الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صبرا آل غرداية

فوزي بن يونس بن حديد

2014 / 4 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


صبرا آل غرداية فإن موعدكم الجنة، صبرا على البلاء الذي ألمّ بكم، صبرا على همج الرعاع، فقد علّمكم أجدادكم الصبر حتى خبرتموه وأصبح من سماتكم، فاصبروا وما صبركم إلا بالله، واصبروا على ما أصابكم، واصبروا وصابروا ورابطوا، فقد صبرتم على الصبر ذاته حتى أضحى العدو في حيرة من أمره، صبركم يقتله، أخلاقكم العالية تمرغه في التراب، نظرتكم البعيدة مزقت خطته، وحدتكم أرهبته، ثقتكم بالله جوّعته، حبّكم لكتاب الله جنّنه، وقوفكم صفا واحدا شككه في نفسه، كان كسراقة الذي ركض خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهم بقتله ولكن الله عز وجل قد حماه، فأنتم بنو عبد الرحمن بن رستم وعبدالوهاب وأفلح وأبو الخطاب عبد الأعلى المعافري وأحفاد أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي والإمام الأكبر جابر بن زيد رضي الله عنهم والحبر عبد الله بن عباس لتصل السلسلة الذهبية لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، أنتم علّمتم العالم كيف يصبر الإنسان على الأذى دون جزع أو صراخ أو عويل أو بكاء، فالمجد للإباضية الأشاوس الذين لا يعتدون على الآخر أبدا مهما ارتد وأرعد وأزبد إلا بمقدار ما يدافعون عن أنفسهم والتاريخ شاهد على بطولاتهم.
ما فعله الرعاع في غرداية الآمنة هو الفعل نفسه الذي يقوم به البوذيون في بورما وما يفعله المسيحيون في إفريقيا الوسطى بالمسلمين، هؤلاء يعبثون ويعيثون في الأرض فسادا كفرعون وقارون وهامان، لا يهدؤون ولا يتورعون لأنهم تربوا على الحقد والكراهية، فنزع الله سبحانه وتعالى من قلوبهم الرحمة وزاغوا فأزاغ الله قلوبهم، ظلموا واعتدوا على البيوت والنساء والأطفال والشيوخ والشباب ونسوا أن من روّع مؤمنا روّعه الله يوم القيامة، ومن اعتدى فإنما يعتدي على نفسه، وسيلقى جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، هذه الجماعة يقودها هولاكو جديد ظهر اليوم، زعم أنه الرجل الحديدي الذي لا يقهر، زعم أنه سيخلد ونسي أن النمرود قتلته ذبابة، جماعة تكفّر من تشاء وتدخل الجنة من تشاء على نهج أسلافهم الصم البكم، اشتروا الضلالة بالهدى فأصابهم العَمَهُ، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين، ساروا على نهج التكفير والتبديع دون دراية أو تحقيق، يثيرون الفتن ويقطعون السبيل وما أمر الله به أن يوصل، أولئك المفسدون والظالمون لأنهم قوم لا يفقهون، ولسائل أن يسأل: لماذا هذه الهجمات على البيوت والمحلات؟ ما الذي جناه أهل غرداية حتى يبتلوا؟ من وراء هذه القطعان أهي الوهابية المقيتة أم الدولة؟ من كان وراءها لا يعترف بحق الإنسان في الحياة فضلا عن حقه في التعبير عن الرأي واختيار الطريق الذي يريد، فهو ما دام لا يعتدي على الآخرين بقول أو فعل فهو آمن، ولأن هؤلاء لا يفقهون الحياة، أجساد تمشي بلا عقول، تسيرهم عقول أضل فهي كالأنعام أو أضل سبيلا، لا تعرف للحق طريقا إلا طريق الشيطان الذي يفرق بين الأخ وأخيه وإثارة الفتن وزعزعة الاستقرار وبث الخوف والرعب في قلوب العباد.
دعوا الكلاب تنبح والذئاب تعوي فإنها لا تستطيع أن تهز عرشكم، ولا تقدر أن تمسّكم بسوء فإن تحركاتهم هي أوهى من خيوط العنكبوت، يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو، فاحذروهم، واتقوا فتن أهل الأهواء والبدع فإنها تنثر السموم وتنشر الشوك، دعوهم يتمرغون في التراب يصيحون كالمرأة التي مات عنها زوجها تنوح وتعوي ظانّة أن فعلها سيرد زوجها للحياة، كذلك يفعلون ولا يجنون من وراء أعمالهم إلا الخزي والعار، وتلحقهم اللعنات والدعوات من الخيرين من هذه الأمة، فتصيبهم بمقدار ما يعتدون، رعاع وهمجيون لا يرتدعون لأن الشيطان أغراهم ووسوس لهم كما وسوس للكفار يوم بدر وحين رأى رقاب الكفار تتناثر يمينا وشمالا وأن الملائكة الكرام جاؤوا دعما للأبرار، فزع وفزعوا وأدخل الله الرعب في قلوبهم، همّوا بالرجوع فلم ينالوا إلا الخيبة والخسران.
تذكروا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين آذاهم المشركون فصبروا واحتسبوا أمرهم لله، فنالوا الأجرين جزاء صبرهم، وأعزهم الله في الدنيا والآخرة وعندما أذن الله لهم القتال نصرهم نصرا مبينا، فالنصر حليفكم وإن طال وأبشروا فإن الله معكم وتحية كبيرة لأولئك الأبطال الأشاوس، الذي جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، استشهد منهم من كان حافظا لكتاب الله ويبقى حيا في السماء كما وعد رب الإنس والجان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ


.. شاهد| اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة والاحتلال وسط قطاع غ




.. الداعية الأزهري رمضان عبد المعز: ابن تيمية جاء في ظروف قاسية