الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من صديق

طارق الحارس

2005 / 7 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وصلتني رسالة من صديقي الذي يسكن في بغداد جوابا على رسالة بعثتها له قبل يومين سألته فيها عن الوضع عموما في عاصمتنا الحبيبة وعن التفجير الأخير الذي حصل في مطار المثنى خصوصا .
أجابني صديقي عن هذه الجريمة النكراء في رسالته وعن أمور أخرى وقد وجدت أنه من الضرورة نشر بعض فقرات هذه الرسالة لما تضمنته من مواضيع مهمة .
يقول صديقي أن موضوع التفجير الذي حصل في مطار المثنى تتحمله الجهات المختصة في المطار، إذ أن الحكومة العراقية ومن خلال عمليات التفتيش الأخيرة التي قامت بها قوات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية قد تمكنت من تقليل عدد الجرائم التي كانت تحدث في بغداد ، لكنها في الوقت نفسه لم تتمكن لحد الآن من السيطرة على الوضع الأمني في بغداد بشكل كامل لأسباب عديدة ، لذا فهو يعتقد أن الجهات الأمنية في كل مكان من المفروض أن تكون حذرة وحريصة وجديرة بتكملة مسيرة ما تقوم به الجهات الأمنية الأخرى .
جريمة مطار المثنى أكدت ضعف القيادة العسكرية لهذا الموقع المهم الذي تعرض الى أكثر من خمسة عمليات اجرامية قبل هذه العملية بالرغم من الاجراءات الأمنية التي تتخذها لحماية هذا المكان ، إذ أنها تضع كتل كونكريتية كبيرة الحجم عند المدخل الذي حصل فيه الانفجار ووجود عدد من الحراس حوله ، لكن صديقي يستغرب تصرف هذه الجهات مع الأشخاص الذين يحضرون الى هذا المكان لغرض التطوع في صفوف الجيش ، إذ أنها تقوم بتجميعهم خارج أسوار المطار وهذا الأمر قد جعل من أن تكون عملية اختراقهم من قبل الارهابيين سهلة جدا وهذا هو ما حصل بالعملية الانتحارية الأخيرة . يستغرب صديقي من تصرف أصحاب الأمر في المطار ، إذ أنه يقول : " لا أعرف ماهي الحكمة من تجميعهم خارج المطار .. هل هو للدعاية ، أم لصغر مساحة المطار ". فعلا أن الأمر يثير الاستغراب ، إذ أن السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا لا يتم تجميع هؤلاء المتطوعين في ساحات المطار الداخلية وبناياتها .

أما القضية الثانية التي أثارها صديقي في رسالته فهي القضية التي تتعلق بالفساد الاداري بالوزارات والدوائر . هو لايقصد الفساد الذي تتحدث عنه الصحف والأخبار واللجان المتعلق بفساد مسؤولين كبار ، بل يتحدث عن موظفين صغار( يأكلون بلحم المساكين من المواطنين ) الذين يراجعونهم في دوائرهم . يتحدث صديقي عن ظاهرة الرشوة التي تسود أغلب الدوائر الحكومية حاليا ، إذ أنه يقول في رسالته أنه لا يمكن أن ينجز الموظف الحكومي أية معاملة لمواطن الا بعد أن ( ينهشه نهشا) .
لم أستغرب هذه الحكاية التي أثارها صديقي ، إذ أن السياسة التدميرية التي انتهجها النظام السابق لالغاء الصفات الانسانية التي يحملها المواطن العراقي قد أثمرت في العديد منهم ، فضلا عن الرواتب المتدنية جدا التي كان يمنحها ذاك النظام للموظفين ، تلك الرواتب التي كانت لا تكفي لسد متطلبات الحياة الغالية. لقد أدت هذه الامور الى تفشي ظاهرة الرشوة بين دوائر الدولة ومن المؤكد أن هذه الظاهرة ستأخذ بعض الوقت بين صفوف ضعاف النفس بالرغم من تحسن وضعهم الاقتصادي نتيجة زيادة رواتبهم بمعدلات لايحلمون بها وتكفي لسد متطلبات حياتهم الطبيعية . ان ظاهرة الرشوة تعد مرضا خطيرا والشفاء من الأمراض الخطرة عادة ما يحتاج الى بعض العلاج ، فضلا عن حاجته الى بعض الوقت والصبر أيضا .
القضية الثالثة التي ذكرها صديقي في رسالته هي قضية هجرة العقول من العراق ، تلك الهجرة التي أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة ، لاسيما هجرة الأطباء منهم . يقول صديقي الذي يسكن في منطقة البياع ببغداد أنه أخذ ابنته الى بناية في منطقته توجد فيه عيادات للأطباء . يقول سألنا عن الطبيب الذي نراجعه دائما فأخبرونا أنه ترك عيادته وسافر الى خارج العراق . سالنا عن الثاني فسمعنا الخبر نفسه وهكذا الثالث والرابع أيضا ، لكننا أخيرا وجدنا ضالتنا مع الطبيب الخامس وهو طبيب غير معروف. يقول صديقي هذا الحال ليس في هذه البناية فقط فقد حدثت أصدقائي عن مشكلتي هذه فأخبروني أنهم واجهوا المشكلة نفسها مع أطبائهم الاخصائيين ، لذا لجأوا الى أطباء من الجيل الجديد .
من المؤكد أن موضوع هجرة العقول من العراق لم يحصل مع الأطباء فقط ، بل أنه يشمل عقول أخرى من المهندسين وأساتذة الجامعات وأصحاب الشهادات العليا من اختصتصات مختلفة . يذكرني صديقي في رسالته عن صديقنا المشترك الذي يحمل دكتوراه في الهندسة النووية ويعيش الآن في الأردن ليثبت ما ذهب اليه في موضوع هجرة العقول عن العراق . يعتقد صديقي أن الظروف الأمنية السيئة التي يعيشها العراق هي السبب في هجرة هذه العقول .
أما القضية الأخيرة التي أثارها صديقي في رسالته فهي التي تتعلق بانخفاض أسعار العقارات في مناطق الدورة والعامرية وحي الخضراء وأبو دشير في بغداد بشكل غير طبيعي . يعتقد صديقي أن السبب الذي يقف وراء انخفاض أسعار هذه العقارات هو تمركز قوى الظلام والارهاب في هذه المناطق ، تلك القوى التي تقتل الأبرياء من العراقيين باسم " المقاومة الوطنية " مما دفع الحكومة الى زيادة نشاطها التفتيشي في هذه المناطق وهذا الأمر ورغبة الناس من أهالي هذه المناطق بالابتعاد من الارهابيين قد ولد استياء لدى المواطنين وأدى الى رغبتهم في بيع ممتلكاتهم في هذه المناطق والانتقال الى مناطق أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو