الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*لحسانة بلا ما * والإنتحار

سيومي خليل

2014 / 4 / 21
حقوق الانسان


الكاتب : سيومي خليل
*الحسانة بلاما *والإنتحار
-------------------------------------------
أقدم شاب على الإنتحار في إقليم بنسليمان،وبالضبط في مركز سيدي بطاش. سبب إنتحار الشاب هو قيام قائد المركز بحلق شعر رأسه . السؤال الذي يراودني في هذه الواقعة ،هو التالي ؛من الذي ارتكب جرما أكبر المنتحر أم القائد الذي قص شعر الشاب ؟. أو بصيغة آخرى ؛ هل الإنتحار أسوا أم قص الشعر ؟؟.

سيبدو جوابي غير متوقع عند كثيرين ، لكنه جد منطقي ،وله ما يبرره .

شعر الشاب وإن قص يمكنه أن ينمو ، وإن صفع ككلب حقير يمكنه أن ينسى ذلك ،وإن اغتصب يمكنه أن يتناسى أنه تحول لبالوعة جنسية ، وإن أهين يمكنه أن يداوي قلبه ... لكن رغم كل هذا يبقى قص الشعر هو أسوأ كثيرا من فعل الإنتحار في هذه الواقعة .

يمكن أن أقول أن قص الشعر هو فعل أكره عليه الشاب ، رأى فيه إهانة لوجوده الخاص ، رأى فيه تطاولا على صلاحياته الشخصية ، وتطاولا على تصوره لجسده ، وتطاولا على مفهومه للجمال ولتصور الآخر له .

هي إذن عودة لزمن القياد الذين تطال أعناقهم عنان السماء تكبرا ،والذين يعتقدون أنهم ظلال الله في أرضه .

هل هناك مسطرة قانونية تسمح للقضاء بالحكم بقص شعر المذنب كي تكون شماعة هؤلاء القياد وهؤلاء الماضويين في تفكيرهم ؟؟. لا أعرف إن كانت هناك مسطرة جنائية ،ولا يهمني أن أعرفها ، لأن الأمر في البدء والمنتهى إنتهاك لحق الفرد في التعامل مع جسده كما يريد .

إستدعت وزارة الداخلية هذا القائد للتحقيق معه .هل عودتنا وزارة الداخلية بتحقيقات جدية ؟ إن وزارة الداخلية دائما ما تخرج بتحقيقات مهادنة ، تدر الرماد في العيون ،وتترك الحزن في مآقي الثكالى والمتألمين .

أتوقع أن التحقيق سييكتب بهذا الشكل :

إلى الرأي العام المحلي والوطني
لقد أفجعتنا حالة إنتحار الشاب المسمى ---والذي كان يعاني من إضطرابات نفسية شديدة جعلته يعتقد أن قص شعره هو شبيه بأخذ قلبه منه ، والواقع أن قائدنا الوفي كان يرغب في تحسين جمال الشاب ...

هذا هو منتهى إنتهاك كرامة الفرد .

أن يتصرف قائد دون العودة إلى القوانين المنظمة لعمله والمجحفة أصلا ،وأن يعمل مزاجيته ،ورغباته المرضية ويسقطها على شاب ،ويبدأ بقص شعره الذي ربما يفتقده هو ،يعني أننا لم نغادر زمن خربوشة وزروالة والقايد سي عيسى والعسس المنتشر في كل مكان .

لا يمكن لأحد أن يقنعني أن عملية قص الشعر الذي بدأنا نسمع بها ،هدفها أخلاقي ؛فما علاقة الأشكال بالأخلاق ؟؟؟ سيقول القائد ،مثل آخرين غيره ،إنه محافظة على القيم والأخلاق ... يا سلام .القيم التي أردتموها أن تقف عند حدود الشكل لا غير ؛ حجاب، لحي ، مسكنة ،لبس أفغاني ...يا لغرابة هذا العالم حين تكون الأخلاق مرتبطة بخرق بالية أو بقصر الشعر وطوله .

إنتحار الشاب هو بكل بساطة بسبب إحساسه بانعدام الأمان في هذه الحياة ،وإنعدام الأمان يأتي حين تتغير وظائف الذين من الواجب عليهم حمايتنا وتوجيهنا إلى سياط على أجسادنا .

إصرار بعض المحسوبين على الداخلية على تبني *القايد سي عيسى المستبد * داخلهم ،وتقمصه كشخصيتهم الأثيرة ،هو رجوع إلى زمن الحجر والوصاية . ربما توقف الزمن عند هؤلاء القياد ، ولم يعد يمثل لهم التغيير شيئا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر