الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية

عبد علي عوض

2014 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش الواقع العراقي حالياً إحدى أصعب مراحله، ألتي توحي بوصول مصيره إلى مفترَق طرُق، ولربما أنّ الشيء الإيجابي الذي حصلَ طيلة الفترة المنصرمة، هو إرتقاء درجة الوعي لدى الغالبية المطلقة من بسطاء الناس، ولو بصورة نسبية. وبالرغم من الإخفاقات ألتي تسببت بها قوى الطائفية السياسية والعلمانية المشاركة في إدارة الدولة، لكن لاتزال تلك القوى تتشبث للبقاء بالسلطة مع إفتضاح ولائها إلى ما وراء حدود العراق.... وللتذكير، فإنّ إستشراء الفساد بكل صوره، أصبحَ العلامة المميِّزة للحالة العراقية، بَيدَ أنّ الولاء والمساومات مع دول الجوار وصلت إلى حد تهديد حياة العراقيين بالفناء، وأعني هنا مشكلة المياه وقطعها من قِبل الجيران (الأحباء)... حينما قرأتُ بتمعّن البحث العلمي الذي نشره الدكتور حسن الجنابي والموسوم بـ (إتفاقية الأمم المتحدة حول الأنهار الدولية لعام 1997)، تأكدتُ أنّ العراق مقبل على كارثة إنسانية وبيئية... فإيران غيّرَت مجرى بعض الأنهار إلى داخل أراضيها، وتقوم بقطع المياه في الانهار الأخرى بين الحين والآخر، كورقة ضغط، على الجانب العراقي، وفي ذات الوقت نرى السلع الإيرانية تُغرِق الأسواق العراقية بفضل الأحزاب الشيعية وسماسرتها، من دون أن تتخِذ تلك الأحزاب الطائفية أي موقف وطني (الذي يتلخص بقطع إستيراد السلع والمنتجات الإيرانية) تجاه مشكلة المياه!... أما تركيا فقد إستخدمَت نهجاً أكثر تدميراً للعراق، فإلى جانب إنشائها السدود على نهري دجلة والفرات، قام رئيس الوزراء التركي أردوغان في 9/3/2014 بإفتتاح قناة مغطاة لسحب مياه نهر الفرات إلى داخل الأراضي التركية وبطاقة 90 متر مكعب في الثانية، أي 3 مليارات متر مكعب في السنة (حسبما جاء في بحث الدكتور الجنابي)!!!... هذا يعني إنْ إستمرَّ الحال هكذا، فسيتحوّل النهران، دجلة والفرات، بعد عدة عقود إلى مجرّد منخفضان أرضيان، وستقول الأجيال القادمة عنهما "كان يجري هنا نهران عظيمان .. هما دجلة والفرات!!!).. ماذا يقول أولئك المتنفذون في السلطة والمرتبطون مع تركيا بعلاقات سياسية – إقتصادية، وبفضلهم الأسواق العراقية غارقة بالسلع التركية، إضافةً إلى نشاط شركات المقاولات التركية! .. ألا يُعتبَر السكوت عمّا تقوم به تركيا في مجال قطع المياه هو الخيــــانة بعينها!.. عن أية وطنية يتكلمون!؟.
الشيء الملفت للإنتباه والانتخابات على الأبواب هو، إنجرار بعض العلمانيين النزيهين، وراء قوى الاسلام السياسي، ولا ندري إن كانت تلك القوى قد وعدتهم بشيء من الإغراءات!... مع إحترامي لهم، عليهم أن يعوا، أنّ القوى الطائفية والأثنية ليست المتسببة بجميع المشاكل، إنما وجودها على الساحة السياسية العراقية هو المشكلة، لكن نرجسية أولئك العلمانيين، جعلتهم ينقادون نحو ما هو غير مشرِّف... وهم يعلمون جيداً أن إنقاذ العراق والعراقيين لايتحقق إلاّ بوصول القوى المدنية الديمقراطية إلى السلطة، وفي مقدمتها – التحالف المدني الديمقراطي – صاحب البرنامج الوطني الغني والمتضمِن للحلول العلمية الواقعية لكل معضلات العراق وشعبه المُغيَّب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش