الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماوات -السماوة- تزهو بالعراق المدني الديمقراطي

طه رشيد

2014 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


سماوات "السماوة" تزهو بالعراق المدني الديمقراطي
المرة الاولى التي زرت فيها مدينة "السماوة" العراقية، كانت في صيف 1976 لتقديم مسرحية " الدولاب " من انتاج المسرح الريفي في المؤسسة العامة للثقافة الفلاحية، وتقاسمت البطولة فيها مع سعدية الزيدي والمناضلة الراحلة زكية خليفة "عمة زكية"، كتب المسرحية الفنان طه سالم وأخرجها الفنان صبحي الخزعلي. وكان معظم كادر المسرحية متهم بالانتماء، او التعاطف، مع الشيوعيين ومن هنا جاء فرح الجميع غامرا حين علموا بان المسرحية ستعرض في " نگرة السلمان ".
كان السفر الى " النگرة " صعبا جدا لعدم وجود طريق معبد سالك واضح المعالم، لقد كان طريقا صحراويا تغطيه الرمال المتحركة ولا يعرفه الا قلة من الأدلّاء، وكثرة من المهربين !
كنا نحن الممثلين ـ الموفدين نتهامس عما نعرفه عن "قطار الموت"، وعن موقف اهالي السماوة الطيبين وكيف استطاعوا ان ينقذوا راكبي ـ سجناء القطار من موت محقق ! قطار الموت واحدة من جرائم البعث الاول 1963 التي لا يمكن ان تمحى من الذاكرة العراقية . .
بيوت متفرقة قليلة تحيط بسجن " نگرة السلمان " . استقبلونا الاهالي ، على قلة عددهم، بحفاوة بالغة، وكانت البهجة على محياهم وهم يعيشون احداث المسرحية ويستمعون للموسيقى والأغاني.
سئلت احد اطفال القرية عما يرغب فعله مستقبلا فاجاب: اتمنى ان اصير شرطي سعودي!
امتداد الصحراء كان سببا في ازالة الحدود النفسية بين المناطق المتاخمة للبلدين .
كتبت حينها اول تغطية صحفية في حياتي ونشرتها في "طريق الشعب "العلنية قبل 38 سنة عن سجن " نگرة السلمان" !
قبل ايام توجه مئات من مناصري الدولة المدنية الديمقراطية، نساء ورجالا، الى مدينة السماوة، قدموا من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وطافوا بالمدينة بقبعاتهم الحمر واعلام الحزب الشيوعي العراقي وشعارات التحالف المدني الديمقراطي . فاستقبل احفاد الذين انقذوا محتجزي قطار الموت، الوفد المدني الديمقراطي بطيبة وحفاوة اكبر .
انتقل الركب في اليوم التالي الى " نگرة السلمان" باعداد مضاعفة .. الطريق معبد ولا خوف من الضياع في الصحراء . البيوت في " النگرة " تضاعفت بشكل كبير، بنايات حديثة ارتفعت . الا ان السجن قد تهاوت سقوفه ولم تبق منه سوى الجدران وذكريات طبعت على تلك الجدران.
هل يمكن ان نحول السجن متحفا ومعلما مزدوجا، لكي يكون وسام شرف للمناضلين الذين حبسوا فيه ، وشارة عار للأنظمة الدكتاتورية.
لقد ذهب الى المزبلة من فرط بتراب العراق وسيلحق به من ينوي التفريط بالعراق ارضا او شعبا.
ليس لنا نحن العراقيين إلا عراقا حرا ومستقلا وموحدا،خالي من سجون الفكر والعقيدة! عراقا تعدديا ومنتخبا، بطريقة ديمقراطية مشرفة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي