الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استهداف الصحافيين في العراق

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2005 / 7 / 15
الصحافة والاعلام


مهنة البحث عن المتاعب تحولت الى مهنة البحث عن الموت

استهداف الصحافيين في العراق يمثل مرحلة من تصفية الحسابات السياسية بالرصاص بدلا من الكلمة.
مسلسل الاعتداء على الصحفيين العراقيين مستمر ولا أحد يتحرك بفاعلية لضمان سلامتهم و مواصلتهم عملهم دون تطولهم يد الغدر والقتل، والعنف العشوائي، أو الارهاب المنظم.
فبعد أيام فقط من قتل مخرج قناة الشرقية المبدع احمد وائل البكري الذي استشهد في منطقة السيدية غربي بغداد بعد اصابته باطلاقات نارية "أمريكية" في الشارع العام،نفذت محاولة اغتيال مراسل قناة الفيحاء في العمارة عبد الرضا الساعدي ، عندما تعرضت له مجموعة من المسلحين امام منزله بوابل من الرصاص فيما كان يروم التوجه لزيارة بعض أقاربه.
وقبل ذلك فقد استهدف الارهاب الأعمى صحافيا عراقيا مبدعا آخر هو الزميل جواد كاظم مراسل قناة العربية في بغداد، والذي تعرض الى محاولة إغتيال آثمة اصابته بثلاث رصاصات أرادت وأد الكلمة الحرة التي يؤمن بها ، قبل أن تستهدفه شخصيا.
أعرف الزميل جواد وأشهد له بسمو الأخلاق وبأدبه الجم الرفيع، وأعتقد أن محاولة اغتياله ربما جاءت بالتواطؤ مع جهات مريبة لابتزاز قناة العربية، التي تتميز تغطيتها للوقائع العراقية بكثير من الموضوعية، وبالهدوء والتوازن.
وبالنسبة للشرقية فان "الخطأ" الأمريكي يتكرر كما فعل من قبل بصحفيين آخرين،وأما "الفيحاء" فان استهداف مراسليها داخل العراق،ربما يأتي في إطار عمليات الانتقام بسبب بثه القناة " اعترافات " حول تورط جهات معينة في عمليات قتل المدنيين والشرطة العراقيين.
مهنة الصحافة تسمى بمهنة البحث عن المتاعب، وقد أسماها زميل عراقي "مهنة البحث عن الموت" بعد أن رصد ما يجري في العراق من قتل للصحفيين الذين يدفعون من حياتهم ثمن الانتماء للكلمة الحرة.
طبعا لم يكن في العراق القديم في عهد صدام حسين اي معنى للحديث عن صحافة ملتزمة، ولا نستطيع ابدا أن نقول إن الصحفيين العراقيين عانوا في النظام السابق، ما يعانيه زملاؤهم في بلدان أخرى كايران مثلا، لأن مخابرات صدام كانت هي من يسيطر على الصحافة العراقية آنذاك، ولم يكن في العراق القديم ما يمكن أن نسميه بـصحفيين مستقلين، لكن العهد الجديد أفرز حالة من تصفية حسابات سياسية راح ضحيتها صحفيون أكدوا انتماءهم للوطن وللكلمة الصادقة ومنهم طبعا جواد كاظم حفظه الله وألبسه ثوب العافية.
لا اعني أحدا من الصحفين الذين عملوا في اعلام النظام السابق اطلاقا في كلماتي التالية، واقول: إن الصحفي حتى وإن باع ضميره، وانحاز للنظام من أجل البقاء، أو لكي يحظى بامتيازات، فذلك لا يبرر ابدا قتله من قبل الذين يقفون في الضفة الأخرى، لأن سلاح الكلمة لا يواجه بالرصاص، ولن تجد في أي يوم اقوى واعلى من صوت الكلمة الحرة الصادقة النزيهة.
وهذه قائمة بسيطة بضحايا قناة العربية فقط ناهيك عن بقية من قتل من وسائل الاعلام الأخرى:
المراسل علي الخطيب وزميله المصور علي عبد العزيز، اول الشهداء الذين ذهبوا ضحية تفانيهم في العمل الصحفي وقتلهم الجنود الامريكيون.
الشهيد مازن الطميزي الثاني على القائمة. استشهد اثناء قيامة بواجبه المهني في شارع حيفا عندما قصفت طائرات مروحية الموقع الذي كان يتواجد فيه بهدف التغطية الاخبارية.
الشهيد الثالث مكتب العربية في قلب العاصمة بغداد، وبعدد منتسبيه الذين ذهبوا ضحية حسابات سياسية لبعض الجهات، لم ترق لها سياسة المحطة التحريرية، فجاء القرار بتفجير المكتب وبمن فيه كرد تحذيري كما جاء في بيان الجهة التي نفذت العملية.
مثنى ابراهيم مراسل العربية في الموصل هو الاخر نجا من محاولة اغتيال استهدفت حياته وامام عائلته قبل نحو ثلاثة اسابيع.
الهدف ماقبل الأخير مراسل العربية جواد كاظم البالغ من العمر تسعة وثلاثين عاما والحاصل على بكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعه بغداد والمذيع السابق في التلفزيون العراقي الرسمي.
وبعد جواد جاء دور مخرج "الشرقية" ومراسل " الفيحاء" في العمارة.
فهل ستتوقف القائمة عند هذه الأسماء أم أن علينا أن نشهد دائما إضافات لطابور شهداء الكلمة في العراق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ