الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط ، حوار مع المحلل السياسي ، والأديب الكاتب علاء اللامي في - بؤرة ضوء- - الحلقة الأولى .

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2014 / 4 / 23
مقابلات و حوارات


انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط ، حوار مع المحلل السياسي ، والأديب الكاتب علاء اللامي في " بؤرة ضوء" - الحلقة الأولى .

حين يتحدث الزعماء عن السلام
يعرف العامة أن الحرب قادمة ...
حين يلعن الزعماء الحرب , يكون أمر التعبئة قد وُقع ...*1
1. رجالات السلطة في العراق عندما يتحدثون عن السلام أو عندما يلعنون الحرب ، يكونوا قد شنو الحرب فعلا ، هل السلام مفردة مغيبة عن تفكيرهم بالمطلق؟

الجواب:
ليس في العراق فقط يتحدث هذا الأمر، بل في جميع المجتمعات الطبقية الناضجة التشكيلة والبنية والاصطفاف كالولايات المتحدة وعموم المجتمعات في أوروبا الغربية، فهنا ( تكون الرأسمالية حبلى بالحروب كما هي السُّحب السوداء حبلى بالصواعق) على حد قول أندريه مارلو إنْ لم تخذلني الذاكرة، و كذلك في المجتمعات التي في طريقها الى النضج، بل و نجد هذا المعنى حتى في كلام وتصرفات قادة الأحزاب والمليشيات والكيانات القائمة على العنصر والعرق، وخصوصا إذا كانت تحوز قدرا معينا من الاستقلالية فهي تتكلم دوما عن السلام وهي تتآمر ضد بعضها وتخوض حروبا سرية لا تكاد تنتهي حتى تستعر من جديد. صحيح أن الدول الأوروبية الغربية كفت منذ نصف قرن عن طحن مجتمعاتها بالحروب وكانت حرب تدمير يوغسلافيا آخر حروبها، ولكنها استمرت بطحن مجتمعات العالم الأخرى – غير الآري- بحروبها المعلنة وغير المعلنة وبتصدرها للأسلحة الفتاكة لتلك المجتمعات و تعويق تنميتها بل وضربها بالسلاح إن حاولت أن تنهض وتبني اقتصادها المستقل والمعركة الدائرة اليوم بين شعوب أميركا اللاتينية والولايات المتحدة وحلفائها هي ضمن هذا الإطار الأممي القتالي.
أما إذا قصرنا كلامنا حول رجال السلطة في العراق، سواء كان عراق صدام حسين أو عراق المحاصصة الطائفية والعرقية التي جاء بها الغزاة الأجانب، فلن نعثر على سياسيين أو أشباه سياسيين بالمعنى الاصطلاحي الشائع والاحترافي في الغالب، بل على زمر من القتلة والانقلابيين ذوي الفكر القومي المتطرف في الأول، وزمر من القتلة واللصوص المتحالفين مع الغزاة الأجانب من حملة الفكر الطائفي والعرقي في النموذج الثاني، وبالتالي فلا علاقة تربط هؤلاء وأولئك بالسلام سواء كان السلام الذي يرد في سردياتهم دعوة حقيقية أو شعارا سياسيا ذرائعيا يرفعونه.

*
*
أَعطوني مسدساً
وقالوا اقتل عدونا
وحين أطلقت على عدوهم
كان المقصود أخي
هناك يقف أخي
الجوع يوحدّنا
وأنا أسير , أسير
مع عدوه وعدوي
هكذا يحُتضر الآن أخي
وأنا من ذبحه
لكنني أعرف أنه لو هزم
فسوف أضيع أنا .*2
2. من المسؤول عما آل إليه الحال في نحر العراقيين بإسم الدين ، ونشر ديباجة الفرقة والتفريق ؟

الجواب:
مَن بدأ بنحر العراق والعراقيين أولا، ولعقود أربعة كان نظام حكم المقابر الجماعية البعثي، ثم جاء الغزاة الأجانب، وحكموا في رقابنا بعدهم حلفاءهم في حكم المحاصصة الطائفية القائم اليوم، وبين هؤلاء وأولئك ولدت وتكاثرت زمر الذباحين والانتحاريين وجماعات القتلة المليشياوي على الهوية الطائفية أو القومية أو حتى الفئوية والمدينية و هذا يشمل جميع مكونات العراق المجتمعية وليس حصرا بهذه الطائفية أو تلك القومية مع بعض الهدوء في إقليم كردستان لأسباب وعوامل بعضها جغرافي يتعلق بطبيعة المنطقة وبعضها الآخر مجتمعي يتعلق بعدم وجود بيئة حاضنة عميقة للإجرام التكفيري، وأنا أفضل استعمال مفردة " الإجرام" وليس الإرهاب لأن المفردة الأخيرة من منتوجات الترسانة الإصلاحية للمخابرات الغربية المعادية لشعوبنا غم انها هي من غرست أول غرسة إجرامية تكفيرية في عصرنا الحديث في أفغانستان الثمانينات من القرن الماضي، هذا أولا ، وثانياً، فلأن مفردة " إرهاب" غير سليمة لغويا وتعني مقابلتها في اللغات الأوروبية السائدة كالانكليزية والفرنسية والألمانية .
ولقد آلت الحال اليوم في العراق وبفعل فشل الحكومة وتواطؤ بعض أطرافها مع عصابات القتل والتفجير وخسة وبشاعة المجرمين المنفذين إلى ما يمكن أن نطلق عليه مجزرة مروعة مستمرة ولا يمكن إيقاف هذه المجزرة إلا بإلغاء مسبباتها وهو حكم المحاصصة الطائفية وتعديل الدستور وتحريم وتجريم الطائفية السياسية وإلغاء المعاهدات السرية والعلنية مع دولة الاحتلال .

*
*
الدم والقاذورات في تحالف وثيق
طافت بربوعنا
تجشأت وتقيأت ونتنت وصاحت
إنها الحرية والديموقراطية.*3
3.هل صارت الحرية والديمقراطية أسلحة لإباحة سفك الدماء وتخريب الأوطان ؟

الجواب:
إذا كان السؤال يعتبر نظام الحكم في هذه " الأوطان " ومنها العراق حكما ديموقراطيا، يكرس الحريةَ منظومةَ مفاهيم وقوانين وأنظمة ويأخذ بها، فهما - الحرية والديمقراطية - فعلا سلاحان لإباحة سفك الدماء وتخريب الأوطان. وحين يلقى المرء نظرة فاحصة اليوم على الخرائط الجيوسياسية وتعبيرها الإخباري والإعلامي يرى أن هناك مذبحة كبرى تجرى للبشر في أغلب القارات و لكن هناك سكون تام وأمن مستتب تقريبا في القلاع الإمبريالية الرئيسية التي تعيش في رفاه وازدهار مذهل أصبحت معه الفضلات الغذائية التي ترمى كفضلات تعادل موزنات عدة دول فقيرة يموت فيها الأطفال بالعشرات في الساعة الواحدة ولا ينغص عيش تلك الدول " الديموقراطية الغربية" سوى تكاثر قوارب الموت على سواحلها الجنوبية وملايين اللاجئين الذين يصلون الى قلب مدنها بألف طريقة وأخرى.

*
*
حين يصل الأمر إلى التقدم لا يعرف كثيرون أن عدوهم يتقدم على رأسهم
فالصوت الذي يصدر لهم الأوامر هو صوت عدوهم.*4
4. لماذا تعمى بصيرة الشعوب في أن ينساقوا خلف مَن يتحدث عن العدو و هو العدو نفسه ...؟

الجواب:
الشعوب في الغالب الأعم والناس البسطاء منها تحديدا، لا تعمى بصائرهم فهم يعرفون مصالحهم الطبقية والسياسية أكثر من أغلب أفراد النخبة المثقفة، ولكن الذين تعمى أبصارهم هم أولا المثقفون و عموم أفراد " الانتلجنسيا" والمشتغلون في ميادين الأدب والسياسية والعلوم وذلك لأن هؤلاء : أولا ، أكثر استعدادا لبيع أنفسهم مقابل الحصول على ثمن ذلك ماديا معبرا عنه بما سماه المفكر المشاعي الراحل هادي العلوي "الخساسات الثلاثة" التي يركضون خلفها ممثلة بالمال والجنس والشهرة "الجاه". وثانيا، فهم -كما قال لينين- الأكثر قدرة على تبرير الخيانة والانحراف والدفاع عن الظلم والباطل بفعل كونهم مثقفين يتقنون الكلام وبلبلة الأفكار، وطبعا لا يمكن التعميم هنا، فهناك المثقفون العضويون بعبارة غرامشي أو الكونيون بعبارة العلوي وهؤلاء قلة في جميع الأزمنة والعصور ولكنهم يمتازون بكونهم غير قابلين للبيع والشراء لأنهم أحرار في الجوهر والمظهر، و لأنهم خارج نطاق "الخساسات الثلاثة" سالفة الذكر لأنهم بصقوا عليها مبكرا.
والبرهان التطبيقي على ما تقدم من تحليل يجده الراصد في تأييد الغالبية الساحقة من المثقفين العراقيين لغزو بلادهم من قبل الدولة الأكثر إجراما وبربرية في التاريخ " أميركا" وفي فترة قيادة اليمين المحافظ المتخلف، فقد تحول هؤلاء الى رداحين، وداعين إلى استقبال الغزاة بالزهور والرياحين وأسماء هؤلاء معروفة، وهي ذات الوصمة التي ارتكبها مثقفون عراقيون كثر حين أيدوا نظام المقابر الجماعية الصدامي وصفقوا له و دبجوا في حضرته المطولات الشعرية وبعض هؤلاء انتقل اليوم الى الضفة الأخرى وتحول إلى مداح لهذا الزعيم المليشياوي الطائفي أو ذاك!

____________
*1 . من قصائد برتولد بريخت السياسية
*2. من قصائد برتولد بريخت السياسية
*3. من قصائد برتولد بريخت السياسية
*4. من قصائد برتولد بريخت السياسية


انتظرونا والمحلل السياسي ، الأديب الكاتب علاء اللامي ، عند ناصية السؤال:
" 5.أ. هل أن ممارسة الحكم البالغ الصعوبة ، يتطلب من الحاكم " بعض الفهلوة" لأن الخداع والإستغلال يتطلب بعض المعرفة ؟
5. ب . متى تنتهي ثنائية الوطن والمسؤول كوجهين لعملة واحدة ؟" - الحلقة الثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: لم نكمل إزالة التهديد لكننا غيرنا مسار الحرب


.. عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في




.. حرائق وأضرار في كريات شمونة والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مس


.. ماذا تريد إسرائيل من ساحة غزة؟




.. لماذا مخيم جباليا؟