الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم السلطة في العراق

فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)

2014 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


"ليسَ بوسع اللاعنف ، من حيث طبيعته ، "الاستيلاء " على السلطة ولا يمكن أن تَكون هَذه هي غايته ، لكن بِوسع اللاعنف أن يفعل ما هو أكثر من هذا . بوسعه أن يُشرف ويُراقب السلطة بفعالية دون أن يستولي على أجهزة الحكم" [1]

المهاتما م.ك. غَاندي

هنالك اناس يفهمون السلطة على اساس انها الهيمنة الكاملة على الادنى وبدون مقاومة ويفهمون السلطة على انها علاقة سيد بالعبد وبالتالي فالطاعة واجبة من وجهة نظرهم في جميع الظروف واني لاستغرب من ان البعض ممن هم في المستوى المتوسط للسلطة او الادارات الوسطى هم اكثر تسلطا وطغيانا من السلطات العليا وهم اكثر غبن للناس لانهم باللهجة الدارجة (مشايفين ) و (مشايف وتوني شفت ) واكثرهم لديهم نهم شديد للتسلط على الاخرين وسرقة المال ولا يفوتني ان اذكر جزء من خطبة الامام علي سلام الله عليه عن مثل هؤلاء حيث يقول( يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع ) والمشكلة الاكبر انهم يرون انفسهم على صواب وانهم اناس خيرين وانسانيين ويلمعون طغيانهم ببعض المساعدات التي لا تغني من جوع وبعض الاطراءات (للوكية ) ممن يحيطون بهم ويمسحون عن اكتافهم الغبار بالتاكيد الكثير ممن يقرا الان قد تصور صورة لاحد المدراء او المسؤولين ولكن ما الذي يجعل مثل هؤلاء يتسلطون على رقاب الناس بقوة ويدعمون مكانتهم اكثر انا باعتقادي المشكلة تكمن في تقديس الافراد منذ اقدم العصور لا بل حتى في زمن فجر الاسلام فمن مكن الطغات من امثال يزيد وغيره غير حاشية المقدسين للفرد ( اللوكية) ومن مكن الحجاج من قطع الرقاب غير تقديس الافراد وحتى في الحضارات الاخرى من مكن هتلر ونابليون ثم في العهد القريب من مكن لصدام التسلط والعنف والتنكيل بالابرياء سوى تقديس الافراد وان كل من ذكرت لم يخرجوا من بطون امهاتهم قادة وانما مر الكثير منهم بمراحل ومستويات اننا ان اردنا سلطة حقيقة قائمة على علاقة وطيدة ملؤها الاحترام المتبادل فاننا يجب ان نبدا من ادنى المستويات الادارية بعدم تقديس الافراد او تقديس افكارهم وترك السير وراء الاغبياء من هؤلاء لا لشئ الا لغرض منافع شخصية تؤدي بالنتيجة الى ضياع المجتمع وانهيار المستقبل للاجيال القادمة ومنهم ابناء هؤلاء المتزلفين الافاقين متسولين العطاء من السلطويين القابعين على صدور الناس في الكثير من المؤسسات والدوائر والذين يقتلون الابداع في مهده اقول اخيرا اننا والله شعب ابتلى بالاغبياء والفاشلين ايما ابتلاء ونحن في شدة لاننا نبقي افواهنا مسدودة امام مثل هذا الوضع المشين يقول الله سبحانه وتعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) ويقال ان هنالك حديث للرسول الاعظم محمد (ص) لا اعرف هل هو حديث سنده قوي ام لا ولكن معناه فيه عمق كبير حيث يقول (كما تكونوا يولى عليكم ) انا لله وانا اليه راجعون والعاقبة للمتقين .

فائز تركي نافل القريشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتيل وجرحى في انهيار مبنى بمدينة إسطنبول التركية


.. مبادرة شابة فلسطينية لتعليم أطفال غزة في مدرسة متنقلة




.. ماذا بعد وصول مسيرات حزب الله إلى نهاريا في إسرائيل؟


.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل




.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان