الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مكان للأسديّين في سوريا

مرعي أبازيد

2014 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


آن الأوان لوقف نزيف الدم،،،، ثلاثة أعوام مضت من القتل و الدمار، سبقها أربعة عقود من الظلم و الطغيان!!! و مازال النظام السوري يتغول على طول البلاد و عرضها... أكثر من جيل أصبح تحت التراب،، شباب بعمر الزهور قضوا،، قلوب تكسّرت،، نساء فقدن فلذات أكبادهن،، فقدن المعيل الأول و الأخير،، أصبحن على قارعة الفاقة و الحاجة،، طفولة معذبة محرومة من أبسط حقوقها،، ملايين اللاجئين تتقاذهم أمواج الغربة القاسية على شوارع المدن اللئيمة!! مئات الآلاف في غياهب السجون،، و شهداء تعجز السجلات عن استيعاب أسمائهم،، و جيش جرار من المعاقين،،، و أشياء أخرى لا يجوز الحديث عنها!!
بعد كل هذه المآسي،، يكون النظام قد حكم على نفسه بنفسه، بعد أن حكم عليه أطفال درعا عندما كتبوا على جدران مدرستهم "إرحل إرحل يا بشار". إذاً لا بد من رحيل بشار الأسد عن السلطة مع زمرته التي عاثت فساداً و ظلماً على مدى عقود من الزمن.
منذ انطلاقة الثورة السورية السلمية، كان هناك العديد من مبادرات للحل السلمي، لكن النظام أثبت أنه لا يريد الحل السلمي و أن الحل الأمني الذي اعتاد عليه هو الحل الذي يتقنه،، فلذلك، حاول مراراً و تكراراً جر المعارضة السلمية إلى ساحته التي يجيدها و تمكن من ذلك في النهاية بعد مرور عدة شهور من النضال السلمي، و أدخل البلاد في نفق مغلق، دمَّر المدن و القرى و البلدات و معظم البنى التحتية للبلاد، ستكلف الميزانية المستقبلية مئات المليارات من الدولارات.
بكل صلف،، و بعد كل هذا الدَّمار الذي حلَّ بالبلاد على أيدي هذه الزمرة الطائفية التي قتلت عشرات الآلاف من الرجال و النساء و الأطفال و الشيوخ و شردت أكثر من نصف سكان البلاد، مازال بشار الأسد يعتبر نفسه رئيساً للبلاد و يريد أن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى على أشلاء الضحايا و الدمار، يا لسخرية القدر!!! أية وقاحة هذه؟.
الشعب السوري قال كلمته منذ البداية،، "إرحل إرحل يا بشار" و "سوريا لنا و ليست لبيت الأسد"، و لا يمكن أن يتخلى عنها. هذه شعارات أطلقها المتظاهرون في سوريا، و مازالوا يطلقونها في كل مناسبة في وجه النظام و مرتزقته من حزب الله و كتائب أبو الفضل العباس و الحرس الثوري الإيراني و غيرهم. هذا النظام يفقد شرعيته في كل خطوة يخطوها نحو نَصْرِه المزيف، و خصوصاً عندما رهن سوريا لهؤلاء الذين يقتلون على الهوية من منطلق طائفي بحت.
أنصار النظام مازالوا يطلقون من حين لآخر شعار "الأسد أو نحرق البلد" و يريدون أن يبقى بشار في منصبه و أن يترشح مرة أخرى ليبقى إلى الأبد،، كي يلعب الدور نفسه الذي يلعبه حالياً في مستقبل سوريا. من البديهي أن يواجه الشعب السوري هذه الرغبة بالرفض. أما بالنسبة للمجتمع الدولي،، فقد قال كلمته في وقت مبكر على لسان جميع مسؤوليه: إن بشار الأسد فقد شرعيته و لن يكون له دور في مستقبل سوريا!!! لكن من الغريب أن المجتمع الدولي مازال يتعامل مع هذا النظام القاتل في المحافل الدولية في موقف يتسم بازدواجية المعايير، ناهيك عن الصمت المطبق عن جميع الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل يومي!! صمت غير مبرر على الإطلاق!!.
فلذلك، لا يمكن القبول ببقاء الأسد أو أحد من رموزه في قيادة مستقبل سوريا، نظراً للفشل الذريع في احتواء الأزمة السورية بشكل سلمي منذ البداية، و التغول في الحل الأمني و إفشال جميع المبادرات السلمية لحل الأزمة لاحقاً، و لم يستطع إعادة الاستقرار و بناء الديموقراطية في سوريا. وهذا يضع استحقاقات جدية أمام المعارضة و قيادات الائتلاف، بأن ترفض اجراء أي حوار مع هذا النظام و خصوصاً بعد الفشل الذريع الذي مُنِيَ به مؤتمر جنيف 2 ، بسبب تعنت النظام و تخليه عن كل الوعود و الالتزامات التي قدمها قبل بدء الحوار، و أن لا تخضع المعارضة للضغوطات التي تمارس عليها من قبل الدول الداعمة الغربية و الاقليمية للجلوس على طاولة واحدة مع النظام القاتل.
مما لا شك فيه، أن الأسد فقد شرعيته وقدرته على الحكم و قدرته على حسم الصراع، نظراً لأن الحل العسكري أثبت فشله منذ البداية و أدى إلى تعقيد الأوضاع ليس فقط في سوريا بل و في منطقة الشرق الأوسط برمتها، بينما النظام استمر في غيّه على الرغم من ذلك. إن عنجهية النظام و على رأسه بشار الأسد تتجلى من خلال رفض الأخير التنازل عن السلطة و عدم الاعتراف بوجود معارضة عموماً، و هذا يدل على محدودية فهم هذا الشخص في قراءة الأوضاع السياسية الداخلية و الإقليمية و الدولية، عندما وضع خياراً وحيداً أمام الشعب السوري و المجتمع الدولي وهو الاختيار بينه و بين المتطرفين الإسلاميين. لكن على السوريين أن ينظروا إلى الأمر على المدى البعيد، بأن يقدموا شخصياتهم السياسية المرموقة و القادرة على قيادة المرحلة الحالية و القادمة كي يضعوا المجتمع الدولي على المحك.
البعض يقولون: إن العالم بات مقتنعاً بأن الأسد لن يكون له دور في مستقبل سوريا، و أن الأسد يعرف ذلك جيداً، لأن هذا الأمر لا يتعلق فقط بما يجري في الداخل السوري، بل يتعلق بموقف دولي متفق عليه. وما يقوم به الأسد الآن هو دور مرحلي للتخلص من أصحاب الفكر الجهادي و حماية أمن اسرائيل، و ذلك مقابل خروج آمن له و لأسرته بعد إيجاد البديل، و عدم رغبة أمريكا الخاسر الأكبر في اقتسام "الكعكة السورية"، مقارنة بروسيا التي حصلت على حقوق التنقيب عن النفط والغاز في منطقة شاسعة من الساحل السوري عدا عن استعادتها لدورها الاقليمي والدولي عبر مواقفها المتكررة في المحافل الدولية التي كانت تهدف إلى بقاء نظام الأسد.
نعم، بشار الأسد فقد شرعيته منذ سقوط أول شهيد في شوارع درعا!! و بعد مرور ثلاث سنوات من القتل و التدمير أصبح فاقداً للضمير و الإنسانية في حرمانه المدنيين المحاصرين في مختلف المدن السورية من الماء و الغذاء و الدواء و حليب الأطفال. في ظل هذه الظروف، يتوجب على الائتلاف و المجلس الوطني و جميع فصائل المعارضة اتخاذ مواقف أكثر فعالية و خلق مجموعات ناشطة تجوب عواصم العالم بشكل مكثف لتعريف العالم بمأساة الشعب السوري و حقه في الحرية و العدالة الاجتماعية و خصوصاً العواصم الغربية، و الإصرار على تقديم الأسد و المقربين منه ممن تلطخت أيديهم بالدماء و كل من استعمل السلاح لقتل شعبه أكان سياسياً أو عسكريا، لمحاكم جرائم الحرب، ووضع استراتيجية جديدة لتشكيل حكومة وطنية تمثل الشعب السوري و لا تخضع لأجندات خارجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه