الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة التغيير

سليم سوزه

2014 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لابد لنا من هكذا لحظة لنلقي القبض فيها على انفسنا متلبّسين في جرد خياراتنا والمطروح. نتعلم صناعة الممكن ونحترف مهنة الاختيار، فالمواقف لا تبنى بالصدف ولا بالامنيات، بل بالتفكير العميق الناشىء من مقدماته الموضوعية. نحن في خضم ثورة نفسية كبيرة، من اليوم الى الثلاثين من نيسان القادم، بانت مقدماتها في رسائل بعض الاصدقاء وقراراتهم في العبور الى رصيف المدنية، رصيف العقل والحكمة.

معركة تهيئة النفوس لاستقبال حالة جديدة اصعب دوماً من عيش الحالة نفسها. اصعب لانها عملية تحويل بطيئة من وضع نفسي خامل تعوّد القبول بمحيطه الى وضع جديد مجهول. بالنسبة لنا كعراقيين جرّبنا هكذا شعور اكثر من مرة. كنا مترددين في اغلبها. خائفون لاننا لم نتعرف على التغيير بعد. انه كابوس قائم على مفردات سيئة، السحل والقتل اهمها.

القلق والتردد والخوف الذي يتملّكنا في انتخاباتنا القريبة القادمة ليس لاننا لا نريد التغيير، بالعكس فكلنا اكتوى بحكومة فاشلة فاسدة، فشلت في حماية نفسها قبل ان تحمي شعبها، بل لاننا لم نأمن بعد على وضع طوائفنا وقومياتنا.
ثمة هاجس مخيف ما زال يهدد وضع "الطائفة" في هرمية المجتمع العراقي.
الشيعة يخافون من عودة الهرمية السابقة والسنة يرونها معادلة ناقصة همّشت موقعهم الاجتماعي.
فهم مقبولون كأفراد لكن طائفتهم غير مرحب بها. هكذا يتصور ابناء السنة في العراق. وعليه يعملون بشغف لحماية طائفتهم من خطر البقاء في قعر التأثير السياسي، فيما يستقتل الشيعة للحفاظ على مكتسباتهم الجديدة.

اعترف بجرعة التطرف الموجودة عند بعض اتباع الطائفتين لكني اجزم بأن كليهما اجمالاً قد سئما وضاقا ذرعاً بسيطرة "الجامع" على قرارهما السياسي. كلاهما يريدان المدنية ويريدان التغيير لكنهما خائفان قلقان على وضع طائفتيهما الاجتماعي. هما بانتظار اللحظة المناسبة التي يعلنا فيها للعالم عن خلعهما لربقة الاسلام السياسي من عنقيهما.
لحظة نفسية خطيرة تشبه لحظات الطلق عند النساء قد تعصف بخيارات الفرد الحالية مرة واحدة فيبدأ الزحف نحو صناديق التغيير راغباً.

هي طبعاً مهمة ليست سهلة ابداً لانهم يعيشون في ذات البلد الذي يعيش فيه المأزومون وكسالى التغيير. يخوفونهم ببعبع "الطائفة" الاخرى. يقولون لهم ستخسرون عدداً من مقاعد "طائفتكم" لحساب قوائم ركيكة غير شعبية. ستبتلعون الطعم وحدكم، فأبناء "الطائفة" الاخرى لن ينجروا الى رصيفكم المدني هذا.

ربما سينتصر كسالى التغيير مجدداً، لكننا لسنا في عجلة من امرنا، فمشروع الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة.
الاهم في اي عملية تغيير هو القبول النفسي لاستقبال ذلك التغيير وانا ارى هذا القبول شامخاً يلوح في افق وعينا العراقي هذه الايام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة