الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلفزيون ومفهوم السلم الاجتماعي

طه رشيد

2014 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يزداد عدد المشاهدين للتلفزيون يوما بعد يوم، ويندر ان يخلو بيتا من هذا الجهاز العجيب، حتى في القرية والقصبات النائية، وخاصة بعد التطور الهائل الذي حصل في التقدم الصناعي والتقني والفني وظهور المئات من القنوات الفضائية التي تبث برامجها على مدارالساعة ( في ايام طفولتنا السعيدة والبعيدة .كانت برامج التلفزيون تبث لمدة 6 ساعات تقريبا من 6ـ 12 ليلا . لم يكن في القرية التي اقضي فيها عطلتي الصيفية، انذاك، الا جهاز تلفزيون واحد في المقهى وكنا ندفع عشرة فلوس اجرة الدخول والمشاهدة وكنا نفترش الارض وحصتنا افلام كارتون وحلقومة لكل منا . يا لسعادة طفولتنا ! كانت القرية لا تعرف الكراهية وهي تغفو بين نهر ديالى وخريسان على فراش وفير من سلم اجتماعي ومحبة وتآخي، وتحولت الان بقدرة قادر الى وكر للارهاب !).
السعر البخس في هذه الايام لجهاز التلفزيون من جهة وزيادة القدرة الشرائية للمواطن من جهة اخرى ساعد على انتشار هذا الجهاز حتى وصل الامر بان تمتلك اكثر العوائل اجهزة عدة في المنزل الواحد.
واذا ادى انحسار السينما وقلة صالاتها " وخاصة في العراق" لصالح انتشار التلفزيون فان ظهور الانترنيت وتشعباته الممثلة باليوتيب والانترنيت والتويتر وغيرها ، فانها هي الاخرى لم لم تسرق من التلفزيون عدد كبير من المشاهدين لعدم اتساع رقعة الانترنيت داخل البيوت العراقية لاسباب عديدة نحن في غنى عن مناقشتها في هذا المقال.
ومن هنا تأتي خطورة هذا الجهاز السحري ، لما يقوم به من دور اساسي لعملية اعادة انتاج وعي المشاهد.. العوائل مسمرة امام الشاشة الصغيرة يتابعون افلام الكارتون والاغاني والاخبار والمسلسلات والبرامج الدينية ..كل حسب هواه كما يعتقد البعض، وينسى البعض الآخر بان المتحكم الاساسي بصياغة الصورة واعاد ترميمها وانتاجها والوصول الى اعماق وجدان المشاهد والتأثير في وعيه وتطويره سلبا او ايجابا هو صاحب القناة والجهة التي تقف خلف اختيار وتصنيف تلك البرامج . لا حياد في الاعلام . وهنا يأتي دور الدولة لمتابعة ، ولا اقول مراقبة بالمعنى البوليسي، البرامج التي تساهم باثارة الازمات التي تعاني منها تلك الدولة .
نحن في العراق نحتاج الى برامج تدعو الى المحبة والسلام والوئام والاصطفاف الشعبي العام والعارم من اجل عراق يجمع الجميع . اذا تنحصر مسؤولية الدولة بمتابعة ومراقبة وبالتالي منع اي قناة ذات نفس طائفي يحرض على الكراهية للطائفة الاخرى، او اي قناة ذات نفس "قومجي" لا تحترم القوميات الماتآخية في العراق منذ الاف السنين . بعض القنوات تبث، لا برامج، بل سموما محملة بكراهية طائفية وعرقية والتي تؤدي في محصلتها الى شرخ في المجتمع لا يمكن ترميمه الا بتجفيف المنابع الفكرية والفنية لتلك القنوات ومنع مواصلة بث برامجها لاي طائفة او لا قومية كانت . فالعراق كان وما زال وطن للتسامح والعيش المشترك لكل اطياف شعبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بو ناصر الطفّار وهالو سايكلبو يلتقيان جمهور باريس في حفل موس


.. بو ناصر الطفّار وهالو سايكلبو يلتقيان جمهور باريس في حفل موس




.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة