الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطلع لك القمر .. كل تقدمنا العلمي !

أحمد الخميسي

2014 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



في 16 أبريل الجاري تم إطلاق القمر الصناعي المصري " إيجبت سات" بواسطة صاروخ روسي من قاعدة " بايكنور" في كازاخستان تمهيدا لتأسيس أول وكالة فضاء مصرية، سبقه قمر أطلق في 2007 وفقد الاتصال بالأرض. بعد يوم واحد من إطلاق القمر التقى المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بالدكتور مجدي يعقوب ليناقش معه مستقبل البحث العلمي في مصر. مازال البحث العلمي عندنا متدهور ومازلنا لم نحقق شيئا مرموقا تقريبا، هذا بينما استطاعت الهند منذ ست سنوات أن تطلق مركبة فضائية إلي القمر لاستكشاف طبقات سطح الكوكب والبحث عن مياه. والهند بالذات أفضل نموذج لالقاء الضوء على مدى التدهور العلمي لدينا. أولا لأن أوضاعها العامة أسوأ بملايين المرات من أوضاعنا ولم يعطل ذلك التقدم العلمي، فعدد سكانها يتجاوز المليار نسمة، وهو مليار ممزق بين مئات القوميات والأديان والمذاهب والطوائف ويتكلم بأربع عشرة لغة علاوة على أربع وعشرين لهجة. وعاشت الهند دوما مهددة بالحروب والأطماع الاقليمية الصينية والنزاع الحدودي مع باكستان. احتلها الاستعمار البريطاني كما فعل مع مصر وتحررت فقط عام 1949، ومازالت بلدا فقيرا يعيش الفرد فيه بأقل من دولار يوميا. الأكثر من ذلك أنها عانت من المجاعات والأوبئة حتى أن جمال عبد الناصر تردد في قبول مشروع نهرو للتعاون في صناعة الصواريخ خشية من فقر الهند وبؤسها. لكن الهند رغم مشكلاتها الضخمة استطاعت بعد عشرين عاما من استقلالها أن تطعم نفسها بل وأن تصل إلي تصدير الغذاء، وفي الوقت ذاته أنفقت بسخاء على البحث العلمي والتعليم، وأقامت صناعة محلية ضخمة. أما مصر فإنها بعد أن كانت تكتفي ذاتيا من القمح صارت تستورد 60 % منه من الخارج، ولم نعد نرى منتجا صناعيا وطنيا، أما القمر فلم نصل إليه إلا بفضل عبد الحليم حافظ حين غنى " عشانك ياقمر .. أطلع لك القمر". أكدت الهند الممزقة المحاطة بأخطار الحروب التي يسحقها الفقر والطائفية والجهل أن بوسع النظم بشكل أو بآخر أن تتخطى كل العوائق نحو التطور العلمي. ذلك أن إطلاق الهند مركبة فضائية يعني ضمنا أن لديها حقلا من علوم عديدة متكاملة : أنظمة تحكم واتصالات وإلكترونيات وصناعة صواريخ وغير ذلك. أما نحن فما زال أقصى جهدنا أن نجلس ونناقش مستقبل البحث العلمي. هل حققت الهند ذلك النجاح لإيمانها بالعلم الذي بلغ حد انتخاب رئيس لها في 2002 من العلماء المختصين في الفضاء ؟ العالم الذي روى فيما بعد قصة حياته التي بدأها صبيا فقيرا يبيع الصحف في الشوارع وختمها عالما فذا ورئيسا للجمهورية؟. في سيرته الذاتية يوجز الرئيس الهندي د. أبو بكر معنى حياته قائلا " لن أدعى أن حياتي تصلح نموذجا لأي شخص، لكن طفلا فقيرا يعيش في مكان تعس في ظروف شاقة، ربما يجد العزاء في الطريقة التي تشكل بها قدري". هل كان من المستحيل أن نرى من بين المرشحين للرئاسة لدينا عالما مثل د. محمد غنيم أو مجدي يعقوب أو رؤوف حامد؟
أحمد الخميسي . كاتب مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيكون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حليفًا لبايدن؟ شاهد ت


.. ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة؟ | #رادار




.. مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟


.. يتصدرها أقصى اليمين.. انتخابات قد تغير وجه فرنسا للأبد




.. من حماس إلى حزب الله!.. كابوس الأنفاق يطارد نتنياهو | #التاس