الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلمان فرهود سلمان .. الشخصية المتكاملة وحب العمل سَّر حسن الاداء في العمل الوظيفي

عباس ساجت الغزي

2014 / 4 / 18
مقابلات و حوارات


سلمان فرهود سلمان .. الشخصية المتكاملة وحب العمل سَّر حسن الاداء في العمل الوظيفي
تتلمس شخصية الموظف من خلال القاء نظرة على مكان العمل, ويكفي ان ينطق بعض الكلمات لتترجم الحكمة ورجاحة العقل التي يتمتع بها, لتكون ردود افعال من اجل انجاز معاملتك.
لا يخفى علينا ان الموظف الكسول الذي لا يشعر بقيمة العمل الذي يقوم به ونعمته التي انعم الله بها عليه, هو السبب الرئيسي في المعاناة التي يتعرض لها المواطنين نتيجة مراجعة العديد من الدوائر الحكومية.
كما لا يخفى على الكثيرين الطمأنينة والراحة الكبيرة التي يشعر بها المواطن حين يقف امام الموظف صاحب الشخصية المحترمة والرتابة العالية في تنظيم عمله والتي تعكس الخلق الحسن وعشق العمل وحسن الاداء الوظيفي.
سلمان فرهود سلمان رئيس ممرضين اقدم ومسؤول قسم الصحة المدرسية في مركز سومر الصحي التابع لرئاسة صحة محافظة ذي قار, يعمل في المركز الصحي منذ (13عام), يعشق العمل الذي يقوم به حد التضحية بالوقت والجهد والمال, يعتبر مكان العمل البيت الذي يقضي اجمل اوقاته فيه, وهو يقدم الخدمة للمراجعين دون كلل او ملل .
كانت لنا زيارة للمركز الصحي في سومر, ولفت انتباهنا الترتيب المميز لمكتبه, والانسيابية العالية في تمشية معاملات المراجعين لذاك القسم الذي عشقنا واجباته من خلال الحديث الشيق مع رئيس القسم صاحب الطلة الخفيفة علينا, فكان لنا هذا الحوار الممتع النافع معه.
س/ ما طبيعة عمل قسم الصحة المدرسية في المركز الصحي؟
ج/ يعمل قسم الصحة المدرسية ضمن خطة عمل سنوية, معدة من قبل وزارة الصحة بداية كل سنة دراسية, ترسل عن طريق (قرص) وتبدأ الرئاسة والقطاع بتعميم العمل على الاقسام لتنفذ التطبيقات على ارض الواقع, وتشمل فحص التلاميذ والطلبة الجدد من رياض الاطفال والاول الابتدائي ( لقاحات, وزن وطول, النظر), فحص الطلبة المستهدفين ( الثاني الابتدائي وحتى الخامس الابتدائي) ويشمل فحص الاسنان واللقاحات والوزن والطول والنظر والسمع والنطق والحالة النفسية والعوق والتخلف العقلي .. وغيرها.
س/ من التسمية (الصحة المدرسية) هنالك ترابط وتنسيق بين الصحة والمدرسة, كيف يتم ذلك؟
ج/ الارتباط وثيق والعمل والجهد مكثف في هذا المجال, في بداية العام الدراسي يكون العمل مكثف في المركز الصحي لفحص الطلبة الجدد, ومن ثم تستمر المتابعة للطلبة على مدار السنة الدراسية وبالخصوص الطلبة المستهدفين, حيث تكون هنالك زيارات ميدانية مكثفة للمدارس التي تقع ضمن الرقعة الجغرافية للمركز الصحي, تتضمن الفحص الدوري للأمراض الانتقالية ( جدري الماء والنكاف) والقاء المحاضرات الارشادية وتوزيع الصور والتعليمات المعدة لهذا الغرض .
س/ نظراً لكثرة المدارس ضمن القطاع وارتفاع اعداد الطلبة, كيف يتم التوفيق لشمول الجميع بالرعاية الصحية؟
ج/ هنالك سجل للزيارات والمراجعات لطلبة المدرسة, من خلال الاشارات المسجلة فيه يتم تحديد الاولوية في الزيارة, كما عمدنا بالتعاون مع ادارة المدارس الى اختيار (المنسق الصحي) من ضمن الكادر التدريسي مهمة متابعة الطلبة والتنسيق مع قسم الصحة المدرسية, في حالة ظهور اصابات لأمراض انتقالية او اية مستجدات صحية, وكذلك يتم اختيار ( عشرة طلبة) من مختلف الاعمار في المدرسة يطلق عليهم (اصدقاء البيئة) يعملون مع المنسق الصحي للكشف عن الحالات المرضية التي يتعرض لها زملائهم.
وكذلك نقوم بمتابعة موظفي الخدمة لاحتمالية اصابتهم بالأمراض ومنها التدرن ( السل) وعصياته الخطرة التي تنقلها الاتربة والغبار الناجم عن التنظيف, واصحاب الحوانيت المدرسية كذلك نقوم بأجراء الفحص السنوي عليهم واصدار بطاقات صحية خاصة بهم.
س/ ما الذي تقدموه للطلبة خلال زيارتكم غير الفحص والمحاضرات؟
ج/ الفحص بحد ذاته خدمة كبيرة ومسؤولية عالية في قاموس عملنا, لذا عمدت الى اضافة بعض المستلزمات المطلوبة في الفحص وعلى نفقتي الخاصة منها: عمل لوحة الفحص الضوئية الخاصة بفحص النظر وهي متحركة من اربعة جهات وكانت تكلفتها (130دولار), وكذلك الشوكة الرنانة والنظارة الملونة ذات العدسات المتحركة والمرآة وحتى الكاميرة التي نوثق بها الزيارة والفحص هي خاصتي ويوجد لدي اثنان منها كما ترى وجهاز الحاسوب خاصتي ايضاً وانا احتاجه كثيراً في توثيق العديد من المعلومات.
كان الدائرة توزع القطن والديتول والفرش ومعجون الاسنان لكن في السنوات الاخيرة اخذت وزارة التربية على عاتقها تجهيز تلك المواد على المدارس, رغم انها من اختصاص وزارة الصحة, وقد وردتنا شكاوى كثيرة من بعض المدارس بعدم استلامهم حصصهم من تلك التجهيزات.
س/ من خلال حديثك ترددت كثيراً كلمة على نفقتي الخاصة, من مسؤوليتك ذلك؟
ج/ حب العمل والبحث عن التميز واثبات الشخصية في حسن الاداء يجعلك تبحث عن كل مقومات نجاح العمل ومنها ان تنفق من جيبك الخاص في سبيل اظهار عملك, والدليل ان ترتيب المكتب والخدمة المقدمة لفت انتباهك كصحفي فقررت ان تبحث عن السَر من وراء هذا الترتيب, واعلم ان هذه المكتبة الخشبية التي لفت انتباهك جلبتها من البيت لحفظ الاوراق وكذلك جهاز التلفاز عائد لي, وهذا رف حفظ الاضابير الخشبي المزجج عملته لدى النجار على نفقتي وكلفني(90,000 ألف دينار), وهذه السبورتان الزيتيتان واحدة من الدائرة والاخرى من نفقتي الخاصة حيث ارسلتها الى الخطاط ليكتب الجداول عليها كما ترى, وهذا اللوكر البلاستيكي والبعض من السجلات, كما اشتري اكثر من (سبعة بنود ورق ابيض) سنوياً اضافة الى الكمية المخصصة لي من الصحة, وكل ذلك من راتبي الخاص.
س/ تشعر بمعاناة تعيق اداء عملك او تؤثر في اداءك الوظيفي؟
ج/ في البداية اهمال الاخر وعدم شعوره بالمسؤولية اتجاه عمله يهبط الكثير من عزيمتك في اداء عملك, غياب الوعي لدى بعض الطلبة في ضرورة اجراء الفحوصات الدورية, والاهمال الكبير من قبل اولياء امور الطلبة المصابين ببعض الامراض او العوارض والين يتعمدون اهمال ابنائهم رغم وصايانا المستمرة بضرورة متابعة تلك الحالات للحد من تأزمها والامثلة كثيرة بهذا الصدد وفيها من القصص الكثير, لكن يكفي ان اقول لك بانني وبالتعاون من مدراء بعض المدارس نقوم بدفع اجرة السيارة لغرض نقل تلميذ لمعالجته في المركز الرئيسي.
واخشى ان يفسر كلامي بغير وجه حق ان قلت لك ان (البصمة الالكترونية) هي اشد ما يعيق اداء عملنا كصحة مدرسية وتزيد من معاناتنا في اداء الواجب, فعملنا يتطلب متابعة مستمرة للمدارس والمعاهد والجامعات وذلك يتطلب الجهد والوقت, العدد الهائل للمدارس واعداد الطلبة فيها تحتاج الى استثمار كل الوقت من اجل انجاز العمل, فكيف ان تكون مطالب بالتواجد في المركز الصحي في وقتين مختلفين من اجل (البصمة الالكترونية) والكثير من المدارس لديها دوام ثنائي وثلاثي ومنها دوامها ليلي ومنها تداوم ايام العطل الرسمية مثل التعليم المسرع (الجمعة والسبت) ولك ان توزع الوقت والجهد وانت تعمل ليل نهار.
س/ كلمة اخيرة تود ان يسمعها من يهمه الامر؟
ج/ اتقدم بالشكر والتقدير للدكتور سعدي الماجد مدير عام صحة ذي قار لجهوده ومتابعته المستمرة لعمل واداء المراكز ولجميع زملائي في رئاسة الصحة وقد منحت العديد من الشهادات التقديرية لحسن الاداء بفضلهم, كما اتقدم بالشكر للدكتور حسين رياض كتاب مدير قطاع الصحة المدرسية لمتابعته المستمرة وجهوده في النهوض بواقع الصحة المدرسية .
واتمنى ان تكون هنالك التفاتة كريمة بزيادة عدد العاملين في القسم لغرض تقديم خدمة اكبر لأبنائنا الطلبة والنهوض بالواقع الصحي في مراكز عملنا.
وكل الشكر للأعلام الوطني الحر صاحب المسؤولية, وتحية اجلال لشعوركم بالمسؤولية في متابعة وتقيم اداء العاملين في دوائر الدولة.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح