الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية الانتخابية / 5 ... التغيير

اسماعيل شاكر الرفاعي

2014 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية




تصدّر شعار : التغيير ، حملات المتنافسين الانتخابية ، يلح عليه الاسلاميون بالقوة نفسها التي يلح بها عليه العلمانيون والمستقلون في برامجهم الانتخابية وفي مقابلاتهم التلفزيونية ...
لمذا هذا التسابق المحموم على رفع شعار التغيير ؟ ..
في رأينا ان الالحاح على رفع شعار التغيير يشير الى : ــ
اولاً / تحوله الى قناعة شعبية عامة وشاملة ، تم تحويلها الى دعاية انتخابية من قبل المتنافسين على دخول البرلمان ...
ثانياً / مثلما رفع الاسلاميون شعار : " الاسلام هو الحل " ورفع الديمقراطيون شعار : " الديمقراطية هي الحل " ، ترفع الاحزاب والكتل السياسية المتنافسة في هذه الدورة الانتخابية شعار : " التغيير هو الحل " ...
لكن هل تدرك هذه التنظيمات خطورة ما ترفعه من شعار ؟....
يأتي التغيير كتتويج لمرحلة تاريخية استنفدت كل طاقاتها ولا تستطيع ان تعطي شيئاً جديداً : فغالبية الامة تشعر الآن بالعجز وبالشلل الذي اصاب مرافق الدولة ، وانها لا تستطيع البتة الاستمرار بالعيش تحت ظل ما دأبت السلطة السياسية على اتخاذه من قرارات ...
شعار التغيير المرفوع من قبل الجميع هو مفهوم سياسي لمرحلة مقبلة يتم فيها اتخاذ جملة من القرارات المتعلقة باحداث قطيعة مع المرحلة السابقة ( 2010 ــ 2014 ) التي انشطر فيها المجتمع الى كيانات ، وكان الهم الاساسي لأحزاب هذه الكيانات يتمثل بحماية الكيان من تآمر الكيانات الاخرى عليه .. وحين يطغى هذا الهم على اذهان سياسي كل كيان يصبح : العجز والشلل على المستوى الوطني هو النتاج الفعلي لهكذا علاقة تغيب فيها صورة الدولة ، ويكاد حضورها يتلاشى وهو اقسى فشل يواجهه مجتمع ما ...
وفق هذا المنطق الذي أشاعته أحزاب الكيانات : يكون العجز والشلل نتيجة لمرواحة ساسة كل مكون اجتماعي في خندقه ، والخوف من عبوره ، اذ الطريق الوحيد امام هذه المكونات الاجتماعية هو طريق العبور لملاقاة الطرف الآخر والحوار معه حول المشاكل لايجاد حلول لها ...
من هنا نرى بأنّ رفع شعار التغيير من غير ان تمارس الاحزاب المتخندقة خلف تأويلاتها الطائفية نقداً ذاتياً لمسيرتها لا يعني في الدورة القادمة سوى مواصلة البرلمان لحالة الشلل التي اوقفته عن التشريع ودفعته الى لعبة النقض الدائم لما يتم اقتراحه من قوانين ...
هل من ضرورة وطنية يتضمنها رفع شعار التغيير اذاً ؟
نعم يتضمن شعار التغيير ضرورة وطنية قصوى للخروج من دوامة الازمات وما خلفته من عجز وشلل ، ولكن هذا الشعار يظل تغييراً يتم من وراء اسوار وخنادق الطوائف والاثنيات ان لم يتم عبورها ، ذلك لأن التغيير الحقيقي هو التغيير الذي يتم على المستوى الوطني ، وهو ما نشك في حدوثه ان لم يسبقه عبور فعلي لخطوط الطول والعرض التي رسمها سياسيو حقبة انتخابات الدورات السابقة ...
فالتغيير من زاوية النظر هذه سيظل تغييراً محصوراً بالافق الطائفي والاثني : تغيير وجوه بوجوه ، فهذه الكيانات لم تتحول بعد الى دول وما زال اسم العراق يضمها جميعاً بما يعنيه هذا الاسم من معنى وما يشير اليه من دلالات سياسية تتعلق بالدستور الواحد الذي لا يبيح لكل ساسة مكون من ان يتخذ من القرارات ما يعزز بها حضوره السياسي او قل شد قبضته على مكونه ، ولا نفع فيها للبلاد ككل ...
من هنا نرى بأن رفع هذا الشعار لم يكن في محله ، فصراعلت القوى التي أجبرتها على اعادة التحالف لا تحل مأزقاً ولا تقود التى تغيير حقيقي ، طالما ان الهدف منها ــ وهي لم تعلن تقداً ذاتياً ــ تغيير وجه المالكي بوجه آخر ...
ماذا يعني للبلاد تغيير الوجوه سوى انه يصب في الصراع على الامتيازات وما تحوزه هذه الامتيازات من جاه وثروات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس