الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراحل في عودة البعث الى السلطة

حسين الشويلي

2014 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



الحرب التي تشنها , داعش على العراقيين لم تقتصر على أستحواذهم على الفلوجة , أو على أعمالهم المسلحة الأجرامية ضد المدنيين وقوات الجيش .
أنما هي معركة أعلامية - جماهيرية بأمتياز . ورغم شراسة الهجمة الأجرامية لكنها الجزء الأسهل والأقل ضرراً على العراق بالقياس الى الأنماط التي يتخذوها في حربهم ضد العراقيين .

ومعركتهم الأعلامية الدعائية , لاسيما بعد أقتراب الأنتخابات التشريعية في الثلاثين من نيسان الجاري , تعد الأخطر والجزء المهم بالنسبة لهم . لسبب هو أن الحسم العسكري قد ينهي وجودهم كأشخاص , لكن من الصعب أستئصال ما يعملوا عليه من أنماط دعائية لايمكن لأي طائرة أو أداة عسكرية مهما كانت متفوقة أن تبيد الفكر أن تمكن من الوصول الى قناعات الفرد . وهو قد بدأ يزحف نحو عقول البعض لاسيما الذين ينتمون أو يتعاطفوا مع كتل وأحزاب مخاصمة لدولة القانون التي يرئسها المالكي .

لهذا تحتاج هذه الحرب مع الحملة العسكرية الى حملة توعوية - ترشيدية للشعب كي لاتحقق تلك الجماعات الأجرامية فوزاً من خلال التأثير على الشعب ببث الدعايات والمنشورات , أما بطريقة مباشرة أو عن طريق حلفائهم , المطالبون بسحب الجيش من الفلوجة وأعتراضاتهم على العمليات العسكرية الجارية التي ترجمت بأنسحاباتهم من البرلمان كأجراء لرفع الصخرة التي وضعتها القوات العسكرية على رئة داعش .

العراقيون أمام مسؤولية شرعية وأخلاقية لتطويق - داعش - أجتماعياً وهذه مسؤولية الشعب الغير عسكريين . لأنهم المعنيون منها .

وفق مانشرته صحف عالمية حول - داعش - على أنهم يتألفوا من أغلبية من ضبّاط الحرس الجمهوري البعثي والمخابرات بقيادات وهابية تمنحهم الفتوى الدينية والمال . وهذه التوليفة تعظّم من خطر داعش على العراقيين . لسبب كون المخابرات البعثية وضبّاط الحرس الجمهوري يتمتعوا بفهم عميق وتفصيلي حول طبيعة الشعب العراقي . وهذه المعرفة تتيح لهم التلاعب في قناعات الناس بكل يسر . للتأثير على العملية السياسية الحالية والتي لم تات, عن طريق ( بيان رقم واحد ) بل بأنتخابات ورغبة جماهيرية واعية .

ومن الفهم البديهي أن الجزء الأصلب والذي يكوّن تهديداً حقيقياً لوجودهم يكون هو الجزء المستهدف والمعني , ومن هنا نستطيع أن نفهم محاولات توريط , دولة القانون والمالكي تحديداً بكل مشاكل العراق وتكديس كل سلبيات العملية السياسية حوله , ومن السهل الوصول الى هذه النتيجة في الطريقة التي يفكّر من خلالها - أعداء العراق كالبعثيين وداعش .

فمحاولاتهم بأتهام المالكي في كل مايحدث في العراق هو لخلق حالة من العداء بين بقية الكتل السياسية الشيعية ودولة القانون . وهذا العداء السياسي سينتقل بواسطة السياسيين ووسائل الأعلام المرتبطة بهم الى عداء بين أفراد المجتمع ,, فهم يمهدوا لحرب,, بين المكون الأكبر والأكثر تضرراً من جرائمهم ,

أن تصفح صحف ومواقع كتل سياسية وأخرى منسجمة معهم لكنها غير متصلة بهم حزبياً - تجد هنالك حالةً محمومة وتركيزٌ كبير حول خلق قناعة واحدة لاغير , وتلك القناعة أن العملية السياسية فاشلة ! وبأن الأنتخابات سوف لاتعطي حلاًّ لمشاكل العراق وبأن المالكي لايصلح لرئاسة الحكومة !
لكنّا لم نجد نقداً لجرائم داعش أو دعماً لقوات الجيش في حربها مع الأرهاب أو تأيداً لتلك الحرب أو تساؤل حول مفهوم حكومة الشراكة الوطنية وأين مسؤوليتها من هذه الحرب والتي صوّروها على أنها حرب المالكي ومؤسسته العسكرية مع أبناء المنطقة الغربية . ( فهو معتدي على أبناء تلك المناطق , وقاتل أبناء الجنوب بزجهم بحرب,, لامبرر لها )
وهذا تأليب للشارع العراقي لاسيما الشيعي ضد المالكي وأتلافه السياسي . لأنهم أن أستطاعوا أن يسقطوا المالكي وكيانه السياسي جماهيرياً حسمت المعركة لصالحهم وتحوّل العراق الى أبشع من سوريا.

وأسقاط المالكي جماهيرياً خطوة أولى لخطوة أخرى وهي العودة الى سلطة البعث بأسماء وهيئات تنتمي الى العمق الشيعي ! ويؤكد هذا الرأي توزع قيادات بعثية بين الكتل الشيعية كما أنضوى النائب حسن العلوي مع الكتلة الصدرية , ولاشك أن النائب حسن العلوي يتمتع بحنكة ودهاء يستطيع من خلالها أن يسيطر على قرارات الكتلة ويديرها وفق ما يشاء .
وبقية الكتل السياسية تحوي على قيادات بعثية تعمل على شيطنة الشيطان لأجل أقناع الفرد العراقي بأن ( المالكي من جلب الموت والفقر الى مدن الجنوب والوسط ) .

ومن الطبيعي أن ما يعني تلك القيادات البعثية وداعش ليس المالكي أو السيد عمار الحكيم أو السيد مقتدى الصدر وأتباعهم ومريديهم بل - أبعاد الشيعة عن الحكم وعن العملية السياسية برمتها , وثانياً عودة ناعمة الى سلطة البعث فهو أنقلاب على العملية السياسية لكن لا على النمط الدموي القديم .

فالمخطط الأنقلابي يحوي على عدّة أنماط _ أخطرها هو خلق حالة من العداء العميق والمستمر بين جماهير الكتل والأحزاب السياسية الشيعية التي ستجعلهم أقلية سياسية ضعيفة وواقع أجتماعي مأزووم . وبدأت ملامح هذا المخطط تتضح للأسف .
أتمنى أن يعوا حجم المخاطر وراء التركيز على شخصية سياسية محددة ومحاولات أبعادها . قبل أن يصحوا بعد فوات الفوت على واقع بعثي- وهابي مرحب به ومدعوماً أقليمياً ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح