الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماضي يقرع بابي

سمير هزيم

2014 / 4 / 22
الادب والفن


كنت جالسا بأحد البارات .. وبجانبي شاب من عمر اولادي ..
كنت أتحدث مع البارمان عن عملي في الماضي وإنني أقمت فترة من الزمن بإحدى الدول الأوربية ..
وتحدثت له عن عملي في السفارة السورية في موسكو ... التفت الشاب نحوي .. وتدخل بالحديث . ...
وسألني اذا كنت اعرف الدكتور عادل ..
قلت له اعرفه ولكن معرفة بعيدة .. قال الشاب : أنه ابي .. وقد عمل الاختصاص في موسكو ...
تلعثمت ولم اعرف ان أتكلم ..
رجعت بالذاكرة الى ماقبل 32 سنه عندما كنت شابا في العشرين من عمري ..
( ((( وتذكرت صديقتي في الجامعة التي كنت احبها ... وبقينا على علاقة وطيدة قرابة السنتين الى ان قالتلي ..
سيأتي اليوم شخص ليخطبني .. سألتها من هو .. قالتلي الدكتور عادل ..
يومها كنت صغير ولم افكر او تخطر ببالي فكرة خطبة او زواج ..
وانا بالأصل غير جاهز للخوض في منافسة مع هكذا دكتور لديه عيادة ومنزل وسيارة . ...
بينما انا اعمل بالصيف في لبنان كي اجمع مصروفي لباقي شهور السنة ..
وتذكرت ذلك اليوم الأسود ..حيث قلت لها مبروك ..
وذهبت يومها وجلست على صخرة على شاطىء بحر اللاذقية .. وقد ادميت يدي وانا اخربش بعصبية .. باصابعي على الصخرة ... )))))
تمالكت نفسي .. وانا في البار ..
ومع ابتسامة لم تكن صادقة .. قلت له .. انت أمك اسمها ابتسام .. ؟ .
قال نعم .. وهل تعرفها ..؟
قلت له اعرف أباك من خلالها .. فهي صديقتي ايام الجامعة ..
وما كان من الشاب .. الا ان اتصل بأمه وسلم عليها وقال لها معي واحد بدو يسلم عليكي ..
فاجأني هذا الشاب وأعطاني الجوال ...
الوووو ..
مباشرة وقبل ان أهمس بكلمة اخرى .. قالت : سميررررر ..؟
كدت ان أقع على الارض فانا لم احدثها منذ 32 سنة .. ولم أشاهدها ولا اعرف عنها شيئا على الإطلاق ..
ياالهي كيف عرفتني من كلمة واحدة بثلاثة حروف ...!!!!!!!
وتابعت الحديث وتحدثنا .. كلٍ عن أحواله لدقائق قليلة ...
وطلبت مني ان ازورها في العمل .. كان يوم خميس ..
وكان الزمن يمر ببطء شديد الى ان أتى يوم الأحد .. فذهبت اليها ..
كان يغلبني التوتر .. شاهدتها .. متغيرة تغير كبير .. لم تعد بذلك الجسم الجميل الممشوق .. الكِبٓ-;-رْ بادٍ على وجهها ..
سألتها عن وضعها الاجتماعي .. قالت زوجي الدكتور عادل أعطاك عمره منذ ست سنوات ..أنجبت منه هذا الشاب
ومن سنتين تزوجت من شخص اخر ..
وحدثتها عن زوجتي واولادي وكيف قضيت الأنثى والثلاثين سنة الماضية ..
وخرجت من عندها ..
وانا في طريق عودتي الى البيت .. اتصلت بي .. وقالتلي .. اشتقتلك ..
أصبت بارباك كبير ..
انها الفتاة التي كنت احبها في مقتبل عمري وحزنت يومها انني لم استطع الزواج منها .. وأخذها مني شخص اخر ..
فتفجر الم الماضي بداخلي كالبركان ...وتحول الى حقد ورغبة بالانتقام ...
هل أشن الهجوم المضاد .. بعد ان قوي عودي ...
تمنيت ان يكون مايزال الدكتور عادل على قيد الحياة .. كي أأخذها منه .. ؟
لكن مآذنب هذا الزوج المسكين ..؟
بقيت متأثرا بالأمر ..
ياالهي .. ماذا يحدث وما هذه الصدفة .. ؟
بعدئذ .. صرنا نلتقي يوميا عندها في المكتب .. .
وتطورت العلاقة بيننا ..
اه .. انا أخون زوجتي ..
اما هي فما ان قررنا ان نجدد العلاقة ..
ذهبت الى زوجها وطلبت الطلاق ..
وقد استطاعت الحصول عليه خلال اسبوع بالمخالعة الرضائية ..
قالت لي ... انا لا أخون ولن أخون ..
أريدك انت وأريد إقامة علاقة معك...
ولا اسمح لنفسي ان أخون ...
قلت لها : وماذا عني .. ؟
قالت انت رجل ولا يعيبك شيء ..
اريد ان أصحح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحقك وحق نفسي ..
سمير .. انت لم تغب عن بالي ولا يوم ..
كنت احلم بك كل يوم ...
مع كل قرع جرس ... او رنين هاتف ..
احلم بيوم اتٍ .. اني سأسمع صوتك ..
اثنان وثلاثون عاما وانا انتظر هذه اللحظة ..
أرجوك يا سمير لا تخذلني ..
اعرف انك مرتبط ...
ولن أمانع ولن أسبب لك اي ازعاج ... ولن اطلب منك شيئا ..يؤذي أسرتك ...
اريد فقط ان تمنحني يوميا ساعة واحدة من وقتك ..
ضعفت ارادتي ....
مابين عشق الماضي البعيد .. وانفجار الألم الكامن بداخلي ..
وبالفعل تجاوبت معها ... ولبيت رغبتها أسابيع قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ...الى ان تدخل القدر .. وتعرضت السيدة لازمة صحية .. نزيف دماغي ( ام دم ) اقعدها .. وتسبب لها بشلل نصفي ..
بقيت معها سنتان أأخذها الى المشفى واواسيها واطعمها .. واجلب لها المعالج الفيزيائي .. بالتناوب بيني وبين ابنها ...
وكنت أؤمن كل متطلباتها من دون علم احد ..
في تلك الأثناء كانت زوجتي قد انتبهت انني أغيب عن أنظار الجميع وعن اقرب أصدقائي لساعات طويلة...
كان الشك يساورها انني على علاقة ما ..
مع سيدة ما ..
كان الأحراج كبير ..
فانا حريص على بيتي ..
حتى أصدقائي ضاجوا مني .. وهم يتساءلون اين تختفي كل يوم ..
وكلما شاهدوني يقولون لي ...
احكيلنا ...
لا احد يعرف قصتي .. حافظت على السرية المطلقة ..
قررت ان لا اترك ابتسام لقدرها من دون مساعدة مهما كلفني الامر ..فليس لديها احد سوى ابنها الشاب .. الذي يدرس في الجامعة ..
وفضلت البقاء معها ...بالرغم من كل الصعوبات ..
وقدّرت الم زوجتي التي أغاظها جداً امري وتصرفاتي ...فهي تريد ان تعرف اين اذهب كل يوم ..وانا اخترع الأكاذيب يوميا ..
وبقيت على هذه الحال الى ان تماثلت ابتسام للدرجة التي تستطيع ان تخدم نفسها بنفسها .. فاعتذرت منها ووعدتها بانني لن أتخلى عنها حتى الممات ...
متى ما احتاجتني .. ولكن من دون علاقة عاطفية ..
وعدت الى منزلي وحياتي الطبيعية .. .
وأبدأ قصة من جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال