الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطباعات سينمائية : الشخصية الروائية في السينما

سعدي عباس العبد

2014 / 4 / 22
الادب والفن


لا شك انّ السينما او الفن السابع تعدّ من ارقى الفنون , وذلك لما لأستيعابها او احتوائها لاشكال سائر الفنون , من اهمية , ارتقت بها إلى المصاف الذي هي عليه الآن.. فهي شكل فني قائم بذاته رغم توافرها على العديد من الاشكال الفنية . الاشكال التي تحدد ملامحها, وتجعل منها شكلا فننيا يتفرد بسماته التي تميّزه عن الاشكال الفنية المجاورة . رغم انّ تلك الاشكال تدخل في صميم تقنيتها وخواصها , وتأخذ مساحة جمالية واسعة من تكوينها او معالمها التي تمنحها علامتها او شكلها الفني المتميز ..فاشكال فنية قائمة بذاتها , كالموسيقى والعمل الروائي , وهذا الاخير هو المحور الذي نحن بصدد معالجته او الذي يدور حوله الموضوع . فمما لا شك فيه على الاطلاق , انّ الفيلم السينمائي يعدّ العمل الروائي احد العناصر الفاعلة التي تمنح الفيلم هويته الابداعية والجمالية . بالرغم من انه يشكل مع بقية العناصر الفنية الشكل النهائي للسينما . ويسهم معها في رسم ملامح الفيلم .. لكن جودة الفيلم من عدمه لا تتوقف على اهمية وجودة الرواية فحسب , فجميع الاشكال المساهمة في انتاج وصناعة الفيلم , معنية بالامر .. ولكن ثمة امرا على درجة كبيرة من الاهمية ينبغي الإشار اليه ,. ذلك الامر يتعلّق على نحو ما ,بالروايات التي بطبيعة بنيتها ومحتواها و شكلها لا تخضع للتقنية او المعايير السينمائية , لا سيما فيما يتعلق بالموضوع الروائي , فالعديد من الروايات التي أُعدّت للسينما . لم تحظَ بذات الشهرة التي تمتعت او احرزتها الرواية . ولم تلاقِ صدى يذكر لدى المشاهد . وذلك للفجوة الواسعة الفاصلة بين الشكلين الفنّيين , التي اربكت المقاسات الفنية . ثمة اعمال روائية على درجة من التقنية لا تناسب السينما , فضلا عن الموضوع الروائي المعالج .. فكثيرا ما اساءت السينما للرواية او حسرت من مساحتها على مستوى التلقي . فالذي شاهدها كعمل سينمائي فاشل , علقت في ذهنه صورة الفشل وانسحب ذلك الفشل على الرواية غير المقرؤة بالنسبة للمعني .. ولا نعني هنا القارىء للرواية ..فالفيلم بقدر ماالحق الضرر بنفسه , فهو بذات القدر انّ لم يكن مضاعفا أضّر بالرواية ..فمثلا رواية .. كالمستنقع لحنا منيا . تعد من اجمل ما كتب حنا مينا او تصنف في خانة الروايات التي حظيت بصدى طيب على المستويين المتلقي والناقد ..ولكن سينمائيا لم تحرز ذات القدر من النجاح .. وهذا الامر ينطبق على العديد من الروايات .. فالرواية شكل فني قائم بذاته . كبقية الاجناس الفنية , تتمتع بخواص وسمات على مستوى التقنية مغايرة لتقنيات السينما . فضلا عن انها جهد فردي يمتلك رؤية موحّدة , على العكس من العمل السينمائي الذي يتطلب تظافر جهود جماعية كفريق متجانس .. تقودهم رؤية المخرج للعمل والتي يسهم باقي اعضاء الفريق في بلورة تلك الرؤية .. فالمصور السينمائي مثلا على دراية مسبقة بثقافة ورؤية ومزاج واسلوب عمل المخرج .. لهذا نجد بعض المصوّرين يقرأون ما يدور بخلد المخرج او يقرأون رؤيته قبل ان يفصح عنها حتى . وذلك متأتي من تطابق او تجانس الرؤى على الاقل في حدها الادنى ..ولذلك يكون تصوير المشاهد على درجة من الدقة والجمال .. فمخرج مثل فيليني كان لا يحتاج لتوجيه مصور افلامه . في كيفية معالجة المشهد عبر الكاميرا ..الراوية ليست بحاجة لكلّ ذلك .. فهي كما اشرنا عمل فردي تماما .. يعتمد الخيال في نسبة كبيرة من الاحداث والجو العام وبناء الشخصيات . فضلا عن الوقائع المستمدة من الارض ..والرواية اضافة لما مرّ ذكره توفر للمتلقي حرية واسعة ومتعة في رسم ملامح الشخصية الروائية . عكس السينما تماما فهذه الاخيرة تحد تماما من سعة الخيال .. فتفرض منذ البدأ ملامح الشخصية الروائية المعدّة للسينما .. فالمشاهد ليس بمقدوره انّ يسهم في انتاج ملامح الشخصية او حتى تحديد شكل اختياراتها ومزاجها او ميولها ..بينما في قراءة الرواية فالامر مغاير .. حيث تنهض مخيّلة القارىء بانتاج ملامح الشخصية فضلا عن المعنى .. فشخصية زيطة احد ابطال رواية زقاق المدق والتي اعدت للسينما . اجهضت مخيّلة المشاهد القارىء , اقصد قارى الرواية ...فكل من شاهد الفيلم .فلم تبارح مخيّلته شخصية الفنان توفيق الدقن الذي نهض بتجسيد شخصية زيطة الروائية ..فزيطة السينمائي ازاح او محا زيطة الروائي .. وبذا امحت السينما متعة المخيّلة او اجهضت عند المشاهد القارىء متعة انتاج ملامح الشخصية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07