الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خنادق

واثق الجلبي

2014 / 4 / 20
الادب والفن


خنادق
تروي لنا الروايات عن الملاحم الحربية القديمة والمعارك الضارية التي سجلها التاريخ انواعا كثيرة من الخطط العسكرية التي يقوم بها الفريقان المتحاربان وصولا الى الفوز في تلك المعركة ومن تلك الخطط والتدابير هو عملية حفر خندق او مجموعة خنادق .. تفاديا لاقتحام الجيش المقابل الصفوف .. وهنا نسأل هل إتخذ قادة الاحزاب والكتل السياسية خططا بديلة في حالة فوزهم أو خسارتهم في المعركة الانتخابية المقبلة ؟ من جهة أخرى هل إتخذ الشعب تدابيره للنهوض بالعراق من خلال انتخاب المرشح الافضل ؟ كثرة الخنادق في العراق تدعو الى الريبة والشك في صلاحية كل هذه الخنادق ومدى قابليتها على تأمين فرصة واحدة للنجاة .. اذا فالخنادق هنا هي فكرية وروحية وثقافية وهي متداخلة بشكل رهيب قابل للزيادة والتكثيف وصولا الى غاية ألا وهي الحفاظ على شيء .. ما هو هذا الشيء ؟ وهل يستحق منا أن نحفر الخنادق ونبهرجها للحفاظ عليه ؟ اولا هو ليس شيئا واحدا بل عدة اشياء وثانيا في اطار هذه الحرب الزمنية التي لن تنتهي علينا ان نقوم بايجاد خندق خيالي يحيط بكل ما نحب ان يبقى معنا ويرافق رحلتنا اللانهائية وهنا تبرز عملية وضع التدابير اللازمة للحفاظ على هذا الخندق من التصدع والانهيار .. الوعي الجمعي يقود البشرية لوضع خنادقها الضرورية منه وغير الضرورية حفاظا على المكتسبات وبصورة دائمة والخندق الثقافي اشد قوة من خنادق الصخر والاشواق وغيرها من الاشياء المادية ... هنا علينا ان نتوخى الحذر من اي خندق نريد بناءه .. لا بد لنا من وضع خندق نحفظ به اولادنا من تخندقات الآخرين الذين يحاولون جرّ هذا النشء الى مديات خطيرة ولا ننسى انفسنا فالدفاعات لا بد ان تكون بمستوى الهجوم الفكري والثقافي المعادي وتاتي حصيلة الوعي الجمعي بثمارها إذا ما تعاون الجميع في كشف خنادق الذين يريدون السوء بهذا الوطن . الملفت للنظر هو ان الاطفال لديهم خنادق وبنادق ويسعون الى تحصين دفاعاتهم بكل شيء يرونه مناسبا لعملية اللعب التي سرعان ما تتطور وتنمو وتزدهر لتصبح خندقا او مجموعة خنادق بنيت منذ الصغر لتتنامى مع الكائن البشري للتحطمه ولتقيده فيشعر حينذاك بالعجز من تجاوز الخندق الذي حفره بنفسه وليقضي بقية حياته محصورا في زاوية لا تعطيه من الحياة سوى ان يتمنى ان يموت.


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو