الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجزٌ سياسي

عبدالله خليفة

2014 / 4 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لم يستطع الماركسيون البحرينيون مثل غيرهم من التيارات تجاوز التناقضات في صفوفهم وقد انقسموا كغيرهم عاجزين عن إنتاج وعي موحد.
ألم يكن لرؤية متبلورة وفلسفة عالمية أن تجنبهم نفس مصير التيارات الأخرى؟ وما الذي يجعل للواقع السلبي هذه القوة والقدرة على لم جميع الأفكار السياسية والنظريات العالمية؟
إن واقع انقسام الدول والصراع القومي العربي الفارسي، والمتجسد في الصراع الشيعي السني، ما كان من الممكن تجاوزه سوى بتطورات سياسية اجتماعية كبيرة، وتبلور صراع طبقي متطور تجاوز شموليات دول آسيا الدكتاتورية.
فالصراع الطائفي يعني عدم تطور المجتمع، وعودته إلى الوراء، وعدم سيره إلى الإمام ومماثلة الدول المتطورة والغربية ومن يلحق بها من دول عربية نادرة.
فإذا كانت التيارات القومية والوطنية والبعثية قد فشلت في التبلور ولم تقدر على تطبيق فلسفاتها ورؤاها ولم تتطور دولنا العربية في بلورة دول وطنية علمانية ديمقراطية فكيف تغدو جماعات أهلية بتجاوز ذلك والتنطع لأكبر من فعل الدول والقوميات الكبرى؟
فالمسألة تعود إلى مجتمعات تعودت القهقهري إلى الوراء، يجري فيها توتر الطوائف وهياجها وعصبيتها السياسية ويضعُ الجهلةَ الحطبَ يومياً في وقودها الذي لن يحرق سواها!
من هنا لم تقم مصطلحات علمية موضوعية كـ(طبقة) و(طليعة عمالية) و(ثورة شعبية) بمقاربة أعضاء عادوا لكي يكونوا شيعة وسنة وإسماعيليين وغيرهم من الملل والنحل التي انقسم إليها المسلمون ومازالوا يتفتتون.
مثلما مصطلحات مثل قومية عربية وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة في توحيد حيين شعبيين سني وشيعي أو درزي وأباضي.
ولهذا كانت مهمات التوحيد دائماً تفشل، فالأعضاء رغم اهتزاز أفواههم ببعض المصطلحات الماركسية فإن هذه المصطلحات لم تتحول لمنهج علمي، ولم يستطع الشخص أن يرتقي لفاعلية عضو طبقة، يدرك برنامجها وعملية نضالها الخاصة، واستراتيجيتها في النمو والتحالف مع طبقات أخرى لتصعد طبقته في المصنع والبرلمان والمجتمع.
ومن هنا فهو يتحدث في الكلام العادي عن بعض شعاراتها لكن حين يأتي البرنامج المكتمل وتتكشف استراتيجية الطبقة العاملة وكيفية نضالها التاريخي والتضحيات المطلوبة من أعضائها حتى يتم التراجع ويُلغى البرنامجُ الذي كشف مستويات وجذور الأعضاء الطائفيين الدينيين، غير القادرين للصعود إلى مستوى عضو طبقة طليعية وليس طائفة تقوم بحرق مجتمع.
حين يظهر البرنامج ويحدد تطور الصراع السياسي والمواقف المطلوبة من خريطة المجتمع المختلفة مستقبلاً، وكون الجماعة التقدمية منفصلة عن الطوائف والدول والمصالح الخاصة حين ذاك يظهر التراجع وتتكشف الهويات الطائفية السنية والشيعية ولا تقدر على تجاوز هذه الثنائية المرضية سياسياً وفكرياً.
يتحطم التجمع الواعد إلى ثنائيته الطائفية، ويعود كل فصيل إلى تحالفاته غير المبدأية، ونشاطه السهل بتسلق ظهور العامة المخدوعة بهذه الشعارات المدمرة، ويجدون في التيارات الدينية تشجيعاً وإسناداً لركوب الظهور إلى حين يسقطونها ويأخذون زمام الموقف كله!
مستويات متخلفة من الوعي تتكشف في أشهر قليلة ويبقى التطور الواعد المنتظر حين يتشكل وعي مختلف.
لا بد من مقاومة هؤلاء ونقدهم وتعريتهم في كل موقع وفي كل قضية سياسية وفي كل لحظة من لحظات تطور المجتمع لكشف خطورة الانتهازية وتبيان مخاطر الطائفية السياسية على الشعب والأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟