الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقل الرجل يُعَري المستورة، و يستر العارية

محمد جلو

2014 / 4 / 19
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أتذكر عام 1974، حين كنت 20 سنة، في العطلة الصيفية بين الثالث و الرابع طب
و ذهبت مع أصدقائي في الكلية، نجم الدين و صلاح إلى شاطئ عراة غير رسمي في فارناموندا Warnemunde في ألمانيا (FKK)
و طبعا، لم نتعرى

دهشنا في البداية.
و عيوننا العراقية المالحة كانت تتنقل من هنا إلى هناك.

بعد عشر دقائق، دهشنا مرة أخرى
لأن الأمر أصبح عاديا.
فإلتفتنا للتسامر بيننا.
و فتيات عاريات ألمانيات و سويديات و دانماركيات شديدات الجمال، يمشون حولنا.
و نحن غير آبهين.

ثم دهشنا مرة أخرى
حين لاحظنا أنفسنا، أننا توقفنا عن التحديق بأجساد الفتيات.
و بدأنا ننظر إلى وجه البنات عند التحدث معهن، أو مرورهن بجانبنا أو حتى عندما لعبنا كرة الطائرة، مع بعضهن.
و نهمل ملاحظة أجساد أي منهن.

صار محط فضولنا الأكبر، و تدقيقنا في البنت، هو وجهها.
فالوجه يعطيك أكبر كمية من المعلومات عن الشخص، و أساريره، و طبعه، ومزاجه، و إنفعالاته مع الكلام الذي تقوله.

ثم دهشنا مرة أخرى، عند عودتنا إلى المدينة بعد ساعات.
لأننا وجدنا أنفسنا نبحلق مرة أخرى، و كالسابق، بالبنات المرتديات لملابس محتشمة في الشارع و السوق.
و لكن، ليس بنفس العين المالحة السابقة، بل أهون بكثير.
و شعرنا أننا أصبحنا أكثر تقديرا و إحتراما للمرأة، عارية كانت أم مستورة.
و تهذبت عقولنا العراقية بعض الشيء.

وجدنا أن كلما سترت المرأة، زاد إهتمام الرجل الجنسي بها.
و هذا قد يفسر التفكير الجنسي الوسخ في عقول رجال بعض المجتمعات المتسترة نساؤه.
و التفكير الأكثر نبلا في عقول بعض المجتمعات الأقل تسترا.

وجدنا يومها أن العيب هو في عقولنا.
و ليس في النساء أو ما كشفوا أو ستروا.

فعقل الرجل، يُعَري المستورة، و يستر العارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة