الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في -فنجان- الصراع السوري!

جواد البشيتي

2014 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


جواد البشيتي
ويُراد لسورية أنْ تكون اللَّحْد لـ "الربيع العربي"، الذي كانت له تونس مَهْداً؛ ويُراد لشبابه الثوري، الذي فاجأ العالَم بمعجزته الثورية، أنْ يتعلَّم دَرْساً، لا ينساه أبداً، في "الإحباط الثوري التاريخي"، وأنْ تَهْرَم روحه الثورية قبل أنْ يَهْرَم هو، وأنْ يَفْهَم تجربته على أنَّها خَيْر وأقوى دليل على أنَّ الطريق إلى جهنَّم مبلَّطة بالنِّيَّات (الثورية) الحسنة؛ ورُبَّما يَخْرُج من بين ظهرانينا من يَلْعَن الولايات المتحدة، وسائر الغرب المُنافِق في خطابه الديمقراطي، مُتَّهِماً القوَّة العظمى في العالَم بـ "خيانة" الشعوب العربية كما "خانت" بريطانيا العرب الذين هَبُّوا إلى الثورة على الحُكْم العثماني؛ لكنَّ التاريخ لن يرى إلاَّ خيانتنا لأنفسنا؛ فلو لم نَخُن أنفسنا، والأهداف التي من أجلها نَزَل الشعب إلى الشارع، لنَزَلت علينا "خيانة" الغرب بَرْداً وسلاماً.
قُلْتُ "رُبَّما"؛ فرُبَّما لن نرى هذا الغرب مُتَّهَماً بـ "خيانة" العرب، في "ربيعهم الشعبي الثوري"؛ لاختفاء "المُتَّهِم" نفسه من "الوجود السياسي ــ التاريخي"؛ فـ "الخَلَف" من دُوَل (أو دويلات) القبائل (الطائفية هذه المرَّة) قد يكون هو المُحْتَفِل، سنوياً، بنَيْلِه "استقلاله (وحريته)"، فَمِنْ موت "الأُمَّة" كُتِبَت (وكانت) له حياة؛ وهذا ما يشبه نظرية "التخلُّص من الدَّيْن (الثقيل) بالتخلُّص من الدَّائن نفسه".
حتى الآن (و"الآن" فيها من المستقبل أكثر مِمَّا فيها من الحاضر) سورية هي وحدها المهزومة؛ وهزيمتها لن تُتَرْجَم إلاَّ بهزيمة لـ "الربيع العربي" كله؛ فإذا بقي بشار، وإذا ما انتصر، مع حلفائه الدوليين والإقليميين، أيْ أسياده، فسورية هي المهزومة؛ وإذا ما استمر الصراع (الذي نعاينه الآن، ونعاني تبعاته وشروره) بما هو عليه من ماهية وخواص، فسورية هي المهزومة؛ وإذا ما انتصرت "المعارَضَة، بما هي عليه من ماهية وخواص، فسورية هي المهزومة.
"السياسة"، ومعها "المستقبل السياسي لسورية (وللصراع فيها)"، لا تُقْرَأ، ولا تُفْهَم، إلاَّ حيث يدور ويحتدم القتال (الذي هو اقتتال، وقَتْلٌ، وتَقْتيل). من دمشق، يقود بشار حرب التأسيس لـ "دويلة الساحل"، والتي يُراد لها أنْ تكون "الأقوى"، وأنْ تظل بمنأى عن حرب الموت والدَّمار التي يخوضها ويقودها بشار (وحلفائه) في سائر سورية؛ فسورية، باستثناء إقليم "دويلة الساحل"، يجب أنْ تُدمَّر، بمدنها وأحيائها ومنازلها ومنشآتها وبُنْيَتِها التحتية؛ أمَّا سكَّانها فلا خيار لديهم إلاَّ "اللجوء" أو "النزوح"؛ ولقد كانت "كَسَب" الثغرة في هذا الجدار المنيع.
أمَّا "حزب الله (اللبناني)"، و"أشِقَّائه" من العراقيين، فَنَفَثَ في روع "الطائفة" و"مجاهديه" أنَّ "التكفيريين" في الطريق إلى معاقله، يَسْتَحِثُّون الخطى، وأنَّ "الموتى العِظام"، مع أضرحتهم السورية، في خَطَر؛ ولا بدَّ من "الذِّهاب إليهم (في سورية) قَبْل أنْ يأتوا إلينا"؛ و"التجربة الجهادية" في سورية، وبألوانها الإسلامية المختلفة، تقيم لنا الدليل على أَمْرَيْن: أنَّ المسلمين كانوا، وما زالوا، في "حرب أهلية (طائفية)" هي الأطول في التاريخ، وأنَّ غالبية شهداء المسلمين هُمْ قَتْلى على أيدي مسلمين.
ولَمَّا نَظَرْنا إلى "الأرض" حيث يدور ويحتدم القتال (محاماةً عن موتى وماضٍ ما زال حيَّاً يُرْزَق في حاضرنا ومستقبلنا) بانَت لنا "الحقيقة" عارية من الوهم؛ فما هي إلاَّ حرب لـ "الوَصْل (الجغرافي)" بين "دويلة الساحل" وبين معاقِل الحزب، وفي مقدَّمها "معقل الهرمل"؛ فـ "مجاهدوه" احتلوا من الأراضي السورية المحاذية للبنان ما يمكن أنْ يكفي لإقامة "شرائط جغرافية" تَصِل "دويلة الساحل" بمعاقله اللبنانية (الهرمل على وجه الخصوص، أو حتى الآن) وبـ "معقل بشار" في العاصمة؛ وموانئ "دويلة الساحل"، وفي مقدَّمِها ميناء طرطوس، تَصْلُح للتأسيس لعلاقة استراتيجية، في شرق المتوسط، بين روسيا وإيران، تَنْتَفِع منها هذه "الدويلة" و"حزب الله".
ورُبَّما لا تكون هذه النتيجة هي نهاية هذا المسار؛ فإنَّ ما يشبه "المجال الحيوي" لهذه "الدويلة" يمكن أنْ يُقام؛ فنرى "دويلة الساحل" على شكل "قوَّة احتلال" في أجزاء ومناطق أخرى من الأرض السورية؛ ونرى اللاجئين والنازحين عاجزين عن العودة؛ خَوْفاً من بطش "قوَّة الاحتلال"، ولأسباب موضوعية، في مقدَّمِها خراب ودمار "المكان" الذي يريدون العودة إليه؛ ورُبَّما تَلِد المأساة مهزلة، فتُصْدِر الأمم المتحدة قراراً كقرارها الرقم 194، تؤكِّد فيه حقَّ اللاجئين (السوريين) في العودة أو التعويض!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه نتيجة الاسلام السياسي
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 4 / 20 - 12:08 )
احلام دويلات الخليج الفارسي في تأسيس الدولة الوهابية العالمية أندحرت وزهقت معها الشعوب السورية والعراقية، وكذلك ألحقت أضرارها على مايسمى الشعوب الإسلامية من چچنيا في روسيا و إلى ميندناو في فلپين!
ماتعلم الأنسان المسلم والمستسلم في هذه البقاع البعيدة والغابرة والقريبة منها هو الإنتحار والإنفجار و كيفية صناعة الدمار على طريقة {عليّ وعلى أعدائي ياربي} ما عدى إيران لأنها شيعية لا تعتقد ب الإنتحار وإنما الفلاقة وضرب الصدور والقفى للحسين الشهيد والهريسة العاشورية. وقد أندحر الإسلام قبل تعرشها لكونها دينا متخلفا و مخيفا بكل معانيها: رسولا، كتابا، فلسفة، فكرا، أقتصادا، وحكما.

اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي