شكلاً ومضموناً .
القتل : هو الفعل المزهق أي القاتل للنفس ، أو هو فعل من العباد تزول به الحياة أي أنه هدم للبنية الإنسانية (111) . ففي القرآن الكريم آيات كثيرة في شأن تحريم القتل منها قوله تعالى : (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً ، فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً )) الإسراء آية 33 .
وقال تعالى في سورة المائدة ، الآية 32 : (( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض ، فكأنما قتل الناس جميعاً )) .
ولم نسمع أن إسلامياً قال قتلت بأمر إلهي بينما كل الأعمال ضد الإسلام التي يقوم بها اليهود فهي بأمر إلهي مفضل ، أو حتى أعمال القتل فيما بينهم كما صرح بذلك ( إيغال عامير ) قاتل ( رابين ) . فالتعصب الديني في الديانة اليهودية واضح وجلي لا يحتاج إلى نقاش ويرفض التغيير والتعديل والنقاش لأن المبدأ صادر من الله . وفيما يلي نورد هذه المبادئ حسب ما أوردها الكاتب اليهودي رئيس وحدة البحوث حول أعمال العنف السياسية في جامعة " تل أبيب " (112) :
1- إن للحركات الدينية المتعصبة اليهودية ميزة بارزة فهي أولاً مناهضة للديموقراطية من حيث جوهرها . لأن الإرادة الإلهية مفضلة دائماً في نظرهم عن رأي الأغلبية . ولما لم يكن هناك من حوار مباشر بين هؤلاء والله فإن تفسيراتهم الشخصية فيما يتعلق بالدين والله هي الملزمة ، والمحددة للأمور وليس بيد الجمهور أو الحكومة المنتجة من قبل الشعب .
2- إن لهذه الحركات وجهة نظر موحدة وتعتمد عادة على إما معنا أو ضدنا . إذ لا يوجد في نظرهم أي شيء اسمه الوسط لأن الأمور كلها في نظرهم إما أبيض أو أسود .
3- في نظر المتدينين المتعصبين فإن الأمور والأحداث عادة ما تأتي من عند الله أو بإذن منه وإن كل الوسائل معقولة ومقبولة بما في ذلك أعمال العنف .
4- عادة ما توجد لدى الأوساط الدينية المتعصبة عادة الاستعداد للتضحية الذاتية والدليل على ذلك قاتل ( رابين ) الذي كان على استعداد لدفع ثمن عمله ولو بالموت أو السجن الطويل جداً .
وفي نفس السياق ، وفي ربيع عام 1942 ، وقف نائب في مجلس العموم البريطاني وهتف : << أنا من أتباع ( كرومويل ) إنني مؤمن بأنه يجب أن نقتل ...باسم الله >> . ويرد وزير الدفاع الجوي السيد ( ارتشيبالد سنكلير ) فيقول : << يغمرني الفرح عندما أكتشف أننا ، أنت وأنا متفقان تماماً حول سياسة القصف الجوي التي ننفذها ضد ألمانيا >>. وقد صدر كتاب " سياسة الهستيريا " في عام 1964 من تأليف الأمريكيين ( أوموند ستيلمان ) و ( وليام بغاف ) حيث يقول المؤلفان بأن القتل باسم الله استخدمته بريطانيا في إغارتها على مدينة هامبورغ ، ليلة السابع والعشرين من كانون الثاني / يناير وهو ما أسمته قنابل " عاصفة النار " فأحرقت المدينة بكاملها . وبين الرابع والعشرين والتاسع والعشرين من تموز / يوليو زاد عدد القتلى في هامبورغ وحدها على اثنين وأربعين ألف قتيل ، وبعضهم يرفع الرقم إلى مائة ألف (113) .
رغم أن هذه القضية حساسة جداً ، خاصة في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل ، وكثرت فيه التهم الملصقة بالإسلام وخصوصاً مصطلح الإرهاب . لكن الحقيقة أكثر جلاءً من هذا الواقع المزيف . فالاسلام بريء من كل التهم الملصقة به ، وكل الأشخاص والمجموعات التي تتخذه ستاراً وذريعة لتنفيذ أغراضها الدنيئة ، فهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . حيث من المحتمل ، أن تكون هذه الجماعات مخترقة وتعمل لمصالح خارجية . ما دامت تعدياتها على الناس والممتلكات لا تخدم سوى أعدائها (114) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود
![](https://i4.ytimg.com/vi/EtmHe6-EuyA/default.jpg)
.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با
![](https://i4.ytimg.com/vi/EOFBVTeAZF4/default.jpg)
.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة
![](https://i4.ytimg.com/vi/5QLQpGV56ww/default.jpg)
.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ
![](https://i4.ytimg.com/vi/f9cYL3CBpZo/default.jpg)
.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ
![](https://i4.ytimg.com/vi/tRSuYfmY9nc/default.jpg)